عادي

2009 . . "عام الكوارث" في السعودية

04:33 صباحا
قراءة 3 دقائق

يجمع العديد من المراقبين والمحللين السعوديين على أن التسمية الصحيحة لعام 2009 الذي يوشك نجمه على الأفول هي عام الكوارث التي عانى منها السعوديون بشكل لافت لم يسبق له مثيل في العصر الحديث، مدللين على ذلك بالمآسي التي عانوا منها وكان آخر هذه المآسي التي شهدتها البلاد نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي كارثة سيول جدة التي أدت إلى وفاة نحو 120 شخصاً حتى الآن وفقدان 42 آخرين، وفقا لبيانات رسمية، بينما تقدر مصادر طبية أن يتجاوز عدد الضحايا 150 شخصاً، فضلاً عن الخسائر المادية التي تقدر بمليارات الدولارات .

من بين الكوارث استمرار انهيار سوق الأسهم السعودية منذ فبراير/شباط 2006 . وهناك أيضا اجتياح حمى الضنك مناطق مختلفة في البلاد وبخاصة المنطقتين الجنوبية والعربية، وكذلك هناك إنفلونزا الخنازير التي يرى المراقبون أن السعودية تحتل الصفوف الأولى بين البلدان التي أصيبت بهذا الداء، وأسهم في ذلك توافد المعتمرين والحجاج من نحو 183 دولة وبأعداد فاقت 3 ملايين نسمة، وقبل ذلك كان هناك زلزال وبركان العيص وحرة الشرقية والمدينة في غرب البلاد الذي ضرب المنطقة في مايو/ أيار الماضي ودام ما يزيد عن ثلاثة اشهر وبلغ عدد الهزات ما يزيد على 1400 هزة أرضية، ولكن غالبيتها العظمى كانت ضعيفة جداً، إذ بلغت قوة الزلزال الأقوى بين سلسلة الزلازل التي ضربت المنطقة 5،39 درجة على مقياس ريختر . وبلغ عدد النازحين من منطقة العيص وقراها أكثر من 2700 أسرة .

كما شهد عام 2009 دخول البلاد في حرب مع المسلحين الحوثيين منذ الثالث من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وحتى الآن وما ترتب على ذلك من خسائر

في الأرواح وفقدان بعض العسكريين السعوديين إلى جانب التكاليف المادية الناتجة عن تحريك ألوية القوات السعودية مع معداتها وآلياتها إلى مناطق القتال، وبالذات من منطقتي تبوك وحفر الباطن وعسير، مع استمرار محاولات تنظيم القاعدة لضرب أهداف استراتيجية داخل البلاد كان أهمها محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز نجل وزير الداخلية ومساعده للشؤون الأمنية في قصره في جدة في أغسطس/ آب الماضي، وهو الأمير الذي يشار إليه بالقبضة الحديدية التي ضربت رأس القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كما عرف عنه تبنيه برنامج المناصحة القائم على حوار الفئات الضالة .

وكان آخر هجوم يستهدف بشكل مباشر عضواً في العائلة المالكة ما كشف عنه الأمير طلال بن عبدالعزيز عن قيام أحد المسلحين الحوثيين بمحاولة تفجير نفسه بالقرب من نائب وزير الدفاع والطيران (الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز) أثناء زيارته التفقدية لقوات بلاده على الشريط الحدودي مع اليمن الشهر الماضي، في زيارة أحيطت بالسرية، عكس زيارات مساعده للشؤون العسكرية خالد بن سلطان الذي يحرص على تسليط الأضواء على جولاته التفقدية وزياراته للعسكريين .

كما لم ينس السعوديون خروج المنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا بعد تعادله مع المنتخب البحريني (2-2) في إياب الملحق الآسيوي على أرضه وبين جمهوره وهي المرة الأولى التي يغيب فيها المنتخب السعودي عن نهائيات كأس العالم منذ مشاركته في الولايات المتحدة ،1994 ما يفرض عليه الانتظار حتى 2014 لمحاولة التأهل مجدداً إلى كأس العالم، ما شكل صدمة لكل السعوديين الذين اعتبروا ما حدث أسوأ انتكاسة يمر بها الأخضر في تاريخه الحديث . (د .ب .ا)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"