عادي
حركة "الشباب" تتبنى الهجوم على القوات البورندية ووساطة جيبوتية جديدة

سقوط مدينة جوهر الاستراتيجية في يد “المحاكم الإسلامية”

03:35 صباحا
قراءة 4 دقائق

استولى مقاتلو المحاكم الإسلامية صباح امس الاربعاء على مدينة جوهر الاستراتيجية الواقعة على بعد 90 كلم شمال العاصمة مقديشو، من دون مقاومة تذكر من قبل قوات الحكومة الصومالية التي تدعمها قوات إثيوبية، وتبنت حركة الشباب هجوما انتحاريا بسيارة مفخخة استهدف القوات البورندية في مقديشو، كما استهدف انفجار آخر دورية اثيوبية، ووقع انفجار في هرجيسا عاصمة الشمال، وكشف النقاب عن وساطة جيبوتية جديدة لتسوية الصارع في الصومال، في وقت تبحث الفلبين عن حل دبلوماسي لتأمين اطلاق رعاياها الذين يحتجزهم قراصنة قبالة ساحل الصومال.

وقال الناطق الرسمي باسم المحاكم الإسلامية عبد الرحيم عيسى إن قواته دخلت مدينة جوهر الاستراتيجية إثر انسحاب إدارتها الليلة قبل الماضية، أضاف أن مسؤولي الإدارة التي وصفها بالعميلة للقوات الإثيوبية، أصدرت أوامرها بإغلاق شركات الاتصال أبوابها لإخفاء هروبها من المدينة. وأفادت مصادر مطلعة أن عملية الاستيلاء على المدينة لم تتخللها فوضى مثل النهب أو القتل، مثلما حدث إثر دخول إسلاميين إليها في السادس والعشرين من الشهر الماضي، وأضافت المصادر أن عناصر المحاكم تمركزوا في مقرات إدارة الإقليم.

واعتبر مراقبون سقوط جوهر نكسة كبيرة للحكومة الصومالية التي تكون بذلك قد فقدت ولاية مهمة مجاورة للعاصمة، التي تشهد صراعا مريرا منذ عام بين القوات الحكومية المدعومة من إثيوبيا وبين المعارضة، وأرجعت مصادر عليمة انسحاب إدارة جوهر إلى إخفاق الحكومة في إرسال تعزيزات إلى المدينة.

وتبنت حركة الشباب الصومالية المعارضة هجوماً انتحارياً بسيارة مفخخة اول أمس الثلاثاء على مقر القوات البورندية في مبنى الجامعة الوطنية في العاصمة، وأشار الناطق باسم الحركة أبو منصور مختار روبو إلى أن عبد العزيز بشار عبد الله أحد مقاتلي الحركة نفذ الهجوم الذي ألحق حسب قوله خسائر كبيرة بالقوات البورندية التي وصفها بالصليبية، أضاف أن حركته أطلقت بالتزامن مع الهجوم 12 قذيفة على قاعدة للقوات الأوغندية في معسكر جلني قرب مطار آدم عدي الدولي في مقديشو، وتوعد أبو منصور بمواصلة الهجمات على القوات الأجنبية بما فيها القوات الإثيوبية، وأبدى عدم اهتمامه بالتحركات التي يقوم بها رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين باتجاه إبرام صلح مع المعارضة، وأشار إلى أن حسين جزء من النظام العميل لإثيوبيا بحسب تعبيره، وحمل الحكومة الأثيوبية مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، مشيرا إلى أنها تسعى إلى إعدام العملة الوطنية لتحل عملة البر الإثيوبية محلها.

وتعرضت ناقلة جند أثيوبية الاربعاء لانفجار لغم أرضي في شارع مكة المكرمة وسط مقديشو وأشار شهود عيان إلى خسائر بشرية من دون تحديد في صفوف الجنود الإثيوبيين، كما أصيب مدني كان على مقربة من مكان الحادث بجروح.

واعترف الناطق باسم القوات البورندية العاملة في الصومال بمصرع أحد جنودها جراء العملية الانتحارية، إلا أنه أكد أن الهجوم الذي يعتبر الأول من نوعه الذي تتعرض له القوات البورندية منذ وصولها إلى الصومال، لن يثنيها عن أداء المهام التي جاءت من أجلها.

