مظاهر مرفوضة

04:08 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

على الرغم من التطور المشهود في قطاع التعليم بمختلف مساراته، وخطة التطوير الطموحة التي انطلقت للارتقاء برياض الأطفال الحكومية ومخرجاتها، لتؤسس لمرحلة جديدة تسهم في إعداد الأجيال وفق احتياجاتنا المستقبلية، إلا أنه مازال لدينا بعض السلوكيات المرفوضة التي لا تليق بحجم الجهود المبذولة، للنهوض بالمنظومة.
في الأمس القريب، تعالت صيحات شريحة من أولياء أمور يدرس أبناؤهم في إحدى الروضات الحكومية، إذ أثار وجود قواعد أسمنتية وبراغ حديدية تركت بساحة الروضة منذ فترة طويلة، مخاوفهم، لتهديدها أمن أطفالهم، بجانب خطورتها على سلامتهم، لاسيما أنها تتوسط الساحة، وباتت عُرضة لسقوط أي طفل عليها أثناء اللعب.
الحالة فردية ولا جدال، ولكنها تشكل أحد المظاهر المرفوضة في مجتمعنا التعليمي، فلماذا لم تزل إدارة الروضة لعبة «الميزان» كبيرة الحجم، التي تسببت في وجود تلك القواعد الأسمنتية، والبراغي الحديدية، خلال الإجازة الصيفية، ليكون لديها متسع من الوقت، لاستبدالها بأخرى تناسب أعمار أطفالها؟ بدلاً من القيام بأعمال تهدد سلامة وأمن الأطفال فيها؟ ولماذا لم تغلق الروضة نهائياً لحين الانتهاء من أعمال الصيانة؟
إن كانت الإجابة على السؤالين، تُحمل المعنيين بإدارة الأبنية التعليمية المسؤولية، نظراً لموافقتهم على إجراء تلك الأعمال خلال أيام الدراسة، في روضة تحتضن أطفالاً أبرياء، لا تمكنهم قدراتهم من حماية أنفسهم من المخاطر، إلا أن المسؤولية الأكبر نراها في التباطؤ في الاستجابة إلى إدارة الروضة التي بادرت برفع الأمر للمعنيين، حيث لا صلاحية لها في البت بأعمال الصيانة.
وهنا نواجه إشكالية حقيقية، تجمع الطرفين معاً، إدارة الروضة التي تعاملت مع الأمر بسلبية، وألقت بالمسؤولية على عاتق إدارة الأبنية التعليمية، وتركت الخطر يهدد أطفالها، فترة طويلة، ولم تحاول تأمين المكان بسياج يمنعهم منها، وظلت منتظرة المدد من إدارة الأبنية، التي لم يأت تحركها بالفاعلية المطلوبة، لإزالة تلك المخلفات، حفاظاً على سلامة الجميع.
رياض الأطفال، مرحلة ذات خصوصية، تتمتع بأهمية كبيرة، إذ تنعكس مخرجاتها على المراحل كافة، وتطوير بيئتها التعليمية أمر ليس اختيارياً، والمحافظة على سلامة أطفالها، «إلزامية» لا تقبل النقاش، واختيار وقت الصيانة والتعديلات فيها، ضرورة تتطلب المزيد من وسائل الأمان، والاستجابة إلى النداءات واجب يدفعنا إلى الأمام، ويحمي أطفالنا من المخاطر ويحقق لهم الأمن والسلامة.
خلاصة القول، نحتاج إلى التحرر من البيروقراطية التي تشكل جزءاً مشيناً في آليات عملنا، والروتين ظاهرة لا تتماشى مع مكونات نظامنا التعليمي، الذي يدار أكثر من 90% منه بالوسائل الذكية، فكلاهما «أكل عليه الدهر وشرب»، ولا مكان لهما في مسيرتنا التنموية التي تحاكي العالمية، فرسالتنا تربوية وأهدافنا إنسانية من الطراز الأول.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"