الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم
شهد ركن التواقيع في خامس أيام المعرض؛ توقيع 11 كتاباً في مختلف المجالات، أهمها كتاب يتناول محطات من حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه؛ إلى جانب التراث الإماراتي الأصيل الذي لا يغيب عن الركن؛ فضلاً عن القصة والرواية، والكتب التي تتحدث عن السير والتجارب الشخصية في معترك الحياة، وأخرى جُمعت فيها حوارات صحفية مع عمالقة الأدب حول العالم؛ إضافة إلى تلك التي تتحدث عن كيفية تطوير المرء لحياته التقنية؛ كما كان لنقاء الكلمة حضور من خلال المجموعات الشعرية.
«زايد ومقاصد الشريعة الإسلامية» للكاتبَين د. نورة البلوشي، ود. عمر الجميلي، الصادر عن معهد الشارقة للتراث 2020؛ كان خيرَ ما افتُتِحَ به ركن التواقيع، وفيه يسلط الكاتبان الضوء على المسيرة العطرة للأب المؤسس الشيخ زايد، ويشيران إلى أن من بين الأسباب التي دفعتهما إلى تأليف هذا الكتاب؛ الغوصُ في بحر شخصية المغفور له الشيخ زايد الفذة؛ لبيان الجوانب الإنسانية والقيمية، وكذلك حاجةُ الجيل الجديد إلى الأسوة والقدوة الحسنة التي تضيء له الطريق، وتحفزه على العمل الخلاق؛ فضلاً عن إبراز أهمية المحافظة على مقاصد الشريعة، وحسن رعايتها.
صوت الماضي
أصالة الماضي وعبق التراث الإماراتي استمر في الحضور في ركن التواقيع، وهذه المرة من خلال كتاب «حسابات سهيل وحسابات الدّرور.. صوت من الماضي الجميل»، للكاتب صخر عبدالله سيف؛ والصادر عن معهد الشارقة للتراث 2020؛ وفيه يغوص الكاتب إلى الأعماق الدافئة في بحر التراث الإماراتي الأصيل، ويُبرز من خلال الشرح المقرون بالصور كيف كان الناس يمارسون حياتهم اليومية، ويسلط الضوء بشكل خاص على الطريقة التي كان الناس من خلالها يتنبأون بأحوال الطقس، وهي ما تُعرف ب«الدُّرور».
ابن زريق حاضراً
في روايته التاريخية «على العهد يا سلاف»؛ يسافر الكاتب عوض بن حاسوم الدرمكي مع قرائه عبر الزمن نحو 1000 عام إلى الوراء؛ ليحطّ الرحال في ديار الشاعر العباسي «ابن زريق البغدادي»، ويتجول معهم في أروقة الحقبة التي شهدت أواخر الدولة الأموية، وبداية الدولة العباسية، والغوص في تلافيف حياة الشاعر ابن زريق الذي ارتحل عن موطنه الأصلي في بغداد، قاصداً بلاد الأندلس؛ لعله يجد فيها من لين العيش، وسعة الرزق ما يعوضه عن فقره؛ ويصف الكاتب هذه الجزئية في مطلع روايته ب«تغريبة ابن زريق البغدادي الأخيرة».
تجارب شخصية
كان للتجارب الشخصية حظ وافر في ركن التواقيع؛ إذ ينقل د. عبدالسلام المدني من خلال كتاب «الحياة في 20 صفحة»، والصادر عن دار «أوستن ماكولي» للنشر في لندن؛ لقرائه دروساً تعلمها خلال رحلته في الحياة؛ بأسلوب سلس، وبكلمات تبعث في القارئ السعادة، ويحث الكاتب قراءه من خلال هذا الكتاب على تبني الإيجابية، وجعلها جزءاً لا يتجزأ من مسيرة الحياة؛ فلا معنى لحياة نعيشها غير سعداء، كما يقول، ويضيف أن كتاب «الحياة في عشرين صفحة» كُتب بشغف للحياة، وبروح امتلأت بالإيجابية.
ويتحدث علي الفارسي في كتابه «على ارتفاع 36 ألف قدم» الصادر عن دار «قهوة» للنشر 2020؛ عن تجربته كطيَّار عانق السُحب، وجاوَر النجوم على مدى 12 عاماً، ويقول إن «ما دفعه لتأليف هذا الكتاب هو الشغف الذي تلمَّسه من الشباب في بلده الإمارات، وشدة حماسهم لأن يكونوا طيارين».
أما الكاتب أنس بارودي فيتوغل بقلمه داخل النفس البشرية من خلال كتابه «فضحتُ نفسي.. عندما يتمتع الناجحون بالفضيحة»؛ الصادر عن الدار العربية للعلوم «ناشرون»، ويضم الكتاب 32 مقالاً يتضمن الكثير مما تمرّ به النفس البشرية من تجارب مفرحة، أو محزنة.
شوق وحنين
تطل د. إيمان جمال على قرائها من خلال مجموعتها القصصية «تنفس صناعي»؛ الصادرة عن دار «قهوة» للنشر، والتي يغلب عليها طابع الشوق والحنين، وقساوة فقد الأحبة؛ إذ تقول في مطلع المجموعة: «أبي.. كلمةٌ افتقدتها كثيراً.. سريعاً رحلتَ دون سابق إنذار، ودون عودة. أتمنى لو أن أني أهديك هذه النسخة حاملةً توقيع ابنتك الصغيرة؛ لترى بين السطور فارق السن بين يوم وداعك، وما أصبحتُ عليه الآن».
ولم يكن عذبُ الكلام غائباً عن ركن التواقيع؛ إذ أطلَّ الشاعر طلال سالم على عشاق القصيدة بمجموعته الشعرية «أحلامٌ ومدى» الصادرة عن دائرة الثقافة في حكومة الشارقة 2020، وتتألف المجموعة من 41 قصيدة تتعدد أغراضها الشعرية، وتتناثر على 122 صفحة من القطع المتوسط.
الشاعرة غالية حافظ من جهتها حضرت من خلال مجموعتها الشعرية «همساتُ أنثى»؛ الصادرة عن دار «نبطي» للنشر، وعلى مدار 38 قصيدة موزعة على 117 صفحة من القطع المتوسط؛ تنثر الشاعرة قصاصاتها باتساع السماء لتضعها بين يدي القراء.
عمالقة الأدب
كان أعلام الأدب حول العالم حاضرين بذكراهم في ركن التواقيع، من خلال كتاب «عمالقة الرواية قالوا لي» للكاتب شاكر نوري، والصادر عن دار «المؤلف» للنشر والطباعة والتوزيع، وفيه يتحدث الكاتب عن الحوارات التي أجراها خلال عمله في الصحافة الثقافية مع روائيين عالميين كبار مثل جابرييل جارسيا ماركيز، باولو كويلو، خوان جويتسيلو، توني موريسون، وغيرهم الكثير.
وفي كتابه «التفكير التقني»؛ يطرح الكاتب أحمد عبدالرحيم الزرعوني ما يُطلق عليها «أكثر من 120 فكرة تُطوِّرُ حياتك التقنية»، وفيه يشرح الكاتب كيفية إدارة وتطوير تقنية المعلومات، واستمرارية الأعمال وأمن المعلومات والأنظمة الأمنية والمراقبة؛ فضلاً عن البنية التحتية من الخوادم، وكذلك المحاكاة الافتراضية والتخزين، ويشرح أيضاً الجوانب المتعلقة بالشبكات وتطوير الهواتف النقالة، وغيرها الكثير من التفاصيل المتعلقة بالعالم الرقمي.
