بلد الثقافة الجامعة

00:54 صباحا
قراءة دقيقتين

في الخمسين عاماً الوطنية الإماراتية تكون المؤسسات الثقافية في الدولة قد قطعت نصف مئوية من العمل المهني التخصصي المنظم بكوادر وقيادات ثقافية وأدبية وإعلامية هي عناصر شابة أولاً، وظهرت كفاءاتها العملية تحديداً في النصف الأول من عقد الثمانينات، وبالطبع، لا ينسى العاملون في الشأنين الثقافي والإعلامي فترة السبعينات التأسيسية في الإمارات، وكيف قامت تلك الفترة على تجارب أولية فردية ومؤسسية كانت منطلقاً عملياً للحياة الثقافية الإماراتية بكل تنوّعها الأدبي والفني والإبداعي.
بالعودة إلى الأرشيف الإماراتي الثقافي، وهو بالمناسبة غير موجود بصورة مهنية إدارية منظمة، وإنما مجرد ملفات ورقية محفوظة في أرشيفات الصحف في الغالب، والكثير من هذه المادة الورقية لم تتحول إلى مادة رقمية إلكترونية.. أقول بالعودة إلى هذه الملفات الورقية نلاحظ أن النشاط الثقافي الأدبي بدأ منتظماً مع ظهور اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في العام 1984، وظهر هذا النشاط أيضاً إعلامياً مع إنشاء الأقسام الثقافية في الصحف الإماراتية المحلية التي فتحت منابرها المتخصصة للأدب والفنون والثقافة المحلية الجديدة بتوقيعات شابة.
وليس جديداً، القول هنا، أن الثمانينات في الإمارات، وتحديداً في النصف الثاني منها، وحتى عقد التسعينات هي الفترة الأدبية الذهبية على مستوى القصة القصيرة والشعر بشكل خاص إلى جانب ظهور تجارب روائية، ونقدية، لكن في أطر محدودة.
ظهور الكيانات الثقافية مثل اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وجمعية التشكيليين الإماراتيين، وجمعية المسرحيين، ومعارض الكتب، وبينالي الشارقة، وقبل ذلك دائرة الثقافة في الشارقة، والمجمع الثقافي في أبوظبي، وندوة الثقافة والعلوم في دبي.. دفع الحياة الثقافية في الإمارات إلى آفاق أوسع محلية وعربية، وسوف تظهر أسماء جديدة في الشعر والقصة والرواية والمسرح والفن التشكيلي، بعضها اليوم، وبخاصة في الفن التشكيلي هي تجارب عالمية محترمة في أكبر متاحف الفن في أمريكا وأوروبا.
في الخمسة والعشرين عاماً الماضية شهدت الإمارات تطوراً كبيراً في العمل الثقافي الذي أخذ يستثمر في الإنسان، ويستثمر في ما يسمّى الصناعات الإبداعية، وتطوّرت مع ذلك المؤسسات الثقافية وإدارات معارض الكتب ونشطت حركة الترجمة، وشهد قطاع النشر نموّاً كبيراً على مستوى محلي وعربي، وعالمي، وسجلت الإمارات أعلى نسبة في الجوائز الأدبية والثقافية التي تذهب إلى كتّاب ومفكرين ومترجمين وناشرين وأدباء كبار وراءهم تراث ثقافي يستحق التقدير، إلى جانب تكريم أدباء شباب طبعت أعمالهم الشعرية والروائية الأولى هنا في الإمارات.
49 عاماً، منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة تطل على الخمسين الوطنية الذهبية، كانت خلالها وما زالت حركة الثقافة المحلية عربية الهوية، إنسانية المعنى والفكر، عالمية الانتشار والتعايش والتفاعل مع ثقافات وحضارات عريقة لها احترامها هنا في الإمارات، ولها بيئتها الإنسانية التسامحية في وطن الأمن والأمان والاستقرار.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"