النتائج «وصفية»

03:57 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

في الأسبوع الماضي قررت وزارة التربية والتعليم، ممثلة في قطاع المناهج والتقييم، إعلان نتائج امتحان الفصل الدراسي الأول للطلبة «وصفية» بالحروف، وليس بنظام الدرجات، كما جرت العادة من قبل، ولا شك أن هذا النظام يُعدّ أحد مظاهر التطور في منظومة التعليم، لاسيما أنه يواكب تقييمات الطلبة في نظم عالمية كثيرة.
يُعدّ الانتقال من الدرجات الرقمية إلى التقييمات الوصفية، محوراً أساسياً لتطوير آلية التقييم، إذ تطبق التقييمات الوصفية على طلبة الصف الثاني عشر في الفصلين «الأول والثاني»، وفي نهاية العام ستكون النتائج «رقمية ووصفية» معاً، أمّا طلبة الصفوف من الأول وحتى الحادي عشر، فتقييماتهم وصفيّة في جميع نتائج الفصول الثلاثة.
مضمون القرار ينمّ عن البساطة والمرونة والسير قدماً نحو التطوير، ولكن في الوقت ذاته، نجد أن للميدان التربوي بعناصره كافة «مديري نطاق وإدارات مدارس ومعلمين وطلبة وأولياء الأمور»، الحق في التعرف على مجريات التطوير وأبرز قراراتها، بوقت كافٍ، قبل التطبيق، ليتسنّى للجميع فرصة فهم المحتوى الجديد، وإدراك أبعاده، وإتقان تنفيذه.
واقع الحال خلال الفترة الماضية، يؤكد أن عامل المفاجأة الذي جاء به القرار، وتأخير وصوله للمجتمع المدرسي، تسببا في إرباك أهل الميدان، فالإدارات المدرسية تسأل لحل طلاسم التقييم الوصفي، وظهرت الهيئة التدريسية مكتوفة الأيدي، لا تملك الردود على تساؤلات أولياء الأمور، الذين اعتبروا مراجعة مدارس أبنائهم أسبوعاً كاملاً ذهاباً وإياباً، «رحلة ترفيهية»، لمعرفة إلى أي التقييمات ينتسب أبناؤهم بحسب النتائج الوصفية، وهنا كان ينبغي على القطاع المعني، الإفراج عن القرار قبل بدء امتحانات الفصل الأول، لندرك ويدرك معنا الجميع ماهية خطوة التطوير الجديدة.
الأمر الثاني الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذا القرار، يحاكي في مضمونه أولياء الأمور، الذين يعانون الآن، من عدم القدرة على ضبط إيقاع أداء أبنائهم خلال الفصلين الدراسين المقبلين، بعد أن حرمهم النظام الوصفي من التعرف على درجات ومعدلات أبنائهم، إذ تم حجب درجات الطلبة الرقمية، لتصبح مقتصرة على إدارات المدارس والمعلمين فقط، والسؤال هنا: كيف لأولياء أمور طلبة الثاني عشر بالتحديد، معالجة نقاط الضعف التي قد يعاني منها أبناؤهم في بعض المواد؟ وكيف يوجّهون قِبلة أبنائهم نحو الدراسة الجامعية بتخصصاتها المختلفة في ظل نظام يحجب الدرجات؟.
التطوير أمر يستحق الثناء والتقدير، ولكن التنسيق ضرورة، نحقق من خلاله الأهداف التي جاء من أجلها التطوير، وأفضل النتائج يأتي بها فريق متكامل ومتناغم ومتناسق، فلا يجوز الخروج بقرار دون التنسيق مع القطاع المعني بالمدارس، وتهيئة الميدان، الذي يعد جزءاً أصيلاً من منظومة التعليم، ولا يجوز سلب الأهالي حق متابعة أبنائهم وضبط إيقاع مستوياتهم في مختلف المواد.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"