عادي

نصف اليمنيين يكافحون من أجل تأمين قوتهم اليومي

03:32 صباحا
قراءة 3 دقائق

بالنسبة لنصف اليمنيين تقريباً، بات الحصول على القوت اليومي هدفاً يكافحون من أجله ولا يحققونه دائماً . وفي بعض الأيام، لا تحصل أم أحمد على أي طعام لها ولأبنائها الأربعة الذين تقيم معهم في حي السنينة الفقير في صنعاء .

وفي الأيام الأفضل، يعود زوجها للبيت مع خمسمئة ريال (3 .2 دولار) جناها من بيع ثياب للأطفال في السوق، وعندها نأكل على ما تقول . وقالت واصفة صراعها اليومي من أجل الاستمرار اشفقوا علينا، وانهمرت دموعها وهي تضم ابنتها المريضة والجائعة أميرة . وتخشى أم أحمد على حياة ابنتها أميرة .

وترفع الوالدة فستان ابنتها لتكشف عن أطرافها النحيلة المليئة بآثار الرضوض، وذلك نتيجة لما تقول انه مرض في الدم لا تستطيع العائلة تحمل كلفة علاجه .

وبحسب أرقام الأمم المتحدة الاخيرة، شهدت سنة 2011 وحدها ارتفاعاً في أسعار الغذاء بنسبة 50%، فيما تضاعفت كلفة الحصول على مياه صالحة للشرب ثلاث مرات، ما أسهم بشكل كبير في التضخم الهائل الذي يعاني منه الاقتصاد اليمني .

وارتفعت أيضاً نسبة البطالة بشكل كبير، فيما يكافح عشرة ملايين يمني من أصل 22 مليونا، للحصول على طعام .

وقال ممثل الأمم المتحدة في اليمن إسماعيل ولد شيخ أحمد لوكالة فرانس برس إن الأزمة الإنسانية في اليمن أعمق وأكبر مما كنا نقول في السابق . والأزمة تتجلى بشكل واضح، ليس فقط في المحافظات البعيدة حيث الخدمات الحكومية ضعيفة والمساعدات الدولية مهددة بسبب النزاعات المستمرة، بل أيضاً في العاصمة صنعاء .

وتقول فاطمة حواصلي الضريرة التي تعيش في غرفة واحدة مع ابنتيها ووالدها ان الحياة تحولت في السنة الأخيرة من سيئ إلى أسوأ . ولا احد في هذه العائلة يحصل على دخل، وهم يعتمدون بشكل تام على مساعدات الحكومة التي لم يعد من الممكن الاتكال عليها . وقال رزق والد فاطمة نحن نصارع الموت كل يوم .

أما جارهم حيدر صالح الذي يملك متجرا يبيع فيه أكياسا من الارز والسكر والطحين بالدين، فهو ايضا يعاني من الوضع الصعب . وأمام هذا الرجل في متجره دفتران، الاول يفند ديون الجيران المستحقة له، والثاني يفصل الديون المتوجبة عليه للمزودين . وقال صالح لا استطيع أن ادفع لأن زبائني لا يدفعون .

وباختصار، يبدو الوضع الإنساني في اليمن على النحو الآتي بحسب الأمم المتحدة: 55% من اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر بأقل من دولارين في اليوم، ويعاني عشرة ملايين من نقص الأمن الغذائي، ونصف هؤلاء يعانون من نقص حاد في الأمن الغذائي .

ويعاني نحو مليون طفل دون الخامسة من سوء تغذية حاد، وربعهم يواجهون خطر الموت ما لم يتم اتخاذ خطوات فورية في شأنهم . والقطاع الصحي الذي كان بالكاد يعمل قبل الاحتجاجات في ،2011 قد تراجع كثيرا في غضون أشهر قليلة .

وسجل مرض الحصبة عودة ملحوظة وأودى بحياة 170 طفلا معظمهم منذ مطلع السنة الحالية، كما سجلت عودة لأمراض معدية أخرى مثل الكوليرا وحمى الضنك . وارتفعت نسبة البطالة في صفوف الشباب إلى 53%، وهو عامل أساسي في انعدام الاستقرار في البلاد .

والوضع الانساني السيئ في البلاد ليس وليد الأزمة الأخيرة، بل نتيجة سنوات من المشاكل المتراكمة، وبحسب شيخ أحمد، فإن اليمن سيظل يعاني من احتياجات ضخمة حتى لو تم حل الازمة السياسية الحالية . (أ .ف .ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"