عادي

سلطان يأمر بإعفاء دور النشر اللبنانية من رسوم المشاركة في «الشارقة للكتاب»

00:16 صباحا
قراءة 4 دقائق
سلطان القاسمي

الشارقة: «الخليج»

وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بإعفاء دور النشر اللبنانية المشاركة في الدورة الحالية من معرض الشارقة الدولي للكتاب من رسوم إيجارات الأجنحة المترتبة عليهم نظير مشاركتهم في المعرض.

ويأتي قرار سموه وتوجيهاته مواصلة للدعم الذي التزمت به الشارقة لمكتبات ودور نشر لبنان عقب التفجيرات الأخيرة التي طالت مرفأ بيروت.

وتبلغ قيمة الإعفاءات 640 ألف درهم، وستشكل بالنسبة لدور النشر اللبنانية المشاركة داعماً أساسياً ورافداً حقيقياً لديمومة عملها وعطائها.

حول مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة، قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «تجسد مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة، رسالة الإمارة الثقافية والإنسانية معاً، والتي نلتزم فيها بالوقوف إلى جانب الأشقاء العرب في مختلف بلدان العالم».

وأضاف العامري: «تجدد المبادرة التأكيد أن الشارقة بيت صانعي الكتاب وحاضنة الثقافة والمثقفين في المنطقة والعالم، فهي ليست المرة الأولى التي يبادر فيها صاحب السمو حاكم الشارقة، إذ سبق وأمر بإعفاء الناشرين السوريين والمصريين وغيرهم من الناشرين الذين كانت بلدانهم تعاني ظروفاً وأزمات استثنائية».

وتابع: «نتطلع إلى أن تكون المبادرة عوناً لسوق النشر اللبناني، خاصة أنها تأتي بعد يوم من إعلان منحة صاحب السمو حاكم الشارقة البالغة 10 ملايين درهم، والمخصصة لدعم الناشرين، وفتح المجال أمامهم لتجاوز التحديات التي فرضها انتشار فيروس كورونا على قطاع النشر عربياً وعالمياً»

وعبر عدد من الناشرين اللبنانيين عن سعادتهم بمبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة، وذكرت وفاء دبوسي الحسيني، صاحبة دار «كتاب سامر»، أن المبادرة جاءت وسط ظروف سيئة تمر بها دور النشر اللبنانية، حيث كان للتفجيرات الأخيرة دوراً كبيراً في توقف نشاط النشر، وقد جئنا للمشاركة في المعرض ونحن منهكون بفعل التفجيرات وظروف كورونا وغيرها من العوامل التي أثرت في عملنا، وشددت الحسيني على أن المبادرة ليست بغريبة على الشارقة وحاكمها، بل إنهم كدور نشر لبنانية لم يفاجئهم القرار من واقع معرفتهم العميقة والكبيرة بكرم سموه، وأوضحت الحسيني أن جميع دور النشر اللبنانية قد تأثرت بما يجري في لبنان من تفجير، ومن غلاء، حيث ألقت كل تلك المصائب بظلالها على المواطن اللبناني وعلى الحياة هناك.

كمال حلاوي منسق دار «الحدائق اللبنانية للطباعة والنشر»، أكد أن المبادرة تأتي في إطار الدعم المتواصل الذي ظل يبذله صاحب السمو حاكم الشارقة تجاه الحراك الثقافي العربي، فسموه من المهتمين بأمر الثقافة في كل بلد عربي، لذلك فإن دعمه السخي تجاه الدور اللبنانية المشاركة في المعرض يصب تماماً في صميم رعايته للثقافة والمعرفة والعلوم، وأوضح حلاوي أن قطاع النشر في لبنان قد تأثر بشكل كبير بالتفجيرات، وما يزيد الأمر سوءاً أن هذا القطاع هو في الأصل شديد الهشاشة ويتأثر سريعاً بكل العقبات التي تعترضه، ففي ظل جائحة كورونا تأثر القطاع بتوقف حركة الشحن والطيران، وجاءت فاجعة التفجيرات لتزيد من تعقيد الوضع، بالتالي فإن دعم صاحب السمو حاكم الشارقة، قد نزل على الدور اللبنانية برداً وسلاماً، ويشكل بداية جديدة لدور النشر من أجل استعادة عافيتها ونشاطها بعد توقف طويل، وأوضح حلاوي أن الشارقة قد تصدت لتحد كبير عبر إقامتها لمعرض الكتاب هذا العام رغم أن التوقف عن النشاط الثقافي يكاد يكون هو السمة العامة في كل الدول، وهو تحد سيكون له ما بعده ومن المتوقع أن ينتقل لجميع الدول لأجل أن تقام معارض الكتب، لأن استمرار النشاط الثقافي هو استمرار للحياة.

من جانبه ذكر عصام أبو حمدان مدير دار «الساقي» للنشر والتوزيع، أن مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة، تعبر عن حبه الكبير للثقافة وللنشر في العالم العربي، وأنها جاءت في وقت يعاني فيه اللبنانيون، حيث إن لبنان في حاجة لمثل هذه الدعم، خاصة أن قطاع النشر قد تأثر كثيراً بالظروف القاسية التي تمر بها البلاد، والتي فرضت واقعاً جديداً، ومثلت تحدياً يصعب تجاوزه من غير أن تكون هناك مساعدات حقيقية، وهذا ما فعله سموه بمثل هذه المبادرة التي أفرحت كل الشعب اللبناني، كما أنها، وبذات القدر، تمثل تحدياً ورسالة لدور النشر كي تهتم بمهمتها النبيلة وتسعى نحو تجويد عملها، لأنها ركن مهم من أركان الثقافة والمعرفة.

وأكد مصعب أشمر منسق دار «رافد» اللبنانية أن مثل هذه المبادرات التي عرف بها صاحب السمو حاكم الشارقة تشكل رافعة للعمل الثقافي، ورمزيتها أكبر من إعفاء الدور اللبنانية من رسوم الإيجار، بل تصب في صميم العمل الإنساني وكذلك الثقافي، فالثقافة في العالم العربي بصورة عامة في حاجة إلى الدعم المستمر، وقد درج سموه على الرعاية بالثقافة والفكر، ولذلك فإن قراره هو من صميم هذا الاهتمام بالفكر والثقافة، وهو واحد من مبادرات لا تحصى ولا تعد في دعم الثقافة والمثقفين ودور النشر ليس في لبنان وحدها بل كل العالم العربي، وبفضله ظل الحراك الثقافي موجوداً ومستمراً في أكثر من بلد عربي، وها هي الشارقة تقف كعاصمة للثقافة العربية، بل والعالمية بفضل اهتمام سموه بالأدب والفن.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"