لماذا لا نوحد الجهود؟

05:18 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

نعم.. مدارسنا عامرة بالكثير من الموهوبين والمبدعين، وابتكاراتهم التي رصدناها وما زلنا نرصدها شاهد عيان على وجودهم بقوة في مؤسساتنا التعليمية، ولدينا أيضاً جهات متعددة لرعاية تلك المواهب، نجحت في تبني شريحة كبيرة من طلابنا المبدعين، وكذلك هناك جوائز تنافسية ذات معايير عالمية يتسابق من خلالها الموهوبون، لتثبت لنا عاماً بعد الآخر، قوة القدرات الإبداعية لدى أبنائنا.
ولكن مع الأسف على الرغم من تعدد الجهات الراعية والابتكارات المشرفة لأبنائنا، والتي جسدتها مشاريع استثنائية في مختلف المجالات الاستراتيجية، مثل الفضاء والطاقة والهندسة والبيئة والطيران وغيرها، إلا أن جهودنا في هذا الاتجاه مازالت «مبعثرة»، إذ تعمل كل جهة بخططها المستقلة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، لماذا لا تعمل جميع الجهات الراعية في الدولة، تحت مظلة واحدة، وفق معايير موحدة، لتحقيق أهداف بعينها؟ نرتقي من خلالها بمهارات أبنائنا، ويتم توظيف مواهبهم بطرق متنوعة تفيد المجتمع بمختلف فئاته، فتكريم المبدعين، مجرد خطوة تحفيزية لهم لمواصلة مسيرة التميز، ولكن ينقصنا توظيف تلك الإبداعات وفق أطر محكمة ومدروسة.
إن دعم القيادة الرشيدة للدولة، لمجال رعاية الموهوبين أمر مشهود، أسهم بفاعلية في اكتشافهم، وتسليحهم بالعلم والمعرفة، وتأهيلهم ليكونوا علماء المستقبل ورواده، من خلال اتجاهات متنوعة ومؤسسات، أصبحت حاضنات للمبدعين، ومن المفترض أن ننتفع كمجتمع من المسارات المتنوعة لدعم القيادة.
ومع مجيء الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي الذي يشكل جزءاً أصيلاً منها، وأثارها في مختلف المجالات، وتداخلها المحكم في حياتنا، أثبت أن المستقبل ليس في حاجة إلى شهادات علمية وأكاديمية تقليدية، بقدر حاجته إلى أصحاب المهارات والمواهب والإبداعات، وهنا ينبغي أن نعي متطلبات المستقبل التي تركز على عقول لديها أفكار «خارج الكوكب» وليس «خارج الصندوق».
ومدارسنا وتأهيل كوادرنا، أمر غاية في الأهمية، فكم عدد الكوادر المؤهلة، القادرة على اكتشاف المواهب والمبدعين من الطلبة؟ وكم من معلم يستطيع توظيف المهارات الإبداعية لطلابه؟ وكم من كادر قادر على توجيه طلابنا نحو المسار الصحيح؟
واقع الحال يؤكد: «لسنا بحاجة إلى إعداد أجيال الموهوبين فحسب، بل نحتاج أيضاً كوادر مؤهلة ومتخصصة في «علم الموهبة»، فهدف كوادرنا المنشود حالياً، لم يتجاوز إطار المشاركة في المسابقات والجوائز التنافسية، من خلال دراسة معاييرها جيداً، ليظفروا بالفوز بجائزة، وهنا نقول إن تطلعات الإمارات تفوق المشاركة والجوائز.
علينا بتوحيد جميع الجهود على مستوى الدولة، تحت مظلة هيئة وطنية أو مجلس أعلى موحد، يعمل وفق استراتيجيات ممنهجة، بدءاً من اكتشاف الموهوبين، مروراً بمسارات تعزيز مهاراتهم وقدراتهم الإبداعية، وصولاً إلى جيل العلماء والعباقرة، فضلاً عن قاعدة بيانات واضحة المعالم، تفيدنا بأعدادهم وتخصصاتهم، وتوثق لهم إنجازاتهم وابتكاراتهم».

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"