عادي

«وول ستريت» تقاوم «مضاربات التكنولوجيا» وتشديد «العزل»

23:24 مساء
قراءة 5 دقائق
1

متابعة: زهير العربي

تباين أداء أسواق الأسهم والسلع والخدمات العالمية، أمس الاثنين، على وقع اختلاف نتائج الأعمال المحلية، وعمليات الإغلاق المتواصلة لاحتواء تفشي الموجة الثالثة من «كوفيد 19»، ففي حين انتعشت الأسواق الآسيوية بقيادة أسهم التكنولوجيا، فشلت أسهم القطاع ذاته في الحفاظ على مكاسب «وول ستريت» بعد مضاربات عليها جعل المؤشر ناسداك يتخلى عن مكاسب قياسية حققها في مستهل التداولات، وفي أوروبا تعرضت الأسواق لضغوط أكبر مع زيادة حالات الإصابة وتشديد إجراءات الإغلاق في القارة العجوز مع تفشي الفيروسات المتحورة، وهو ما أثار مخاوف أسواق السلع التي شهدت انخفاضاً في أسعار النفط، في مقابل ارتفاع أسعار الذهب كملاذ آمن.في بورصة نيويورك، غلب الارتفاع على مؤشرات «وول ستريت» في مستهل التعاملات، ليسجل «ناسداك» مستوى قياسياً جديداً، قبل أن يتذبذب متخليا عن مكاسبه.

وارتفع سهم «أبل» بنحو 4% مع مكاسب أسهم التكنولوجيا قبل الإعلان عن نتائج الأعمال الفصلية، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، فيما ارتفع سهم «تيسلا» 5.8%، كما ارتفع سهم «أمازون» 1.4%.

وانخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 0.8%، ليصل إلى مستوى 30936 نقطة، وهبط «ستاندرد آند بورز500» بنسبة 0.3% إلى 3853 نقطة، وتذبذب «ناسداك» بشكل كبير حيث صعد 1.1% ثم هبط بالنسبة ذاتها، قبل أن يعود مجددا للمنطقة الخضراء.

الأسهم الأوروبية

وفي القارة العجوز، تراجعت الأسهم الأوروبية، أمس الاثنين، بعد ارتفاعها في مستهل التداولات، إذ ساعدت مكاسب أسهم التكنولوجيا وتقارير الأرباح الإيجابية، في بداية التعاملات، المستثمرين على تجاوز احتمال تمديد إجراءات العزل العام، غير أن تزايد إجراءات تشديد الإغلاق في عدد من بلدان الاتحاد والولايات المتحدة الأمريكية أسقط المؤشرات في المنطقة الحمراء، في الوقت الذي تكافح فيه العديد من البلدان ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا المستجد.

وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.8%، وهبط مؤشر «داكس» الألماني 1.5%، ونزل «كاك» الفرنسي 1.47%، و«فوتسي» البريطاني 1%. 

وحققت أسهم التكنولوجيا أكبر مكاسب، مع تداول نظيراتها في الولايات المتحدة بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، وقفز سهم بروسوس الهولندية التي تستثمر في التكنولوجيا 7.9%، كما حقق صانعو الرقائق مكاسب أيضاً.

وفيما يتعلق بأرباح الشركات، صعد سهم فيليبس الهولندية لتكنولوجيا الرعاية الصحية 2.3% بعد أن أعلنت زيادة 7% في الأرباح الأساسية للربع الرابع، كما ارتفع سهم شركة سيمنس إنرجي المصنعة للتوربينات في قطاع الكهرباء 2.4% بعد أن تحولت إلى تحقيق أرباح أساسية في الربع الأول من السنة المالية.

مؤشرات آسيا

وفي آسيا، ارتفعت مؤشرات القارة أمس الاثنين، بقيادة «هونج كونج» الذي صعد 2.41%، وتبعه «كوسبي» في كوريا الجنوبية ب 2.18%، وربح المؤشر نيكاي في بورصة طوكيو للأوراق المالية 0.67% إلى 28822.29 نقطة، بعد أن انخفض 0.2% في وقت سابق، بينما صعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 0.29% إلى 1862 نقطة.

وتقدمت أسهم التكنولوجيا في اليابان، فيما قفز سهم توشيبا 16.88% بعد أن وافقت بورصة طوكيو يوم الجمعة على عودة مجموعة الإلكترونيات والبنية التحتية إلى القسم الأول بالبورصة، وقفز سهم ألبس ألباين للمكونات الإلكترونية 6.12% ليصبح الرابح الأكبر على المؤشر نيكي، وارتفع سهم نيكون لصناعة الكاميرات 5.17%، وصعدت أسهم شركات صناعة الأدوية بفعل تجدد الآمال في توزيع لقاحات لكوفيد-19. وأضاف سهم تاكيدا لصناعة الأدوية 3.54% بعد أن أعلنت أكبر شركة لصناعة العقاقير في اليابان الأسبوع الماضي عن بدء دراسة للقاح مودرنا المضاد لفيروس كورونا في البلاد، وصعد سهم إيساي 2.8% وربح سهم أستيلاس فارما 2.1%.

