عادي

أقوال مأثورة عن أوباما

04:09 صباحا
قراءة 4 دقائق
وليام بلوم

الهراء الذي ينطق به دونالد ترامب أصبح موضوع فكاهة. فهو يبدو، وفقاً لما يقوله في لحظة معينة، عنصرياً، أو مخاتلاً، أو جاهلاً، أو متنمراً، أو.... وحيث إنه صاحب أعمال حرة، وبالتالي سيد نفسه، فقد اعتاد أن يتكلم من دون تفكير عميق، وأصبح يصدق فعلاً كل ما ينطق به من هراء.
الآن، إذا تفحصنا ما ينطق به الرئيس باراك أوباما، عندئذ نتساءل عما إذا كان يجب حقاً أن نلوم ترامب على ما يقوله.
إليكم هذا المثال: في مناسبات عديدة، كان سؤال يطرح على الرئيس بشأن السبب الذي جعل إدارته تمتنع عن إحالة سلفه جورج بوش ونائبه ديك تشيني إلى القضاء بتهم تتعلق بالقتل الجماعي، والتعذيب، وجرائم حرب أخرى. وكان جواب أستاذ القانون السابق: «أنا أفضل التطلع إلى الأمام وليس إلى الوراء».
ولنتصور متهماً يلجأ إلى مثل هذه الحجة أمام قاض يحاكمه بتهمة ارتكاب جريمة ما.
وفي مناسبة أخرى، قال أوباما: «أنا لست بشخص ينكر استقامة وكفاءة الرئيس بوش وحرصه على الديمقراطية وحقوق الإنسان».
* سئل أوباما مرة عما إذا كان سيعتذر عن دور الولايات المتحدة في الانقلاب العسكري الذي دبرته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» في التشيلي عام 1973 والذي أطاح بحكومة منتخبة ديمقراطياً وفرض ديكتاتورية دموية، فأجاب: «لا أعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تعتذر عن أي شيء كان».
* في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 24 سبتمبر/أيلول 2014، صنف أوباما روسيا على أنها أحد أكبر التهديدات للعالم إلى جانب «داعش» وفيروس إيبولا.
* بعد أن أسقطت تركيا عمداً طائرة حربية روسية بمحاذاة الحدود التركية - السورية، لم يستنكر أوباما هذا العمل من جانب تركيا، كما لم يعبر عن أي تعاطف مع الروس لفقدانهم أحد طياريهم، بل قال إن «تركيا، مثلها مثل أي بلد، لها الحق في الدفاع عن أراضيها ومجالها الجوي» ( في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2015 ). وفيما بعد، اعتذرت تركيا إلى روسيا، ولكن أوباما لم يعتذر عما قاله.
* في سبتمبر/أيلول 2013، وقف أوباما أمام الأمم المتحدة وقال: «أؤمن بأن أمريكا أمة استثنائية».
* في 3 مارس/آذار 2014، تحدث عن مبدأ أن «أي بلد ليس له حق في أن يرسل قوات عسكرية إلى بلد آخر إذا لم يتعرض لاستفزاز» ( هل قادتنا يفتقرون للذاكرة أم أنهم يعتقدون أننا فقدنــا ذاكرتــنا ؟).
* في 9 مارس/آذار 2015، وصف فنزويلا بأنها «تهديد غريب وهائل للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة».
* ادعى أوباما أن لديه السلطة لقتل أي شخص في أي مكان بواسطة طائرة بلا طيار. وقال مرة «أنا أعرف كيف أقتل» ( تصوروا لو قال ترامب ذلك ).
* لنتصور أن ترامب تحدث مازحاً - كما فعل أوباما - عن استخدام طائرة بلا طيار لقصف «صديقي» ابنتيه قائلاً: «لن يعرفا أبدا ما أصابهما».
* في 28 مايو/أيار 2012، وصف أوباما فيتنام بأنها «واحدة من أعظم قصص البسالة والشرف في سجلات التاريخ العسكري الأمريكي».
* في مارس/آذار 2011 - وبينما كانت طائرات الولايات المتحدة وحلف الأطلسي تقصف ليبيا وتحولها إلى بلد مدمر - أصر أوباما على أن ذلك «كان تدخلاً إنسانياً محدوداً وليس حرباً».
* في خطابه السنوي عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس في 2011، قال: «لقد وجهنا رسالة.... إلى كل أنحاء الكرة الأرضية: نحن لن نلين، ولن نتردد. نحن سنهزمكم».
* خلال زيارة إلى بغداد في 7 إبريل/نيسان 2009، أثنى أوباما على الجيش الأمريكي لـ «إنجازه الرائع» في العراق.
* في الأول من ديسمبر/كانون الأول 2008 (قبل شهر من توليه منصبه) قال: «من أجل ضمان الرفاهية هنا في وطننا والسلام في الخارج، جميعنا نؤمن بأنه يجب أن يكون لدينا أقوى جيش في العالم».
* في كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الكونغرس، قال: «يمكنني الوقوف هنا والقول بوضوح تام إن الولايات المتحدة لا تمارس التعذيب» («واشنطن بوست» في 24 فبراير/شباط 2009).
* أثناء ظهوره في برنامج «تونايت شو» لشبكة التلفزة «إن بي سي» في 7 أغسطس/آب 2013، قال: «ليس هناك من تجسس على الأمريكيين. ليس لدينا برنامج للتجسس الداخلي».
* قبل 18 يوماً فقط من الكارثة البيئية غير المسبوقة التي سببها انفجار منصة حفر في خليج المكسيك عام 2010، قال: «لقد ثبت أن منصات حفر آبار البترول اليوم لا تتسبب عموماً بتسرب نفطي».
* في ديسمبر/كانون الأول 2010، ألقى أوباما خطاباً حماسياً في الجنود الأمريكيين في أفغانستان، فوصفهم بأنهم «أفضل قوة مقاتلة عرفها العالم يوماً». وهذا يذكر بقول جورج بوش إن الجيش الأمريكي هو «أعظم قوة من أجل الحرية في تاريخ العالم» و «أعظم قوة من أجل تحرير البشر عرفها العالم يوماً». وربما سيحاول ترامب أن يبز كلاً من بوش وأوباما.
* في 16 إبريل/نيسان 2013، قال: «عندما تستهدف قنابل مدنيين أبرياء يكون ذلك عملاً إرهابياً». وقال أيضاً: «انتخبت لكي أنهي حروباً وليس لكي أبدأ حروباً. ولقد أمضيت السنوات الأربع والنصف الماضية وأنا أفعل كل ما بوسعي لكي أقلل اعتمادنا على القوة العسكرية» ( 6 سبتمبر/أيلول 2013 ). ثم قال: «في المحصلة النهائية، لا شيء مهم أو مفيد يمكن أن يتحقق بواسطة أعمال تدميرية» ( 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 ). هكذا تكلم الرجل الذي شن هجمات عسكرية ضد أفغانستان، والعراق، وباكستان، والصومال، وليبيا.

* كاتب أمريكي ومؤرخ وناقد للسياسة الخارجية الأمريكية - موقع «كونسورتيوم نيوز»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"