عادي

حرب ترامب على البيئة وأهلها

02:42 صباحا
قراءة دقيقتين
ملفين أ. غودمان *

لا توجد حدود للقبح الخبيث لدونالد ترامب وإدارته. وهناك قبح سياسي عنصري في حظر سفر المسلمين، الذي أيدته المحكمة العليا، وكذلك في الفصل القاسي بين العائلات على الحدود الأمريكية المكسيكية، وفي احتجاز الأطفال بمعزل عن والديهم.
إن استخدام القوات الفيدرالية ضد المتظاهرين السلميين في واشنطن العاصمة في يونيو/حزيران، وفي بورتلاند في يوليو/تموز هو أمر بشع. إن افتقار ترامب للمسؤولية بخصوص المخاطر والموت؛ من جرّاء هذا الوباء؛ يجب أن يضمن هزيمته في الانتخابات الرئاسية لعام 2020؛ لكن لا يوجد يقين في السياسة الأمريكية. إن جهل ترامب واللامبالاة تجاه الفيروس التاجي الجديد، الذي يتسبب في عشرات الآلاف من الوفيات الإضافية، هو أمر مثير للسخرية؛ نظراً لهجماته على باراك أوباما؛ لتفشي إيبولا في عام 2014؛ حيث أعلن ترامب أن الرئيس أوباما كان مسؤولاً شخصياً عن زيارة واحتضان جميع الناس في الولايات المتحدة الذين كانوا من المصابين بفيروس إيبولا.
ومع ذلك، يواصل ترامب هجومه على اللوائح البيئية الأساسية التي تم وضعها على مدى السنوات الخمسين الماضية. ووفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز»، أنه تم تغيير أكثر من ستين من القواعد واللوائح البيئية رسمياً أو تم إلغاؤها أو التراجع عنها. وهناك 34 عملية تراجع أخرى كانت جارية حتى أثناء الوباء.
ويعد «إنكار العلم» أحد أسوأ جوانب المناخ السياسي الحالي، ويعد ترامب ونائبه بنس هما قادة الحركة. وأحد المؤشرات الرئيسية لعداء ترامب للعلم، ومناهضته للفكر، التأخر لمدة عامين في تعيين مدير لمكتب البيت الأبيض للعلوم والتكنولوجيا؛ أي المستشار العلمي للرئيس. ولم يتم تأكيد مستشار ترامب، كلفن دروجماير، عالم الأرصاد الجوية، حتى يناير/كانون الثاني 2019. والأمر واضح أيضاً لغيابه في الأزمة الصحية الحالية.
إن إنكار ترامب للمناخ جعل الولايات المتحدة «دولة منبوذة» بيئياً في مجتمع عالمي ملتزم بمعالجة مشكلة تغير المناخ. وأدى انسحاب ترامب من «اتفاقية باريس» في جعل الولايات المتحدة الدولة الوحيدة في العالم التي ترفض اتفاقية المناخ. وقوض ترامب الإرث الغني لإدارة أوباما في المجال البيئي.
وكانت وكالة حماية البيئة ألغت معايير صارمة لانبعاثات العادم مما فعلته الحكومة الفيدرالية، وسحبت المبرر القانوني للحد من انبعاثات الزئبق من محطات توليد الطاقة بالفحم. وتمت الاستعاضة عن خطة الطاقة النظيفة في عهد أوباما، التي وضعت حدوداً صارمة لانبعاثات الكربون من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والغاز، بقرار يسمح للدول بوضع قواعدها الخاصة.
وقد أسهم ازدراء ترامب الاستبدادي لحكم القانون الأمريكي في زيادة العنف والخلاف في المدن الأمريكية؛ حيث استخدم ترامب ضباطاً تنفيذيين فيدراليين مجهولين، وسيارات غير مرخصة، وطائرات هليكوبتر، ومراقبة جوية؛ لإنهاء الاحتجاج السلمي. ولا توجد علامة على إشراف الكونجرس والمساءلة عن الإجراءات المفرطة لإدارة ترامب.

* زميل لمركز السياسة الدولية وأستاذ في جامعة جونز هوبكنز. ومحلل سابق لوكالة المخابرات المركزية

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"