عادي

لوحات تتصدى للتمييز والتهميش في «آرت سبيس»

18:40 مساء
قراءة دقيقتين
\zdgb
zx
sdbg

يستضيف «آرت سبيس» بدبي معرضاً لأعمال الفنانين الفلسطينيين سماح شحادة، وميخائيل حلاق يوم 16 فبراير/ شباط الجاري. وتنقسم أعمال شحادة في المعرض إلى قسمين، «الحياة» و«الأرض»، اللذين يعتمدان على قصة الفنانة الشخصية. وتعكس شحادة الحياة من خلال العوالم الداخلية (النفسية)، والخارجية (الاجتماعية) المعقدة والمتضاربة للفنانة بحيث تتنقل في الصراعات بين الاعتماد على النفس والمسؤولية التي تبلور الأنوثة المعاصرة في مجتمعها، وتمتد لتشمل النساء في جميع أنحاء العالم اللواتي يواجهن التمييز والتهميش وصراع الهوية.
الأعمال المختارة لمجموعة «الأرض» تعرض البيئة الطبيعية كمكان للتواصل والتشريد والتكيف، وتجمع الفنانة بين مفاهيم المنزل والأسرة والهوية الجماعية. وتم اختيار الأعمال المعروضة ذات المقاسات الكبيرة التي رسمت بعناية فائقة على مدى عدة أشهر.
وتتراوح أعمال شحادة بين الواقعية الكلاسيكية والتصويرية، والتي تلتقط وتوثق البيئة المحيطة بدقة وتدمجها مع السريالية الخيالية المستمدة من اهتمام الفنانة بالروحانيات. كما تستخدم منهجاً دراماتيكياً في الرسم الواقعي المفرط من خلال استعمالها للضوء والظل لخلق واقع سحري يغمره الخيال.
أما قسم «الحياة» فيعكس اهتمام شحادة بالتجربة النسائية، والصراعات بسبب التهميش والإسكات الاجتماعي والقبول، والتي لا تزال تواجهها المرأة، في جميع أنحاء العالم.
ومن أعمالها في المعرض «المراقب» (2020)، و«الراعي الصالح» (2020)، وتقدم سلسلة من الرسومات الصغيرة الحجم، وتستخدم الصبار، على سبيل المثال، كرمز للصمود الفلسطيني.
 لحظات حقيقية 
يعتمد فن ميخائيل حلاق على تقاليد غربية في الرسم الواقعي، خاصة به، لكنها متميزة عن المحتوى الذي يجمع بين الواقع المحلي والعالمي. هذا المزيج يفتح الفرصة للقراءات المتعددة لعمله ويدعو المشاهد إلى التعمق في المحتوى الذي يعرضه. واختار حلاّق سبع لوحات يوثق فيها لحظات حقيقية للوجوه والمشاهد الاجتماعية والمناظر الطبيعية التي تحيط به. وفي هذه الأعمال، تلعب الأعشاب، مثل الزيتون والزعتر، دوراً مهماً مجازياً كرمز للهوية الفلسطينية، ولكنها تحاور أيضاً المشاهد العالمي. وبالنسبة للفنان، يعتبر الزعتر كرمز للموطن والحرية، ولكن بمجرد زراعته وحصره في وعاء فإنه يفقد حريته؛ فقد اقتلعت نبتة الزعتر من أرضها الأصلية لتصبح زخرفة هامشية.
لوحات حلاق الخاصة بالمناظر الطبيعية مشحونة بالتوتر المركزي الذي يشكل حياته وعمله على حد سواء، مسألة الصلة بين الإنسان والمكان، ويرتبط بالوجود والغياب، وتحديد الهوية والتهميش، والرؤية والاختفاء. وتعرض لوحاته عملية تفتيت تولد عالمين منفصلين ولكنهما مترابطين في الوقت نفسه. وللوهلة الأولى، قد تظهر لوحاته كأوصاف ساذجة للمناظر الطبيعية الحضرية أو الأنشطة الاجتماعية، ولكن بطريقة مماثلة لشحادة، فإن أعماله مملوءة بالرمزية والمعاني المتعددة. وعلى سبيل المثال، فإن الأعمال التي تصور شوارع القدس القديمة، تبرز الحياة اليومية الروتينية، ومع ذلك، بنظرة متواصلة وعميقة تكشف عن مجموعة متنوعة من الرموز التي تجسد الصراع والتناقض.
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"