عادي

وجوه شابة تبحث عن لقطة في المشهد الفني

23:08 مساء
قراءة 4 دقائق
1

تحقيق: محمد حمدي شاكر

رغم وجود مقومات تقديم أكثر من عمل درامي بالعام، وتوافر موهوبين من الجنسين من أبناء الوطن، يشكو عدد منهم من أن المنتجين لا يقدمون دائماً على المجازفة بأسماء جديدة في أعمالهم ويكتفون بالفنانين المعروفين من الشباب، والأسماء الكبيرة، إلى جانب ضآلة الإنتاج الفني وانحصاره في مسلسلين أو ثلاثة على أكثر تقدير للمنافسة الرمضانية.

يرى عدد من الفنانين الشباب أن الأمر بحاجة إلى مراجعة، خاصة في ظل تفرغهم على مدار العام ووجود عدد كبير من المنصات الإلكترونية التي زادت نوافذ العرض ومواسمه، وهو ما استفادت منه بلدان عربية أخرى.
هؤلاء الشباب، رغم مشاركتهم في أعمال سينمائية ودرامية، إلى جانب التدريب في بعض الورش داخل الدولة، يعاتبون المخرجين والمنتجين الإماراتيين على الاستعانة بوجوه جديدة من جنسيات مختلفة وعدم الاعتماد عليهم في أعمالهم.
محمد الحوسني الذي شارك بدور مميز في فيلم «كيمرة» للمنتج عبدالله الجنيبي، وعدد من الأعمال السينمائية القصيرة والمسرحيات، والفعاليات المختلفة، والمشاركة في «التجربة الفنية الإماراتية» أيضاً، يقول: «أنتهز جميع الفرص التي تنمي وتصقل موهبتي، فالدورات تجعلنا نحتك أكثر بمن هم أكثر موهبة وخبرة، وبالتالي نطالب كبار النجوم ذوي التاريخ الفني الطويل بألا يبخلوا علينا بخبراتهم التي قد تضعنا على بداية المشوار».
ويضيف:«لا أتأخر في تعلم كل شيء من موسيقى تصويرية، وإخراج، وتصوير، وشاركت في ورش عمل مع الفنان مصطفى الحلواني، واستفدت منه الكثير في هذا المجال، إلى جانب ورشة تصوير سينمائي مع مدير التصوير هاني السعداوي، وورش لآليات وتقنيات كتابة السيناريو، وكل هذه الأشياء استفدت منها الكثير لأكون ممثلاً ناجحاً، ولكن لا نعلم لماذا يعزف عنا المنتجون ويتجهون لفنانين من خارج الدولة، هل فقط لأنهم معروفون؟ من السهل أن نبقى معروفين ولكن بمساعدة المخرجين والمنتجين والاهتمام بالعنصر الإماراتي وتقديم أعمال على مدار العام».
وعن سبب اختفاء الوجوه الجديدة في الدراما الإماراتية يقول الحوسني: «للأسف لأن كل منتج ومخرج له مجموعة خاصة يهتم بها ولا يجازف بدعم المواهب الجديدة وهذه هي مشكلتنا الرئيسية، وأعتقد أننا لو لم نكن موهوبين لما شاركنا بأعمال وحاولنا بشكل مستمر صقل مواهبنا بالورش والدورات، ولكن لا نعلم لمن نتجه، فنحن نطمح لأكثر من الظهور في عمل محلي، بل ننظر للعالمية، لكن للأسف لا يوجد من يدعمنا بالشكل الصحيح.
ويطالب الحوسني بزيادة الجرعة الدرامية والسينمائية وعدم الاكتفاء بعملين أوثلاثة لرمضان، داعياً إلى وجود الأعمال الدرامية على مدار العام وتنوعها في ظل توفر مقومات ذلك مع عدم تكرار الوجوه واللجوء إلى مشاهير مواقع التواصل لزيادة المشاهدة رغم أن العديد منهم لا يمتلك الموهبة الحقيقية.
حظوظ قليلة
فطيم الشامسي بدأت مسيرتها الفنية في المسرح بأدوار بسيطة، إلى جانب مشاركتها في مسلسلات «خيانة وطن» و«عود أخضر» و«آخر المطاف» و«هارون الرشيد» و«حرملك 2» وغيرها، إلى جانب مشاركتها بالتمثيل في برنامج «رامز تحت الأرض» بدور قارئة الفنجان، والالتحاق بعدد كبير من الورش والدورات التدريبية.
