عادي

سلطان يعفي دور النشر مـن رسـوم معـرض الكتـاب

00:39 صباحا
قراءة 9 دقائق
سلطان القاسمي

الشارقة: عثمان حسن وأوميد عبدالكريم إبراهيم:

وجّه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بإعفاء جميع دور النشر المشاركة في الدورة الحالية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب من رسوم إيجارات الأجنحة المترتبة نظير مشاركتها في المعرض، لما تلمّسه سموه من ضرورة دعم هذه الدور في ظل ما يشهده العالم من تداعيات جائحة «كورونا». وتبلغ الإعفاءات ما قيمته 6 ملايين درهم، وهي تعد بالنسبة إلى دور النشر المشاركة دعماً أساسياً، ورافداً حقيقياً لديمومة عملها وعطائها.

وقال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «يوجه صاحب السمو حاكم الشارقة، من خلال هذه القرار رسالة إلى العالم أجمع، يؤكد فيها أن صحة المجتمعات واستقرارها يبدأ من تعافي واقعها الثقافي، وقوة العاملين فيها، وبهذا الدعم يصبح معرض الشارقة الدولي للكتاب المعرض الدولي الأول الذي يعفي دور النشر كاملة من رسوم مشاركتها».

قالت الكاتبة والناشرة صالحة غابش مؤسسة «دار صديقات للنشر والتوزيع»: «عٌرف صاحب السمو حاكم الشارقة بأياديه البيضاء في المجال الثقافي، كما عرف في المجال الإنساني، فسموه يعتبر أكبر داعم لقطاع النشر في المنطقة العربية ولأنه مثقف كبير وصاحب الإبداعات الأدبية الكبيرة والضخمة والنوعية والاستثنائية سواء في التاريخ أو المسرح أو الأدب والتي يعتني من خلالها بالحقائق التي لا تقبل النقاش في صدقيتها وموضوعيتها، فهذا دليل على أنه يحترم الكلمة ويحترم ثقافة هذه الكلمة وما تحمله هذه الكلمة من محتوى معرفي.

لذلك ليس غريباً على سموه أن يقف هذه الوقفة الشجاعة مع كافة الناشرين المشاركين في الدورة الجديدة من معرض الشارقة للكتاب، خاصة وأن سموه يعلم ما يواجهه قطاع النشر حالياً بسبب الظروف الصحية العالمية جراء (كوفيد 19)، التي أثرت كثيرا في هذا القطاع، كما أثرت في قطاعات أخرى، أنا شخصيا كنت أتوقع هذا الشيء، أن يهدينا سموه هذه الهدية في لحظة ما، في وقفة تاريخية واستثنائية، وأن يوجه بإعفاء دور النشر المشاركة من رسوم الاشتراك في المعرض.

 وأضافت غابش: حين بدأ سموه بإعفاء دور النشر اللبنانية، فقد استبشرت خيراً..وبالرغم من أحقية دور النشر اللبنانية بمثل هذه الهدية، نظراً لما واجهته من ظروف إنسانية مؤخراً، فلم أفقد الأمل أن يكون لسموه وقفة أخرى مع بقية دور النشر، وأنه سيقف حتما مع جميع دور النشر المشاركة في المعرض، ولأننا كمثقفين لا نملك سوى الكلمة، فعلينا أن نكون على مستوى هذا العطاء، وأن نكون أمناء في نشر الكلمة والمعرفة الحقيقية، المعرفة التي تحمل هوية عربية وإسلامية وأن ننقلها إلى العالم».

وختمت صالحة غابش بقولها: شكراً يا صاحب السمو حاكم الشارقة على هذا العطاء الجزيل.

فرح

مجدي الكفراوي صاحب دار نشر«واوا»، مصر، قال: هذا كرم من صاحب السمو حاكم الشارقة هذا المثقف النبيل، الذي يعي معنى الثقافة وأهميتها للشعوب.

وأشير إلى مسألة مهمة، وهي أن فكرة انعقاد هذه الدورة من معرض الكتاب، هي فكرة سباقة، وخلاقة، وهي دليل على أسبقية سموه في مثل هذه المواقف، المثمرة والغنية، وهذا يعني أن المعارض العربية والدولية ستحذو حذو معرض الشارقة للكتاب في الفترة المقبلة، وهناك مسألة مهمة أخرى، عملت هذه الدورة على تحقيقها مراعاة للظروف الصحية جراء «كوفيد 19» حيث قلصت إدارة المعرض من المشاركات ذات الطابع الكرنفالي والترفيهي، كما قلصت عدد الحضور من طلاب المدارس، وكان التركيز على الكتاب ونشر الكتاب.. فشكراً لسموه على هذه الوقفة الكبيرة والشجاعة التي تدعم قطاع النشر وانعكست بالفرح والبهجة على المثقفين بوجه عام.