وتأتي هذه التطورات أعقاب فشل الاتحاد الإفريقي في الالتزام بنشر قوات إضافية في الصومال، وتشير أوساط دبلوماسية مطلعة الى أن النقص المالي واللوجستي للقوات الإفريقية في الصومال يعتبر من الأسباب التي حالت دون وصول قوات نيجيرية كان من المفترض أن تنضم إلى مهمة حفظ السلام في الصومال. كما لا تزال الحكومة الصومالية تعاني من مواجهاتها مع الميليشيات المسلحة التي تقول إن أيادي خارجية تقف وراءها في اشارة الى اريتريا، في وقت يبذل رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين مساعي حثيثة من أجل إنجاح العلمية السلمية في الصومال ودفع الحوار بين الصوماليين. ودأت الحكومة الجيبوتية تحركات دبلوماسية للوساطة بين الحكومة الصومالية ومعارضيها وفي هذا الإطار أجرى الرئيس الجيبوتي امس الاربعاء محادثات مع رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين، وأوضح عبدي حسين أحمد مستشار وزير الخارجية الجيبوتية أن بلاده بدأت إجراء محادثات منفصلة مع الحكومة الصومالية ومعارضيها، وأشار إلى أن زيارة نور إلى جيبوتي تأتي استجابة لدعوة رسمية من الحكومة، مشيرا إلى أن جيبوتي كانت منذ 1991 تبذل قصارى جهدها من اجل إعادة أمن واستقرار الصومال واستضافت اثنين من مؤتمرات المصالحة الصومالية وأكد أن بلاده محايدة في الخلافات القائمة بين أطراف النزاع في الصومال وأعرب عن أمله في نجاح الجهود الجيبوتية الجارية.

وحذر طاهر ريالي كاهن رئيس أرض الصومال الانفصالية، القوى التي تعمل ضد سلام بلاده، في اشارة الى الانفجارات التي شهدتها عاصمة الشمال هرجيسا الأسبوع الماضي وجاءت انتقادات ريالي أعقاب انفجار لغم أرضي امس الاربعاء في مقر مجلس الشيوخ في هرجيسا، والذي لا يبعد كثيرا عن القصر الرئاسي محدثا أضرارا مادية بالغة، من دون خسائر بشرية، في وقت كان اعضاء الشيوخ يعقدون سلسلة لقاءات مع الإدارة الحاكمة والأحزاب المعارضة ولجنة الانتخابات، التي أعلنت تأجيل الاستحقاق الرئاسي حتى العاشر من أكتوبر/ تشرين الاول المقبل، فيما تنتهي ولاية ريالي في الخامس عشر من مايو/ ايار المقبل، وتهدف لقاءات مجلس الشيوخ لإقناع المعارضة بتمديد فترة حكم الإدارة الحالية.

في الاثناء دعت الحكومة الفلبينية امس الأربعاء إلى إيجاد حل دبلوماسي لتأمين الإفراج عن ستة من مواطنيها يحتجزهم قراصنة اختطفوا يختا فرنسيا فاخرا قبالة سواحل الصومال. وكان الفلبينيون الستة من بين أفراد الطاقم الثلاثين لليخت لو بونان الذي احتجزه مسلحون مجهولو الهوية الجمعة الماضي في خليج عدن بينما كان في طريقه إلى البحر الأحمر وقناة السويس لتحميل ركاب من مدينة الاسكندرية في مصر.وقال أنتوني جوليز المتحدث باسم الرئيسة الفلبينية جلوريا أرويو(د.ب.أ) إنها شددت على ضمان سلامة الرهائن الفلبينيين أثناء إجراء مفاوضات للإفراج عنهم. أضاف أن الرئيسة أرويو أصدرت تعليمات إلى وزارة الشؤون الخارجية بضرورة إيجاد حل دبلوماسي على أن تكون عودة الفلبينيين سالمين لها الأولوية القصوى. وأشار جوليز إلى أن المعلومات المتوافرة حتى الآن تشير إلى أن جميع الرهائن بخير وأنه جرى إبلاغ عائلات البحارة الفلبينيين بذلك.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"