قال الأستاذ الدكتور حسن محمد النابودة عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات: لقد تميزت جريدة الخليج منذ صدورها في أوائل السبعينات من القرن الماضي، وعبر خمسة عقود زاهرة من عمرها المشرق بعدد كبير من الركائز والميزات والملامح التي جعلت منها منارة إعلامية باسقة، ومدرسة صحفية رصينة في الإمارات، على عدد من المستويات الوطنية والخليجية والعربية والعالمية. فعلى البعد الوطني كانت قد أسهمت بعزيمة صادقة في بناء الرأي المجتمعي لتوحيد الإمارات وإنشاء الدولة الاتحادية، ودعمت كل الجهود الطيبة التي بذلها حكام الإمارات وأبناؤها المخلصون في سبيل بناء مؤسسات الدولة المختلفة وتطويرها حتى أصبحت أنموذجاً رفيعاً للدولة العصرية المتقدمة في مختلف جوانب الحياة.
ويضيف أن (الخليج) رافقت مسيرة الوطن نحو البناء والتطور والتحديث بكل مفرداتها وجزئياتها، وفي مختلف ميادين الحياة وأبعادها الاقتصادية والتنموية والتعليمية والعمرانية والثقافية والشبابية وغيرها. وكانت شاهد عيان على إنجازاتنا الوطنية الكبيرة التي تمكنا من تحقيقها في فترة قصيرة تخطينا فيها حواجز الزمن وتحديات العصر، واستطاعت أن تدونها بصدق وموضوعية وعين ثاقبة ؛ عكست من خلالها نهجاً إبداعياً في تغطية الأحداث الوطنية المختلفة وفي النقاش والحوار وإظهار الرأي والرأي الآخر، على نحو لا يقل عما تتميز به الصحف المشهورة في العالم المتقدم الذي سبقنا في الصحافة، حتى غدت بهذا النهج سجلاً وثائقياً وطنياً مشرقاً، يضاف إلى الوثائق الوطنية الأخرى التي أسهمت في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ونقلها للأجيال بأبعادها السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية وغيرها.