الناشر الدكتور محمد غياث، صاحب دار «مكتبي» للنشر والتوزيع، سوريا، قال: «المكرمة التي قدمها صاحب السمو حاكم الشارقة، أثلجت قلوب الناشرين، وهذا ليس غريباً على سموه، فهو معنا، ومع الناشرين، ومع الثقافة والكتاب، هذا المعرض بدأ كسر جمود سوق الكتاب خلال أزمة كورونا، وهذا انعكس بالتفاؤل على هذا القطاع الذي عانى خسائر فادحة جراء توقف كافة نشاطات هذا القطاع».

وأضاف د. مكتبي بقوله: «إنها الشارقة الباسمة، شارقة سلطان، وعاصمة الكتاب، ومن المؤكد أن كل الناشرين العرب يشعرون بالغبطة، ويعبرون عن امتنانهم الكبير لرجل الثقافة وصاحب المبادرات الثقافية السباقة صاحب السمو حاكم الشارقة».

سعادة

بدوره قال محمد عبد الستار صاحب ومؤسس دار «السعادة»، مصر: «شكراً كثيراً لصاحب السمو حاكم الشارقة الرجل المثقف على هذه المكرمة التي أبهجت كافة الناشرين المشاركين في معرض الشارقة للكتاب».

وأضاف: لقد بدأت مفاجآت الشارقة الثقافية، منذ أن قررت الشارقة عقد الدورة ال 39 من معرض الكتاب، في تحد واضح لفيروس كورونا، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، من هنا، كانت البداية، وها هي المفاجآت تتوالى. 

ليوجه سموه بمبادرة جميلة بإعفاء دور النشر المشاركة في المعرض من كافة رسوم الاشتراك، وهذا يثبت أن سموه يقف دائماً مع الثقافة ومع منتجي الثقافة، حيث تبقى الشارقة منارة حقيقية للكتاب، وداعمة حقيقية للناشرين والكتاب وأهلاً لكل تميز وريادة.

مفخرة 

بدوره أكد حسن الزعابي مدير «مداد للنشر والتوزيع» في دبي، أن صاحب السمو حاكم الشارقة، هو الداعم الأول للثقافة والكُتّاب، والأمين على الثقافة العربية، مشيراً إلى أن سموه يُعَد مفخرة دولة الإمارات، والوطن العربي بلا مُنازع.

وثمّن الزعابي مكرمة سموه بدعم دُور النشر المشاركة في المعرض ب 10 ملايين درهم، ويليها مباشرة إعفاء من رسوم إيجارات الأجنحة المترتبة في المعرض، وذلك بهدف مساندة دور النشر في ظل أزمة جائحة كورونا التي أثرت سلباً في مختلف المجالات ولا سيما صناعة الكتاب، وتسببت في إغلاق المعارض المحلية والعالمية.

وقال الزعابي: «لن تُسعفنا الكلمات ولا العبارات في شكر سموه ومبادراته الخيّرة التي تُبلسم الجراح، وتُعيد للثقافة والمعرفة أَلَقَهما الذي لا يَخمُد. ولو أننا كتبنا لسموه كلمات شُكر وثناء بمداد جميع أقلام العالم، لما استطعنا أن نفيَهُ حقّه، فدعم سموه للثقافة تعجز عن وصفه الحروف».

وأضاف أن «صاحب السمو حاكم الشارقة يُخجلنا دائماً بكرم عطائه، وبدعمه غير المحدود للثقافة والكتاب من دون طلب، وهو ما يضاعف مسؤولياتنا لتقديم المزيد من الإصدارات المعرفية والأدبية، وإظهار شغفّ سموه بالثقافة على أرض الإمارة الباسمة».

وتابع: «صاحب السمو حاكم الشارقة معلمنا الأول، ونحن جميعاً أبناؤه؛ ولكم أن تتخيّلوا كيف يغرس الأبُ الكريم حُب العطاء اللامتناهي في نفوس أبنائه؛ ولذا لا عجب أن تكون إمارة الشارقة منبراً وعاصمةً للثقافة، وأن يكون سموّه حاكمها.. حفظه الله ورعاه، وأبقاه ظِلاً نستظلُّ به، وشعلة متقدة تضيء العالم بأسره».

وشدد الزعابي على أن سموه سيكسب الرهان على دور العلم والمعرفة في بناء الأمم وتقدم المجتمعات؛ لأنه يعرف كيف يبني الأجيال، ويضع الإنسان محور اهتمامه الأول.

