عادي

«الصلح خير»..نهــج نيـابة دبـي لحـل الخلافـات الأسـريـة

01:13 صباحا
قراءة 5 دقائق
1
1

دبي: أمير السني 
«الصلح خير» جملة تعالج الكثير من قضايا الخلافات الأسرية بين الأقارب، التي يتم احتواؤها قبل الوصول إلى القضاء، ويتضرر بسببها الأبناء نتيجة الانفصال بين الأب والأم ويصاحب تلك الخلافات مشاكل تفضي إلى المحاكم.
وقد استحدثت نيابة «الأسرة والأحداث» في دبي طرقاً حديثه بإنشاء غرفة أسرية داخل مبنى النيابة تساعد الأخصائية الاجتماعية في الوصول إلى صلح بين الأطراف، كما أنشأت النيابة غرفة مزودة بأجهزة حديثة يتم فيها التحقيق مع الأطفال للإدلاء بالمعلومات الصحيحة دون رهبة.
رتق النسيج الاجتماعي
أكد المستشار محمد علي رستم بوعبدالله المحامي العام الأول رئيس نيابة الأسرة والأحداث، أن الإصلاح بين المتخاصمين بالود، وإحقاق الحقوق وحل الخلافات بالتفاهم بعيداً عن اللجوء إلى المحاكم، يعتبر أفضل السبل لإنهاء الخصومات، لاسيما بين أفراد الأسرة الواحدة، مشيراً إلى أن التسامح هو من مرتكزات دولة الإمارات التي تشجع التصالح والتسامح بين الناس.
وكشف بوعبدالله عن عدد القضايا التي انتهت بالصلح التي وصلت 198 قضية خلال عام 2019، من إجمالي القضايا الواردة للصلح والبالغة 490 قضية، بنسبة بلغت 40% مقارنة بعام 2018 التي كانت نسبتها 34% في حين أن عام 2017 كانت النسبة 36%.
وأشار إلى وجود انخفاض في عدد الأحداث الذين تم عرضهم أمام نيابة الأسرة والأحداث خلال عام 2019؛ حيث بلغ عددهم 285 حدثاً، بينما بلغ عددهم في عام 2018، 300 حدث، وفي عام 2017، 418 حدثاً. وأوضح أن نيابة الأسرة والأحداث مختصة في التحقيق والتصرف في القضايا الجزائية التي تقع بين الأسرة الواحدة حتى الدرجة الرابعة وتمتد اختصاصاتها لإجراء الصلح بين المطلقين الذين لديهم أطفال وتم احتواؤهم ضمن القضايا الأسرية وتبذل النيابة العامة مجهوداتها عبر الأخصائيين الاجتماعيين التابعين لها في الوصول إلى صلح بين الفرقاء من أجل الحفاظ على كيان الأسرة.
وأشار إلى أن الشق الثاني من دور النيابة هو التحقيق في قضايا الأحداث وهم من تقل أعمارهم عن 18 سنة، ويتبع نيابة الأسرة والأحداث قسم «قضايا الأسرة والأحداث ويتولى دراسة الحالات المحولة إليها من الأحداث ووضع التوصيات اللازمة لتقويم سلوكهم، ويرأس القسم باحث اجتماعي من العنصر النسائي، إلى جانب 3 باحثات متخصصات في الجانبين النفسي والاجتماعي، كما يتولى القسم مهمة عرض الصلح بين الأطراف في القضايا الأسرية، مضيفاً أن النيابة العامة حريصة على احتواء القضايا التي تقع بين الأسر وحفظ الملفات حال التوصل إلى الصلح ووفقاً للقوانين واللوائح السارية وبما يضمن الأمن والسلامة لأفراد الأسرة والمجتمع.
وأكد أن حرص النيابة العامة في دبي على إصلاح ذات البين، واحتواء الخلافات الأسرية، لإيمانها العميق بأن الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، والإصلاح بين أفرادها يُسهم في إيجاد مجتمع متماسك ومترابط وآمن؛ حيث تقوم نيابة الأسرة والأحداث بدور كبير في هذا الإطار، وتسعى جاهدة إلى حل الخلافات الأسرية ودياً طالما كان الصلح أفضل من اللجوء إلى المحاكم. 
من جانبها أوضحت صنعاء مبارك العجماني، رئيس قسم قضايا الأسرة والأحداث أن أكثر القضايا الأسرية التي تحال إلى القسم هي الاعتداء والسب بين الأزواج، إضافة إلى قضايا الأحداث وغالبيتها متعلقة بالقضايا المرورية والاعتداء والسرقات؛ حيث يتم الجلوس مع الأطراف، وتجري الباحثة الاجتماعية دراسة تفصيلية للظروف المعيشية والاجتماعية والنفسية التي أدت إلى جنوح الحدث وإعداد استمارة بحث تساعد قاضي المحكمة على اتخاذ التدبير الملائم.
غرفة متخصصة
زارت «الخليج» الغرفتين المخصصتين للصلح الأسري والأطفال، برفقة رئيس نيابة الأسرة والأحداث محمد رستم، الذي أوضح أن غرفة الصلح الأسري، قامت بدور إيجابي بناء منذ تأسيسها في عام 2017، وتم تجهيزها بمواصفات خاصة تتميز بألوان باعثة على الراحة للعين وإحساساً بالدفء ويخفف من الإحساس بالضغوط النفسية، بدلاً من الجلوس في أجواء رسمية داخل المكتب، وتتبادل الأخصائية الاجتماعية الحديث مع الأطراف داخل الغرفة بمبنى النيابة في جو أسري يفضي إلى الإصلاح.
فيما أوضحت ميثاء السويدي الباحثة الاجتماعية، أن الغرفة الثانية الموجودة داخل مبنى النيابة هي للأطفال ذوي الأعمار الصغيرة من 10 سنوات وأقل، بها العديد من الألعاب التي تم اختيارها خصيصاً لتساعد الطفل للأدلاء بالمعلومات خلال وجوده مع الأخصائية الاجتماعية دون خوف أو رهبة، بينما يتواجد عضو النيابة في مكتب ملاصق للغرفة مزود بأجهزة اتصال حديثة، ويوجد حائط زجاجي يستطيع وكيل النيابة من خلاله مشاهدة ومتابعة ردات الفعل والإفادات التي يدليها الطفل للأخصائية الاجتماعية وتوجيه الأسئلة لها بواسطة أجهزة اتصال حتى لا يشعر الطفل بأن هنالك أشخاص آخرين يتابعون التحقيق ويمتنع عن الإدلاء بالمعلومات 
برامج مصاحبة
وأوضحت الباحثة النفسية خديجة الميدور، أن قسم قضايا الأسرة والأحداث لم يقف عند صلح الخلافات الزوجية، وإعداد التقارير بشأن الأحداث وإنما ظل يقدم برامج توعوية منذ إنشائه قبل 10 سنوات وسط فئات المجتمع المختلفة حول أهمية الترابط الأسري، والنسيج الاجتماعي، والتحذير من الجرائم التي يقع فيها الأحداث، ومن بين تلك البرامج مشروع «استشارتي حياة لأسرتي» الذي يهدف إلى تقديم الاستشارات التربوية لأولياء الأمور والعاملين بالمؤسسة التربوية لنشر الوعي بالطرق التربوية السليمة في التعامل مع الطلاب ومشاكلهم السلوكية، عبر ورش عمل يتم فيها استقبال الأسئلة والرد على الاستفسارات وبلغ مجموع الدورات التدريبية 55 دورة واستفاد منها 1158 والدة ومعلمة منذ انطلاق المبادرة في عام 2012.
زيارة عملية
وأضافت الباحثة النفسية أمل المزروعي، أن برنامج «نبراس» التوعوي القانوني والاجتماعي هي فكرة مبتكرة غير مسبوقة على مستوى العالم تهدف الفكرة إلى ترسيخ التوعية القانونية والاجتماعية بين طلبة وطالبات المدارس الحكومية والخاصة، يبدأ البرنامج بحضور الطلبة إلى النيابة العامة والاستماع إلى محاضرة تعريفية عن القضاء وأهميته في المجتمع ودور النيابة العامة، ومن ثم اصطحاب الطلبة ميدانياً إلى جلسات محاكمة حقيقية، وعقد جلسة مع خبراء نفسيين واجتماعيين لتحويل تلك الصدمات السلبية إلى جرعات إيجابية تغير من سلوكهم إلى الأفضل؛ حيث أسهمت فكرة البرنامج في حصول النيابة على الاعتماد البلاتيني لنظام الأفكار من قبل منظمة «الأفكار البريطانية». 


