عادي

صدر جبّاروف.. من السجن إلى رئاسة قرغيزستان

22:00 مساء
قراءة 3 دقائق
1

بشكيك (قرغيزستان) - (أ ف ب)

حقق السياسي القومي صدر جبّاروف فوزاً ساحقاً، الأحد، بالانتخابات الرئاسية المبكرة في قرغيزستان والتي جرت إثر انهيار الحكومة السابقة.

وأظهرت البيانات الأولية لمفوضية الانتخابات المركزية أن جبّاروف حصل على نحو 80 في المئة من أصوات الناخبين، ما يعني عدم الحاجة لإجراء جولة إعادة. وقالت المفوضية إن ما يزيد على 80 في المئة من الناخبين أيضاً أيّدوا مقترحاً بتعديل الدستور لمنح الرئيس سلطات أكبر على حساب البرلمان.

وسيواجه معركة شاقة لإصلاح الاقتصاد الذي ضربه الوباء في ثاني أفقر جمهورية سوفييتية سابقة والوفاء بالتعهدات بمحاربة الفساد والجريمة المنظمة.

قبل ثلاثة أشهر ونيف، كان المرشح الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الرئاسية في قرغيزستان الأحد، صدر جبّاروف، يقبع في السجن حزيناً على والديه وابنه الذين توفوا أثناء حبسه.

لكن الأزمة السياسية في أكتوبر/تشرين الأول على خلفية الانتخابات البرلمانية المتنازع عليها أخرجته من حبسه على أيدي أنصاره. وألغت محكمة عقوبة سجنه بتهمة احتجاز رهائن فيما التف حوله سياسيون محليون ودعموه. كان صعود جبّاروف لافتاً لدرجة أنه بدا كأنه يفاجئ حتى روسيا الحليف الرئيسي لقرغيزستان.


ومع ذلك، كان هذا أيضاً نموذجاً عادياً في البلد السوفييتي السابق الأكثر تقلباً في آسيا الوسطى، حيث غالباً ما يتم الوصول للسلطة عبر احتجاجات الشوارع أولاً وبعد ذلك فقط في صناديق الاقتراع.

وشهدت الحملة الانتخابية لجبّاروف، مع اكتظاظ أنصاره في الملاعب في جميع أنحاء البلاد على الرغم من تهديد فيروس كورونا، رفع لافتات كتب عليها «صدر الرئيس».

وهتف مؤيدوه بالشعار نفسه في العاصمة بشكيك وطالبوا الرئيس السابق سورونباي جينبيكوف بالتنحي لصالح جبّاروف بعد انتخابات برلمانية شابتها مزاعم شراء أصوات. ووافق جينبيكوف على ذلك، مشيراً إلى الحاجة إلى تجنب إراقة الدماء وأصبح ثالث رئيس يستقيل في غمرة اضطرابات سياسية منذ الاستقلال عن موسكو في عام 1991.

أصبح جبّاروف رئيساً للدولة بالوكالة، واستقال من منصبه في نوفمبر/تشرين الثاني للتنافس في استحقاق الأحد، بينما قام بتعيين موالين في مناصب رئيسية لإحكام قبضته على السلطة. ومن المتوقع أن يمنحه الناخبون الأحد فوزاً من الدورة الأولى.

رجل الشعب

دخل جبّاروف (52 عاماً) المشهد السياسي في قرغيزستان كنائب في عام 2005، بعد أن أسس شركة نفطية صغيرة في منطقة إيسيك كول مسقطه في شرق البلاد. وصعد نجمه برعاية الرئيس آنذاك كرمان بك باكييف، الذي عينه رئيساً لجهاز مكافحة الفساد في عام 2008.

لكن تحقيقات الجهاز لم تتطرق أبداً إلى عائلة باكييف، التي يُنظر إليها بوصفها المستفيد الرئيسي من الكسب غير المشروع المنهجي في ذلك الوقت. تمت الإطاحة بباكييف في عام 2010، في ثورة أعنف بكثير من تلك التي أدت إلى إطاحة أول رئيس بعد الاتحاد السوفييتي عسكر أكاييف قبل ذلك بخمس سنوات. واندلعت أعمال عنف بين عرقيتي القيرغيز والأوزبك بعد شهرين، ما أودى بالمئات.

فاز حزب معارض قومي ضم جبّاروف بين قادته في الانتخابات البرلمانية في وقت لاحق من ذلك العام، لكن تم استبعاده من الائتلاف الحاكم. ثم باتت شهرة جبّاروف السياسية مرتبطة بالمسيرات ضد الشركة الكندية المشغلة لأكبر منجم ذهب في قرغيزستان، الذي يسهم بنسبة تصل إلى 10 في المئة من الناتج القومي.

خلال أحد التجمعات الحاشدة في منطقته الأم في عام 2013، احتجز الحاكم المحلي لفترة وجيزة وصُب عليه البنزين. وفتحت السلطات بعد ذلك تحقيقاً جنائياً بحق جبّاروف الذي فرّ من البلاد.

التحديات المقبلة

استخدم جبّاروف منفاه لإجراء اتصالات مع الجالية القرغيزية في روسيا وكازاخستان والبالغ عددها نحو مليون شخص. وحين عاد إلى بلده من كازاخستان المجاورة في عام 2017، سُجن بتهمة احتجاز رهائن وحُكم عليه بالسجن 11عاماً ونصف العام. خلال هذا الوقت فقد والده ووالدته، وكذلك أحد أبنائه الذي قضى في حادث سير. وكان الزعيم الشعبوي يصر دوماً على براءته.

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"