ووصف الزعابي دُور النشر بأنها النواة الحقيقية لتخريج أجيال قارئة نهِمة إلى المعرفة متسلحة بالعلم والموهبة وقادرة على مواصلة المسيرة، وتعرف حاضرها وتتطلع إلى مستقبلها، وذلك انطلاقاً من أن الكتاب غذاء العقل، والمكتبة محراب العلم والمعرفة، وأن استدامة المجتمعات معرفياً وحضارياً يبدأ من تعافي واقعها الثقافي.

 مردود إيجابي

توجه أمير الناجي مدير دار «أقلام عربية» للنشر والتوزيع في مصر  بجزيل الشكر لصاحب السمو حاكم الشارقة على المكرمة السخية، وكذلك على إعفاء الناشرين من إيجارات الأجنحة داخل المعرض، ويؤكد أن هذا ليس غريباً ولا جديداً على سموه الذي أخذ على عاتقه رعاية جميع أطراف العملية الثقافية؛ فسموه مثقف وراعٍ للقطاع الثقافي إماراتياً وعربياً؛ فضلاً عن الجانب الإنساني البارز الذي يميز سموه.

ويلفت إلى أن هذه المكرمة تأتي من منطلق إدراك سموه الأعباء الكبيرة التي تتحملها دور النشر بشكل عام خصوصاً خلال العام الجاري الذي شهد أزمةً خانقةً عصفت بالعالم أجمع، وبالتالي جاءت هذه المكرمة السخية في الوقت المناسب على الجانبين المادي والمعنوي، وسيكون لها مردود إيجابي على دور النشر في قادم الاستحقاقات، وستتمكن الدور من تنفيذ خططها المستقبلية والاستمرار في العطاء خصوصاً أنها قبلت التحدي وشاركت في المعرض رغم الظروف الاستثنائية هذا العام.

حافز كبير

يُشيد محمد شريف من دار «سمارت مايند» للنشر والتوزيع في الإمارات  بالدعم السخي الذي حظيت به دور النشر المشاركة في المعرض من جانب صاحب السمو حاكم الشارقة؛ من خلال تخصيص مكرمة مادية كبيرة إلى جانب إعفاء جميع دور النشر من إيجارات الأجنحة داخل المعرض، وهذا حافز كبير للناشرين من أجل الاستمرار في العطاء، والمشاركة في النسخ القادمة من هذا العرس الثقافي الكبير.

ويضيف أن الإقبال على المعرض في نسخته الحالية لا يقارن بالسنوات السابقة، وهذا أمر طبيعي في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم أجمع؛ لذلك قُسِّم المعرض إلى 4 أقسام، ويستقبل كل قسم عدداً محدداً من الزوار كإجراء احترازي طبيعي، وهو ما أثر على القوة الشرائية مقارنةً بالسنوات الماضية، ولكن مكرمة صاحب السمو حاكم الشارقة كانت دفعةً معنوية قبل أن تكون مادية، وخففت الكثير من الأعباء التي تحملتها دور النشر من دون استثناء، ونحن كباقي الدور تأثرنا كثيراً بالظروف التي فرضتها جائحة كورونا هذا العام، ورغم ذلك تحدينا الظروف وشاركنا في الدورة الحالية من المعرض، وقد شاركنا في الكثير من النسخ السابقة أيضاً.

 فاتحة خير

يقول أشرف عبد العاطي من مركز «الكتاب» اليمني للكتب الجامعية والعلمية في اليمن، وهي الدار اليمنية الوحيدة المشاركة في المعرض هذا العام، إن المكرمة ليست جديدة، فقد عوَّدنا سموه على رعاية الثقافة والمثقفين، وحتى في النسخ التي لم نشارك بها في المعرض كنا على علم بالمكرمات التي كان سموه يقدمها بسخاء، كيف لا وسموه أكاديمي ورجل علم وثقافة، ولا شك في أن هذه المكرمة ستنعكس إيجاباً على الناشرين الذين تعطلت أعمالهم كثيراً بسبب أزمة كورونا، وبالفعل جاء معرض الشارقة للكتاب كفاتحة خير على الناشرين من مختلف الدول، وهذا انتصار للشارقة؛ إذ إن غالبية المعارض الدولية ألغيت أو تأجلت.

ويردف قائلاً: هذه مشاركتنا السادسة في المعرض، وحرصنا على المشاركة رغم الظروف الاستثنائية هذا العام، والتحديات التي فرضتها جائحة كورونا وما تبعتها من إجراءات احترازية فضلاً عن تخوف بعض دور النشر من المشاركة للسبب ذاته، ويسعدنا أن نهنئ إدارة المعرض بالنجاح الكبير في التنظيم من كافة النواحي، وتوخي إجراءات السلامة للناشرين والزوار على حدٍّ سواء.

