عادي
الحكومة المقالة تحذر و”الشعبية” ترفض تصدير الأزمة إلى مصر

غزة على حافة الانهيار ونفاد الوقود عطّل كل مناحي الحياة

03:36 صباحا
قراءة 3 دقائق

تظاهر العشرات من أنصار حركة حماس، أمس، أمام مقر السفارة المصرية المغلق في حي الرمال وسط مدينة غزة للاحتجاج على استمرار إغلاق معبر رفح، فيما تعالت أصوات رسمية وشعبية تحذر من انفجار شعبي وشيك في أية لحظة. وقال شهود عيان إن حماس التي نظمت التظاهرة أحضرت خيمة كبيرة ونصبتها قبالة مقر السفارة، لحث القيادة المصرية على فتح معبر رفح.

وذكر مسؤولون في الحركة أن عددا من المعتصمين والأطفال يتواجدون داخل الخيمة ويرفعون الأعلام الفلسطينية ويافطات تندد باستمرار الحصار وتدعو مصر إلى كسره. وذكر منظمو التظاهرة أن حالة من الغضب والغليان تسود المعتصمين للمواقف العربية وبخاصة مصر من استمرار الحصار.

إلى ذلك، شدد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري على أن محطة توليد الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة ستتوقف عن إنتاج الكهرباء خلال الأيام القليلة المقبلة في حال لم يتم تزويدها بالوقود الكافي.

ودعا إلى تضافر الجهود الفلسطينية والعربية والدولية للضغط على دولة الاحتلال لفك الحصار والسماح بإدخال الوقود. وقال الخضري، في مؤتمر صحافي، أمس، إن الحياة معطلة في غزة، مشيراً إلى أن توقف محطة الكهرباء يعني توقف كل شيء ودماراً شاملاً في القطاع، وتوقف الخدمات الصحية والبيئية والإنارة، وتعطل الاتصالات الخلوية والثابتة. وأضاف أن 90% من المركبات في غزة متوقفة، وكنتيجة لذلك فإن المسيرة التعليمية مهددة بالتوقف بسبب صعوبة وصول الطلاب والمدرسين إلى مدارسهم وجامعاتهم، وخصوصاً سكان المناطق الجنوبية والشمالية. كما أن نقص الوقود أدى لتوقف العديد من آبار المياه، وينذر بتدمير الموسم الزراعي، إلى جانب الشلل في القطاعين الصناعي والتجاري. وقال الخضري جئنا لنقول للعالم، إن غزة مقبلة على انهيار كامل، وهذه مسؤولية العالم.

وحذر مدير عام محطة توليد الكهرباء في القطاع من توقف المحطة عن العمل كليا بسبب أزمة الوقود. وقال رفيق مليحة مدير عام محطة توليد الكهرباء الفلسطينية ل فرانس برس ان المحطة ستتوقف كليا عن العمل خلال عدة أيام ما سيؤدي إلى شلل كامل في كافة القطاعات.

وشددت الحكومة المقالة على أن الشعب الفلسطيني قرر إنهاء الحصار الذي لم يعد من المقبول استمراره، مؤكدةً أنها تدعم الانفجار الشعبي الذي سيقع في أية لحظة خلال اليومين المقبلين.

وقالت الحكومة المقالة، على لسان المتحدث باسمها طاهر النونو، لقد تعاطت الحكومة بمرونة عالية مع الجهود المصرية من أجل فتح معبر رفح وتحقيق التهدئة المتبادلة، إلا أن أطرافا غير معنية بإنهاء الحصار تسعى لإبقاء معاناة الشعب الفلسطيني وتعزيز بذور الخلاف الداخلي. وأضاف، في مؤتمر صحافي أمس، سنواصل جهودنا مع مصر الشقيقة من أجل التخفيف عن شعبنا وإنهاء المعاناة وهذا الحصار الظالم وندعو إلى فتح فوري لمعبر رفح لكسر الحصار.

وجدد نفي الحكومة لأي تهديد لمصر، مشدداً على أنه لا أحد يهدد مصر وليس من المسموح لأحد العبث بأمنها.

وفي خصوص التعزيزات المصرية على الحدود، قال النونو إن الانفجار قد يأتي في كل الاتجاهات وليس موجهاً ضد مصر وأن الشعب الفلسطيني لن يفقد البوصلة وانفجاره موجه للاحتلال. ودعا حكومات الدول العربية والإسلامية إلى التحرك العاجل، متسائلاً إلى متى سيستمر هذا الصمت القاتل؟، مشدداً على أن هنا شعباً يذبح، ودماء تسيل ومعاناة تقشعر لها الأبدان فلا تتركوا شعبنا يموت وحيدا.

إلى ذلك، دعا النونو مؤسسة الرئاسة إلى انتهاج سياسة وحدوية على أساس الحرص على المصلحة الوطنية العليا ووقف تغليب الرهان الحزبي لإسقاط الحكومة عبر الحصار.

من جانبها، رفضت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تصدير الأزمة الداخلية الفلسطينية إلى مصر. وحمل عضو اللجنة المركزية للجبهة جميل مزهر الاحتلال المسؤولية الأولى عن الحصار. ودعا في بيان صحافي وزعه المكتب الإعلامي للجبهة أمس، إلى توجيه كل الطاقات والفعاليات ضد العدو الصهيوني الذي يحاصر القطاع ويواصل قصف الأطفال وتهويد القدس واستمرار بناء جدار الضم العنصري ومئات المستعمرات. غير أن مزهر طالب مصر بتحمل مسؤولياتها واتخاذ موقف جريء بالتدخل لوقف العدوان ورفع الحصار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"