عادي
بدعم حامد بن زايد ..«ندوة الحصن» توصي بالبدء في عمل المعجم التاريخي للغة الضاد

إنشاء «مركز مشترك بين اللغات العربية والسامية القديمة» بالعين

04:39 صباحا
قراءة 5 دقائق
العين ــ «الخليج»:

أعلن مركز الحصن للدراسات والبحوث أمس عن إنشاء مركز المشترك بين اللغة العربية واللغات السامية القديمة، يكون مقره بمدينة العين وذلك بدعم من سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي.
ويعنى هذا المركز الجديد بنقل اللغات السامية القديمة إلى اللغة العربية مباشرة، إضافة إلى دعم البحث العلمي في اللغات السامية القديمة، إلى جانب تأسيس مدرسة عربية جديدة للمسميات والمفاهيم في دراسة اللغات القديمة.
جاء ذلك في ختام فعاليات الندوة المشتركة بين اللغة العربية واللغات السامية القديمة بعد ظهر أمس، والتي عقدت بمركز المؤتمرات بالعين خلال اليومين الماضيين، ونظمها مركز الحصن للدراسات والبحوث الذي تديره الدكتورة فاطمة سهيل المهيري.
كما أعلن مركز الحصن للدراسات والبحوث ضمن توصيات الندوة التي ألقتها الدكتورة فاطمة سهيل المهيرى عن البدء في عمل مشروع المعجم التاريخي للغة العربية لتأصيل مفردات اللغة العربية وتحديد ظهورها للمرة الأولى ويتتبع تطورها عبر التاريخ، إضافة إلى إنشاء قاعدة معلومات للنقوش العربية القديمة.
وكانت الندوة قد ناقشت في اليوم الثاني وعلى مدى جلستين متتابعتين ثمان أوراق بحثية، حيث استعرضت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور حامد زيان أربع أوراق بدأت بورقة المشترك والمختلف بين اللغتين «البجاوية» والعربية للدكتور محمود عبدالله أستاذ الدراسات السودانية والمصرية القديمة بجامعة النيلين بالخرطوم السودان، حيث أكد أن اللغة البجاوية الحية الآن هي عربية جاءت هجرتها إلى السودان منذ خمسة آلاف سنة مع أقدم الهجرات العربية إلى السودان، وقال: إن متكلمي هذه اللغة من البجة موثقون في المصادر المصرية القديمة منذ الألف الثالثة قبل الميلاد، مشيراً إلى أن هذا يعد أهم دليل على قدم الوجود العربي في السودان، إضافة إلى أن هذه اللغة هي الوحيدة من اللغات الثلاث هي والأكدية والمصرية القديمة التي لا تزال حية وفي لهجات عدة.
وجاءت الورقة البحثية للدكتور عبد الحليم نور الدين لتعرض المتوارث من اللغة المصرية القديمة في اللغة العربية، حيث أكد أن اللغة المصرية القديمة، وهي لغة سامية تعبر عن شخصية الإنسان المصري وتراب أرضه، ولكنها ككل لغة كان لابد أن يحدث التقارب بينها وبين اللغات الأخرى للشعوب المجاورة.
وقال الدكتور نور الدين إنه عندما تذكر اللغة المصرية القديمة لابد وأن نذكر معها الكتابة الهيروغليفية والهيراطيقية، والديموطيقية والقطبية، مشيراً إلى أنها جميعاً جاءت في إطار تتابع زمني يعبر عن الامتداد الزمني الطويل الذي عاشته اللغة المصرية القديمة، إضافة إلى أنه يعبر في الوقت نفسه عن النضج الفكري للإنسان المصري القديم الذي أدرك أهمية الأداة المعبرة عن اللغة وهي الكتابة.
وقدم الدكتور صالح محمود إدريس ورقة بحثية تحمل عنوان: «التشابه والقرابة المعجمية بين العربية والجعزية» مبيناً أن اللغة الجعزية لغة سامية جنوبية عريقة كان الناس يتحدثون بها في إريتريا وشمال إثيوبيا كما كانت هذه اللغة أي «الجعزية» هي اللغة الرسمية لمملكة «أكسوم» التي كانت ممتدة من إريتريا الحالية إلى شمال إثيوبيا، وقال إن هذه اللغة ظلت موجودة كلغة أدبية وكنيسية في كل من إريتريا وإثيوبيا لعدة قرون بعد موتها، مشيراً إلى أن استخدامها ينحصر الآن في المجالات الدينية في الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية في كل من إريتريا وإثيوبيا.
