رحال

04:58 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

«رحال» هذا المشروع، الذي ما كاد يكشف عن مساراته وأهدافه، إلا وجاءت ثماره تتوالى في أيام معدودة، إذ أوجد مفاهيم جديدة للتعليم، وأبدع في استحداث مسارات نوعية تلفت انتباه القاصي والداني، قدم حلولاً مبتكرة، واعترف بالتعليم أينما كان، ليشكل منصة استثنائية تدمج التعليم بالحياة.
ومن يقرأ ما بين سطور «رحال»، يجد أنه يمكن الطلبة من الدراسة المعتادة، مع انطلاقة جديدة نحو علوم ومعارف خارج أسوار المدارس، ضمن منظومة مبتكرة، قادرة على إدارة أيام الدراسة، وتتضمن وسائل للتقييم، لاسيما أنه أوجد الاعتراف بالمهارات والمعارف الحياتية، بغض النظر عن طريقة اكتسابها، ومنحها نفس الحق للمهارات الأكاديمية.
وما لاحظناه من نتائج خلال الفترة الماضية، يؤكد قدرة «رحال» على تحقيق المرونة في التعليم، وإدارة أيام الدراسة بحرية، وتوظيفها بشكل ينعكس على اتجاهات الطالب الإبداعية التي تحاكي المستقبل بمتغيراته ومساراته واحتياجاته.
فاليوم لدينا 1200 طالب وطالبة يدرسون في المرحلة الثانوية، تقلص أسبوع دراستهم إلى 3 أيام ونصف اليوم، وظل معهم يوم ونصف اليوم، يقضونه في دراسة الفنون واكتساب المهارات، والبحث عن علوم جديدة في مضمار العلم، من خلال نظام جديد يسمى (3.5 + 1.5 = 6 أيام)، أي أن تحصيل الطالب الدراسي سيرتفع من خمسة إلى ستة أيام.
وفي الأمس القريب، خرجت من رحم «رحال»، أسرة مواطنة، اختارت لأبنائها التعليم خارج الإطار التقليدي، وعلى الرغم من دراستهم في مراحل مختلفة، إلا أنها استطاعت من خلال «رحال»، بناء منظومة تعليمية متكاملة جديدة، تبدأ من البيت، الذي تحول إلى مدرسة مديرتها «الأم» ومسؤولها الأكاديمي «الأب»، لتضم «فصولاً دراسية ومناهج ونظاماً لإدارة الحصص، وتلقي العلوم، ومعايشة الواقع الحياتي» ليصبح جزءاً أصيلاً في منهاج الدراسة.
والسؤال هنا: هل يعي المجتمع التعليمي إلى أين يأخذنا «رحال»؟ والإجابة تلخصها نظرة متعمقة نحو المستقبل، الذي رسمته دبي لتحرر التعليم من قيوده، وجعله متاحاً للجميع، وأوجدت له التشريعات التي تسبق الزمن بعشر سنوات مقبلة، وهناك رسائل مهمة ل«رحال» إلى مجتمع التعليم في الدولة، تركز على أهمية توفير التعليم في كل مكان، وأن عملية تقليص أيام الدراسة لا مستحيل فيها، وإدارة الوقت مهارة لابد من اكتسابها، لإثراء معارف المتعلمين.
والمستقبل يتطلب منا إعادة هيكلة الجدولة الزمنية لأيام التمدرس، وتوظيف أوقات الطلبة بأشكال مختلفة، فضلاً عن أهمية إيجاد وسائل جديدة لمتابعة الأبناء في المدارس، تجمع أولياء الأمور وإدارات المدارس، لتقاسم المسؤولية، في إعداد أجيال المستقبل، والخروج تدريجياً من تحت المظلة التقليدية.
مشروع رحال.. مبادرة جريئة تشكل مساراً مهماً في مسيرة التعليم، نتائجها الأولية أفرزت أبطالاً احتلوا المراكز الأولى في عدة مجالات عالمياً، وهذه هي الغاية التي تسعى لتحقيقها الإمارات، فلماذا لا يستفيد منها المجتمع التعليمي؟ ولماذا لا تتسابق مدارسنا للانغماس في تلك المبادرة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"