 بارقة استمرار

تُشيرُ أمينة عثمان مسؤولة دار «تموز» للنشر والتوزيع في سوريا، إلى أن الإقبال على دور النشر كان سيئاً للغاية خلال الفترة الماضية بسبب الجائحة التي تجتاح العالم أجمع، وقد أثرت هذه الأزمة بشكل جليٍّ على دور النشر في مختلف دول المنطقة، فكانت المكرمة التي تفضَّل بها صاحب السمو حاكم الشارقة بارقة أمل لنا جميعاً من أجل الاستمرار في العمل الثقافي، وبذل المزيد من العطاء.

وتمضي بالقول: لقد كانت هذه المكرمة دفعةً قوية لنا نحو الأمام، ورفعت معنوياتنا كثيراً، وكلنا إصرار على المشاركة في قادم المعارض، فنحن مواظبون على المشاركة في هذا الكرنفال الثقافي منذ عام 2012 وحتى الآن، وأصررنا على المشاركة في النسخة الحالية من المعرض رغم الظروف القاهرة التي واجهناها؛ فضلاً عن التكاليف التي أثقلت كاهل الدار تماماً كما هو الحال مع باقي دور النشر.

 تشجيع

من جهته يقول فارس الكامل من جناح اتحاد الناشرين العراقيين إن مكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي جاءت دفعةً تشجيعيةً قوية لدور النشر، ودفعةً لإنجاح المعرض في الوقت ذاته، ونحن بدورنا بادرنا بتخفيض أسعار كتبنا للزبائن، وهذه المكرمة خفضت علينا الأعباء، وعوضت الكثير من التكاليف التي تكبدناها منذ انطلاق رحلتنا من العراق، وحتى وصولنا إلى الشارقة فضلاً عن أن عمل دور النشر عموماً تأثر بشكل واضح خلال أزمة كورونا، وبالتالي جاءت بارقةً أمل للاستمرار.

 نجاح متكلل

يؤكد خالد أمين من دار «التكوين» للنشر والتوزيع في سوريا أن المعرض تغلب على الظروف الراهنة، ونجح نجاحاً باهراً فاق كل التوقعات سواء من حيث التنظيم الباهر، والإجراءات الاحترازية أو من حيث الحضور الذي فاق التوقعات، وقد تكلل هذا النجاح بالمكرمة السخية لصاحب السمو حاكم الشارقة بإعفاء دور النشر من إيجارات الأجنحة، والتي سبقتها مكرمة مادية كريمة أخرى، وأعتقد أن مثل هذه المكرمات من شأنها دفع عجلة الكتاب الورقي نحو الأمام، والحفاظ على استمراريته، ولا يسعنا سوى التقدم بجزيل الشكر لسموه على هذا الدعم كما نتمنى استمرار النجاح الذي تعودنا على رؤيته في المعرض.

ويضيف أن معرض الشارقة الدولي للكتاب كان ولا يزال منبراً ثقافياً بالنسبة لنا، وهو من أكبر المعارض على مستوى العالم، ولكن لا يخفى على أحد الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة والعالم بسبب الأوضاع التي خلفتها جائحة كورونا، ومجرد إقامة المعرض والمشاركة فيه هذا العام هو نجاح بحد ذاته، وقد كان قدومنا إلى هنا مغامرةً كبيرة في ظل الظروف التي ذكرناها إلى جانب التكاليف الباهظة التي تحملناها للوصول إلى هنا مُحمَّلين بأعداد كبيرة من الكتب، وهو السبب ذاته الذي دفع عدداً من الناشرين للاعتذار عن المشاركة في المعرض هذا العام.

 توقيت مناسب

وعلى المنوال ذاته ترى رشا عريني من دار «ابن النفيس» في الأردن أن مكرمة صاحب السمو حاكم الشارقة جاءت في الوقت المناسب، وخففت علينا وعلى جميع دور النشر الكثير من الأعباء والتكاليف التي تحملتها، وقد تعودنا على مثل هذه المكرمات السخية من سموه الذي أخذ على عاتقه دعم الثقافة أينما وجدت.

وتستطرد قائلةً إن الإقبال على المعرض هذا العام ليس كما في السابق، وهذا أمر بديهي، ونحن بدورنا تحدينا الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، وتحملنا الكثير من الأعباء إصراراً منا على المشاركة في المعرض لا سيما أن هذه الأزمة أثرت بشكل واضح على دور النشر التي اقتصرت مبيعاتها على الكتب الإلكترونية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"