وحول نشأة الخط العربي وتطوره استعرض الدكتور مشلح المريخي، الأستاذ بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود رؤية جديدة في هذا المجال، استعرض من خلالها النظريات الثلاث التي تم تداولها بخصوص نشأة الخط العربي، مشيراً إلى النظرية الثالثة التي ظهرت في ثلاثينات القرن العشرين، والتي اعتمدت فيها على المكتشفات الأثرية للنقوش القديمة مبيناً نقش «المابييات» الذي كشفت عنه أعمال التنقيب التي يقوم بها قسم الآثار بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، وتوضح أن هذا النقش أكثر تطوراً وأقرب للحروف العربية كما ظهرت في القرن السادس الميلادي، وأشار الدكتور المريخي إلى أن 60% من النقوش العربية المبكرة «من القرن الأول إلى القرن الثالث الميلادي» في منطقة «العلا» في شمال المملكة العربية السعودية، ليؤكد أنها هي «المهد المنطقي» لنشأة الحرف العربي من الحرف النبطي.
وفي الجلسة الثانية، والتي أدار حوارها الدكتور زياد السلامين، تم استعراض أربعة أوراق بحثية، حيث تناول الدكتور عمر الغول، من قسم النقوش بكلية الآثار والأنثروبولوجيا بجامعة اليرموك اللغات السامية الشمالية الغربية وصلتها باللغة العربية، حيث دعا الدكتور عمر إلى إعادة النظر في التقسيم الحالي للغات السامية الشمالية الغربية مستنداً في هذا إلى معايير لغوية خالصة، وقال: إن التقسيم التقليدي لهذه اللغات يقسمها إلى لهجات كنعانية وأخرى أراميه مشيراً إلى أن المعايير الثقافية لهذه القسمة كانت واضحة بعد أن ألحقت هذه اللغات واللهجات بأطر ثقافية نسبت إليها سمات إثنية ووطنية، وذلك بدواع دينية وسياسية، الأمر الذي أدى إلى الفصل ما بين اللغات على الرغم من اشتراكها في سمات لغوية صريحة، مما ساهم في انفصام العرى الأكاديمية والبحثية ما بين هذه اللغات وبنات عمومتها من اللهجات العربية التي تشترك معها في كثير من السمات اللغوية.
كما استعرض الدكتور ليث مجيد حسين من جامعة «ماربورغ» بألمانيا الاتحادية، ورقة بحثية بعنوان: «المشترك ما بين العربية والأكدية» - مبيناً أن اللغة «الأكدية» كانت لغة التحدث في بلاد الرافدين لتصبح لغة الكتابة والتخاطب، مشيراً إلى أن هذه اللغة تعد أقدم لغة سامية معروفة، إضافة إلى أنها من اللغات الأكثر توثيقاً في الشرق القديم وكانت تدون بالخط المسماري، وقال: إن اللغة العربية تضم الكثير من الكلمات التي يوجد ما يماثلها في اللغة «الأكدية» بلهجتيها «البابيلية والأشورية».ومن جامعة «بيرزيت» استعرض الدكتور عصام حلايقة، الظواهر اللغوية المشتركة بين العربية والأوغاريتية، وتساءل عن الاشتراك المعجمي بين اللغتين على الرغم من التباعد الجغرافي والتباعد الزمني الذي يصل إلى ألفي عام، كما تساءل أيضاً عن كفاية إيجاد الدلائل اللغوية والمعجمية لإثبات العلاقة التاريخية التي وجدت في زمن بين متحدثي اللغة «الأوغاريتية» في سوريا وبين الشعوب التي تحدثت اللغة العربية في الألف الثانية قبل الميلاد.
وتناول الدكتور هاني هياجنة من جامعة اليرموك بالأردن، ضمن رقة بحثية بعنوان: «ملاحظات حول شواهد العربية المبكرة في ضوء نقوش الجزيرة العربية قبل الإسلام» النقوش العربية الشمالية القديمة، والنقوش العربية المبكرة باعتبارهما مصدراً معجمياً للمفردات والظواهر الصوتية والصرفية والتركيبية التي يمكن أن تسهم في فهم جوانب الخلفيات «التاريخية - اللغوية» للعربية الفصحى المعروفة وامتداداتها عبر الزمن.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"