عادي

أسئلة حول خطر “إيبولا”

04:36 صباحا
قراءة دقيقتين
بعد الإيدز وإنفلونزا الطيور، يذكر فيروس "ايبولا" بالمخاوف القديمة من تفشي الأوبئة الفتاكة، حتى لو انه لا يمكن مقارنة الأوضاع الراهنة بتلك السابقة، كما يقول مؤرخ الأمراض باتريك زيلبرمن .
فهل يتعين على العالم أن يتخوف من الوباء الحالي للحمى النزفية ايبولا؟
والجواب هو أن الخوف القديم من وباء يقضي على جميع الناس ما زال راسخاً في أعماقنا، لكن من الصعوبة مقارنة حمى "ايبولا" مع الأوبئة الكبيرة في السابق، مثل الطاعون الذي لم يكن أمام أجدادنا إلا الصلاة لمواجهته .
ولدى تفشي الإنفلونزا الإسبانية في 1918-1919 التي حصدت 50 مليون ضحية في العالم، منهم 250 ألفاً في فرنسا، لم تكن المضادات الحيوية موجودة (لمعالجة المضاعفات)، ولم يكن الفيروس معروفاً، ولم تكن تتوافر أجهزة طوارئ وإنعاش .
وتتوافر للبلدان الغربية اليوم أجهزة صحية فعالة تتيح الحد وبالتالي تجنب تفشي الفيروسات، وهذا ما لا يتوافر في البلدان التي انتشرت فيها حمى "ايبولا" .
ومن وجهة نظر عامة جداً، فإن الأزمة الراهنة تشبه إلى حد ما الأزمة الناجمة عن وباء الالتهاب الرئوي الحاد (سارس)، مع فارق بسيط يتمثل في أن البلدان الإفريقية اضعف بكثير على الصعيد الطبي - الاجتماعي والسياسي من الصين في 2003 (وباء سارس الذي ظهر في جنوب الصين أواخر ،2002 تسبب باندلاع أزمة عالمية في السنة التالية وأسفر عن مصرع 800 شخص في الإجمال كان القسم الأكبر منهم في آسيا) .
ويطرح تعاقب الأزمات الصحية تساؤلا حول ما إذا كانت فيروسات الأمراض تزايدت في العالم، وما هي الخطوات التي يتعين القيام بها لطمأنة الناس؟
والإجابة أنه ومنذ منتصف القرن العشرين، نجد مزيداً من الفيروسات، لأنها موجودة في الأصل ولأن معرفتنا بالكشف عنها قد تطورت . ثمة ازدياد للأحداث الوبائية في بلدان الجنوب . وفي ما يتعلق بإيبولا وحده، ثمة عشرون وباء "ايبولا" منذ 1976 في إفريقيا، لكنه لم يتفش إلا في بعض القرى وليس في المدن، كما هي الحال في الوقت الراهن .
من الأهمية بمكان توعية الناس المصابين بطرق العدوى، على ألا نكتفي بتوزيع المنشورات، في حين لا يعرفون القراءة .
لكن القلق يتزايد في البلدان الأخرى التي تتخوف من وباء مستورد يترافق مع مشكلة حساسة للسلطات الصحية . وهي تزويدهم بالمعلومات الصحيحة بما يحصل، مع الحرص على تجنب تفشي مظاهر القلق الشديد، الذي من شأنه التسبب ببروز قلق اشد فداحة .
ونصل إلى السؤال الأهم عن أبرز عوامل خطورة الوباء الحالي؟
والإجابة انه وعلى الرغم من أن فيروس "ايبولا" لا يتفشى بالسهولة التي يتفشى بها فيروس الانفلونزا (ينتقل باللمس اللصيق وليس عبر التنفس)، يشهد الوباء الحالي تطوراً سريعاً في إفريقيا .
كما أن العلاقة بين عدد الوفيات وعدد الحالات كبيرة جداً وتبلغ 50 إلى 90%، لانعدام العلاج النوعي، فيما كانت هذه النسبة 2 .5% في الانفلونزا الإسبانية . ويجهل الناس المصابون طرق الانتقال ويحرصون على لمس وتقبيل المتوفين، على غرار ما كان يفعل أجدادنا خلال موجات الكوليرا التي كانت تفتك بأوروبا في القرن التاسع عشر .
لكنهم لا يثقون خصوصاً بسلطات بلدانهم، وهذا ما يفسر إقدامهم على طرد الفرق الطبية .
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"