 ورغم ذلك، ترى أن الفرصة لم تتح لها للتعبير عن موهبتها، فلجأت للعمل عارضة ما قادها للمشاركة في مسابقات الجمال والحصول على وصيفة ملكة جمال العرب والمركز الثاني في مسابقة ملكة جمال الأناقة.
وعن سبب قلة الشباب في الأعمال المحلية، تقول الشامسي:«يعود ذلك لقلة الإنتاج، ووجود وجوه شابة كثيرة، وبالتالي لا يكون هناك مجال للتجارب الجديدة، علماً بأن الأعمال الدرامية تنتج قبل رمضان بأشهر معدودة، ويعتمد المنتجون على الأسماء المعروفة متجاهلين المواهب الجديدة، كما أن العمل الفني يحتمل عدداً معيناً من النجوم والشخصيات، ونظراً لندرة الأعمال يتعاقد المنتجون مع نجوم معروفين مما يقلل حظوظ الصاعدين، مكتفين بمنحهم أدواراً هامشية قد لا تظهر مواهبهم الحقيقة ولكنهم يقبلونها ظناً منهم أنهم سيحصلون على أدوار أكبر في المستقبل».
وفيما يخص استعانة المنتجين بنجوم مواقع التواصل والابتعاد عن الموهوبين تقول: «قد يٌعذر بعضهم في ذلك، لأنهم يفكرون في العائد المادي فقط ضاربين بدعم المواهب عرض الحائط.
النجم الأوحد
«كفنانين إماراتيين جدد، لدينا كل المقومات للمشاركة في أعمال درامية وسينمائية، ولكن مشكلة المنتج المحلي أنه يسلط الضوء فقط على النجم الأوحد، وأصحاب الخبرة، ولا يغامر بفنانين جدد». هكذا بدأ الفنان خالد الحداد الذي قدم العديد من الأعمال الدرامية الإذاعية، والأفلام القصيرة التي حصدت جوائز ونالت الإعجاب.
ويشير إلى أهمية تعدد الأعمال على مدار العام مع تسليط الضوء على الوجوه الشابة الإماراتية، خاصة من لهم مشاركات تعرض عبر التلفزيون أو السينما أو «يوتيوب» ويجتهدون فيها.
ويدعو إلى وجود منصة إماراتية، على غرار الموجودة في مصر، لتقديم أعمال محلية بميزانية بسيطة ستسهم في اكتشاف المواهب، وفي الوقت نفسه تنشر الثقافة الإماراتية من خلال الدراما.
ويناشد الحداد فناني الإمارات الكبار تنظيم ورش للموهوبين، لاكتشافهم وتقديمهم في الدراما أو السينما المحلية، وإعطائهم الفرصة الكاملة.
وجوه مكررة
الفنانة نورة سيف بدأت حياتها الفنية بعمل مسرحي منذ ست سنوات مع فرقة الفنان عبدالله بوهاجوس، وعلمت من التجربة أنها موهوبة ولديها حس فني، ولاقى دورها ردود أفعال جيدة، إلى جانب اشتراكها في العديد من الورش والدورات التدريبية التابعة ل «تو فور54».
وتقول سيف:«أرى مجموعة الأشخاص نفسها كل عام في الدراما، قد يكون الوسط يعتمد على «الشللية» مع عدم إتاحة الفرص للشباب والفتيات، وأبرز مثال أن المنتج أوالمخرج قد يعطي الدور لشخص في سن ال 40 رغم أن الشخصية أصغر منذ ذلك، وهذا موجود في أعمال كثيرة. 
وتضيف: «المنتج في النهاية يبحث عن المردود المادي، لأنه يستثمر، ولكن الاعتماد على نجم واحد أو وجه واحد في العمل قد يفقده روح الجماعية.
وتوضح سيف أن الإمارات وصلت للرقم واحد في مختلف المجالات، وأن هذا ما يجب حدوثه في المجال الفني.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"