جوائز تقديرية


قال المستشار محمد رستم إن النيابة العامة حرصت منذ انطلاق برنامج «نبراس» في العام الدراسي 2010-2011 على استدامة النتائج المحققة وتعزيز مستويات الوعي والفائدة لدى أكبر شريحة ممكنة من الطلبة، فبلغ عدد المدارس التي تم استقبالها (258 مدرسة وعدد الطلبة (9455 ) وعدد الهيئة التدريسية المرافقة للطلبة (540).
 أما عن الرضا العام بالنسبة للطلبة (93%) والمشرفين (95%) وعن مستوى أثر قياس البرنامج في الطلبة (94%) والمشرفين (92%)، ما أسهم في حصد البرنامج للعديد من الجوائز على مستوى الدولة من بينها جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز عن فئة المبادرة الإدارية المتميزة في عام 2013 وجائزة «الأفكار العربية» في العام الدراسي 2016-2017.
 وأضاف أن هنالك برنامجاً ثالثاً يسمى «نجوم لامعة» استهدف طالبات وطلاب المرحلة الابتدائية يمارس فيه الطلبة الصغار العديد من الألعاب التعليمية والتوعوية وبلغ عدد المستفيدين من بداية المبادرة 1224طالباً وطالبة، إلى جانب برنامج رابع «عنوان حياتي» تحت شعار/سلوكي الإيجابي عنوان حياتي هو عبارة عن ورش تفاعلية توعوية لطالبات المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس دبي الخاصة والحكومية، بطرق إبداعية مسلية وممتعة باستخدام الألعاب التدريبية، ففي عام 2019 أقيمت 20 محاضرة حضرها 784 طالبة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"