وفي شنجهاي، ارتفعت المؤشرات الصينية في ختام تعاملات أمس الاثنين، مدعومة من أسهم الشركات الاستهلاكية، رغم تصاعد التوترات السياسية وارتفاع الإصابات بفيروس «كورونا»، فيما تراجع سهم موردة «آبل» «لوكسشير بريسيشن إندستري كو ليمتد» بنحو 4%، وسط مخاوف بشأن التحقيق معها، لانتهاك براءات الاختراع المقدم ضدها من الولايات المتحدة. 

وارتفع «شنجهاي المركب» بنحو 0.5% مسجلاً 3624 نقطة، كما أغلق «شنتشن المركب» مرتفعاً بنسبة 0.3% عند 2463 نقطة. 

النفط

وفي أسواق السلع، نزلت أسعار النفط للجلسة الثانية على التوالي، أمس الاثنين، إذ أثار تجدد إجراءات العزل العام لمكافحة كوفيد-19 مخاوف جديدة بشأن الطلب العالمي على الوقود.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت ثمانية سنتات أو ما يعادل 0.1% إلى 55.38 دولار للبرميل، بينما بلغ خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 52.26 دولار للبرميل منخفضاً بمقدار سنت واحد.

وقال محللو إيه.إن.زد «المؤشرات على طلب أضعف تضغط على السوق» في إشارة إلى إجراءات العزل العام في هونج كونج والصين وربما فرنسا في ظل ارتفاع الإصابات بكوفيد-19، مما يقيد أنشطة الشركات واستهلاك الوقود.

وأعلنت الصين عن قفزة في الإصابات الجديدة بكوفيد-19، مما يُلقي بظلاله على آفاق الطلب في أكبر مستهلك في العالم للطاقة، والركيزة الأساسية لقوة استهلاك النفط العالمي.

ويوم الجمعة الماضي، تعرضت الأسعار لمزيد من الضغوط بعد بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت أن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت على نحو مفاجئ 4.4 مليون برميل يومياً في الأسبوع المنتهي في 15 يناير/كانون الثاني مقابل توقعات بانخفاض 1.2 مليون برميل.

وكشفت بيانات من بيكر هيوز أن شركات الطاقة الأمريكية أضافت منصات حفر للتنقيب عن النفط والغاز في الأسبوع المنتهي في 22 يناير وذلك للأسبوع التاسع على التوالي، لكن عددها ما زال منخفضاً 52% مقارنة مع هذا الوقت من العام الماضي.

وتلقت الأسعار بعض الدعم في الأسابيع الأخيرة من تخفيضات إنتاج إضافية تنفذها السعودية أكبر مُصدر في العالم. لكن المستثمرين يترقبون استئناف محادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي، ما قد يؤدي لرفع واشنطن عقوبات عن صادرات إيران النفطية، ويعزز الإمدادات.

الذهب 

وارتفعت أسعار الذهب، أمس الاثنين، في ظل استمرار الضغوط على الدولار، فيما يتابع المستثمرون حزمة التحفيز الكبيرة التي أعلنتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وصعد الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 1859.40 دولار للأوقية (الأونصة)، وزادت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.45% عند 1860.80 دولار.

وقال المحلل المستقل روس نورمان «من الواضح أن الاقتصاد هش للغاية، لذلك هناك الكثير من الدعم للتحفيز المالي والنقدي، وعلى هذا النحو يظل الدولار ضعيفاً نسبياً، مما قد يعزز الذهب».

ومن المقرر أن يبدأ اجتماع السياسات لمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي، الذي يستمر يومين، اليوم الثلاثاء، وأكدت إدارة بايدن الضرورة الملحة لاقتراح مساعدات مالية للتخفيف من تأثير الجائحة بقيمة 1.9 تريليون دولار، في الوقت الذي حاولت فيه تهدئة مخاوف الجمهوريين من الكلفة الباهظة لهذه الحزمة.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة 0.8% إلى 25.59 دولار للأوقية، كما ارتفع البلاتين 0.3% إلى 1101.60 دولار والبلاديوم 0.2% إلى 2358.26 دولار.

وفي أسواق الصرف، أدى انتعاش المعنويات في الأسواق العالمية إلى انخفاض الدولار، أمس الاثنين.

في حين تعززت العملات العالية المخاطر بعد أن فاق تفاؤل إزاء خطط الرئيس الأمريكي جو بايدن للتحفيز تأثيرات كوفيد-19.

ورغم تحسن المعنويات أمس الاثنين، قل الطلب على الدولار الأمريكي الذي يُعتبر ملاذاً آمناً، وانخفض مؤشر الدولار أثناء الليل، وبلغ الانخفاض 0.2% إلى 90.094، ويتوقع المحللون تراجعاً واسعاً للدولار خلال عام 2021.

واستقر اليورو مقابل الدولار عند 1.2174 دولار. 

كما ارتفع الدولار الأسترالي، الذي يعتبر مؤشراً لسيولة المخاطرة، 0.2% عند 0.773 مقابل الدولار الأمريكي، وارتفع الدولار النيوزيلندي 0.4%.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"