عادي
حملة “سلام يا صغار” مولت تغطية نفقات وصول الأطباء

بدء توزيع 400 كرسي متحرك حديث على أطفال فلسطين

01:59 صباحا
قراءة 4 دقائق

رغم عدم قدرة الطفل موسى علاء علقم على الحديث بسبب إعاقته، الا ان عينيه كادتا تفيضان بالفرح والسعادة اثناء جلوسه على الكرسي المتحرك الحديث، الذي تسلمه امس الأول في رام الله من قبل فريق العمل الطبي، برعاية حرم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة والتي أطلقت حملة سلام يا صغار لدعم اطفال فلسطين بالتعاون مع جمعية اغاثة اطفال فلسطين، حيث يتولى هذا الفريق الإشراف على تسليم المقاعد الحديثة وتعليم الاهالي على تركيبها وصيانتها والتعامل معها خاصة ان العدد الاجمالي لهذا المقاعد يصل إلى 400 كرسي توزع مناصفة بين الضفة الغربية وقطاع غزة .

الطفل موسى علقم (7) سنوات هو طفل يتيم ويعاني من شلل دماغي أقعده عن الحركة وجعله بحاجة دائمة لكرسي متحرك يساعده في قضاء احتياجاته الشخصية، وقد وجد في توفير الكرسي الجديد فرصة حقيقية لكي يكون قادرا على تلبية حاجياته الشخصية من مأكل ومشرب وتعلم بسبب التجهيزات المتكاملة المتوفرة في الكرسي .

ورصدت الخليج عملية بدء توزيع الكراسي المتحركة الحديثة على المعوقين الذين وصلوا الى رام الله من عدة مدن وقرى، من اجل تسلم هذه الكراسي وسط الإشادة والشكر للقائمين على هذا المشروع الإنساني . ومنذ ان وصل الطفل موسى علقم الذي يعيش مع جده في مخيم شعفاط للاجئين في محيط القدس المحتلة، وعلامات الفرح والسعادة لا تفارق وجهه إلى حد انه قام برفع يده مودعا فريق العمل بحرارة كونه أدرك أن جزءاً كبيراً من مشاكله مع كرسيه القديم قد حلت بحصوله على الكرسي الجديد .

ولم تقتصر الفرحة على وجه ذلك الطفل بل امتدت إلى جده موسى سعيد علقم الذي يتولى رعايته وقال إنني اشكر دولة الإمارات العربية المتحدة وكل المؤسسات الإنسانية التي ساعدت حفيدي على تجاوز العديد من مشاكله من خلال توفير هذا الكرسي المتحرك، موضحا أن توفير الكرسي سوف يسهل على الطفل الحركة والقيام بتلبية حاجاته الضرورية دون عناء مثل الشرب واللعب .

والأمر لم يختلف كثيرا بالنسبة للمواطنة أمانة عبد الله عثمان، من قرية المزرعة الشرقية شرق رام الله، التي كانت تنتظر تسلم الكرسي المتحرك لابنتها نهى (28) عاما والتي تعاني هي الأخرى من شلل دماغي، الأمر الذي سوف يساعدها على تلبية بعض احتياجاتها الشخصية دون عناء .

وقالت الأم: نقدم الشكر والثناء لكل من ساعدنا في الحصول على هذا الكرسي كوننا نعلق آمالاً كبيرة في سد بعض حاجيات ابنتي التي أصبح وزنها كبيراً ونعاني من صعوبة نقلها وتحريكها من مكان لآخر، موضحة أن توفير الكرسي سوف يساهم في مساعدة ابنتها في الكثير من الأمور الشخصية .

اما الطفل محمد زاهر الشامي(11)، من قرية بيت عور التحتا غرب رام الله، الذي يعاني من الإصابة في عموده الفقري، فقد عبّر عن سعادته بالحصول على كرسي جديد بعد ان زاد وزنه الامر الذي جعل استخدام الكرسي القديم امرا بالغ الصعوبة .

وقال الفرحة مزدوجة بسبب ان الكرسي يساعدني على الحركة ويسهل على امي التي تعاني الكثير وهي تحاول ان تساعدني على الحركة والانتقال من مكان لآخر .

وأكدت والدته التي وقفت تراقب عملية توزيع الكراسي المتحركة على هؤلاء الأطفال، موضحة ان هذه المساعدة الإنسانية تعتبر مبادرة إنسانية عظيمه كونها تركز على هذه الفئة التي تحتاج لأموال كبيرة لتغطية حاجاتهم لمثل هذه الكراسي .

وبينما كانت البسمة ترتسم على وجوه الاطفال، فان الفرح والسعادة كانت ترتسم ايضا على الطواقم التي اشرفت على عملية توزيع الكراسي على هذه الفئة، في اطار حرصها على رسم البسمة على وجوه هؤلاء الاطفال والتخفيف من معاناتهم .

وحسب ما اكدته مديرة المشاريع في حملة سلام يا صغار، سحر القاروط، ل الخليج، فإن هذا النشاط الذي بدأ بتوزيع الكراسي، يشمل توزيع 200 كرسي متحرك حديث على الاطفال المعوقين الذين يعانون من الشلل الدماغي في الضفة الغربية، في حين سوف يجري توزيع عدد مماثل من هذه الكراسي في قطاع غزة، مشيرة الى ان هذا النشاط يتم تنفيذه بالتعاون مع جمعية إغاثة أطفال فلسطين حيث تتولى حملة سلام يا صغار تغطية نفقات الفريق الطبي الذي يشرف على تركيب وصيانة هذه الكراسي التي جرى جمعها من قبل متبرعين في الولايات المتحدة الأمريكية والتي وصلت قيمتها الى مليون ونصف مليون دولار .

وأوضحت ان نوعية هذه الكراسي الحديثة ممتازة كونها تتيح المجال للمعوقين تلبية حاجياتهم الشخصية دون عناء كما انه يمكن تكبيرها وتصغيرها حسب وزن وعمر الشخص المعوق .

وأشارت الى ان هذا النشاط يأتي ضمن مشروع تنفذه الحملة بقيمة 390 الف دولار من خلال تغطية نفقات واقامة البعثات الطبية في الاراضي الفلسطينية لإجراء عمليات جراحية للاطفال وعمليات تجميل للتشوهات الخلقية وغيرها من العمليات المعقدة .

وأكد مدير جمعية اغاثة اطفال فلسطين ايمن المصري، أهمية هذا المشروع الذي يأتي في اطار التعاون مع حملة سلام يا صغار بتوفير 400 كرسي متحرك الى الاطفال المعوقين ممن يعانون من الشلل الدماغي، موضحا ان الجمعية عملت على جمع هذه الكراسي من متبرعين في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تصل تكلفة الكراسي الواحد الى 3900 دولار وتتيح المجال للاطفال تلبية احتياجاتهم الشخصية دون عناء مقارنة مع الكراسي القديمة .

وأشار الى أن الحملة عملت على تغطية نفقات وصول 5 أطباء متخصصين في مجال تركيب وصيانة هذه الكراسي الحديثه وتعليم الاهالي على استخدامها .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"