عادي

كوريا الشمالية تتهم بايدن «بالاستفزاز»

16:05 مساء
قراءة 3 دقائق
كيم

سيول - أ ف ب

هدّدت كوريا الشمالية بمواصلة التصعيد العسكريّ، السبت، في رد فعل على تنديد جو بايدن بإطلاقها صاروخين في إطار تجاربها العسكرية، في أول استفزاز من الدولة المعزولة منذ تولي الرئيس الأمريكي منصبه.

ولدى كوريا الشمالية المسلحة نووياً تاريخ طويل من استخدام اختبارات الأسلحة لإثارة التوترات، في عملية تديرها بعناية شديدة سعيًا لتحقيق أهدافها.

وكانت بيونج يانج تتحين اللحظة المناسبة لاختبار الإدارة الجديدة في واشنطن، التي لم تعترف رسمياً بوجودها حتى الأسبوع الماضي. لكنها الخميس أطلقت من سواحلها الشرقية صاروخين باتجاه بحر اليابان الذي يعرف في كوريا باسم بحر الشرق.

وقال بايدن إنّ الصاروخين «ينتهكان قرارات مجلس الأمن»، وحذّر من أنّه «ستكون هناك ردود فعل اذا اختاروا التصعيد».

وأوضح المسؤول الكبير ري بيونغ شول الذي أشرف على عملية إطلاق الصاروخين في بيان نقلته «وكالة الأنباء الكورية الشمالية» أن «تعليقات كهذه من قبل الرئيس الأمريكي تعتبر تعدياً واضحاً على حق دولتنا في الدفاع عن النفس واستفزازاً لها».

وأعلنت كوريا الشمالية الجمعة أنّ ما أطلقته في بحر اليابان الخميس كان «مقذوفاً تكتيكياً موجّهاً» جديداً.

وقال ري في بيانه إن الشمال يعرب عن «خشيته العميقة من الخطأ الذي ارتكبه الرئيس التنفيذي الأميركي في اعتبار التجارب الصاروخية التي تجري بشكل منتظم، وهي ممارسة لحق بلادنا في الدفاع عن النفس، بأنها انتهاك لقرار الأمم المتحدة».

وأسف المسؤول الكوري لكشف بايدن عن «عدائيته الدفينة»، معرباً عن ظنه بأن «الإدارة الأمريكية خطت بوضوح خطوتها الأولى بشكل خاطىء».

وأضاف: «إذا واصلت الولايات المتحدة تعليقاتها المتهورة بدون التفكير في النتائج، فيمكن عندها مواجهتها بشيء غير حسن»، محذراً أن «كوريا الشمالية على أهبة الاستعداد لمواصلة تعزيز قوتها العسكرية».

وتأتي هذه التصريحات فيما واشنطن في المراحل الأخيرة من مراجعة سياستها بشأن كوريا الشمالية، مع وجود إشارات على تبني نبرة حازمة بشأن نزع السلاح النووي والعقوبات وحقوق الإنسان.

وقال ليف إريك إيزلي الأستاذ في جامعة إيوا في سيول إنّ تصريحات ري «تشكل في الأساس تهديداً بأن كوريا الشمالية سترد على مراجعة السياسة الأميركية بمزيد من الاختبارات» العسكرية.

وأضاف أنّ «بيونج يانج تنفذ استراتيجية متعمدة لتعزيز القدرات العسكرية وإثارة التوترات».

توقع «رد أمريكي صارم»

وحققت بيونج يانج تقدماً سريعاً في قدراتها تحت قيادة الزعيم كيم جونج أون عبر اختبار صواريخ قادرة على الوصول الى جميع أراضي الولايات المتحدة في 2017.

واعتبر رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا أن الصاروخين اللذين أطلقا من الساحل الشرقي لكوريا الشمالية هما «بالستيان»، وهي نوعية صواريخ يحظر على بيونج يانج تطويرها بموجب قرار صادر عن مجلس الأمن.

وطلبت لجنة عقوبات تابعة للأمم المتحدة في خصوص كوريا الشمالية من خبرائها التحقيق في التجربة، فيما طلب أعضاء أوروبيون في مجلس الأمن عقد اجتماع عاجل لمناقشة مسألة كوريا الشمالية.

وتخضع بيونج يانج بالفعل لعدد من العقوبات الدولية على خلفية تجاربها النووية والصاروخية المحظورة.

وانهارت قمة عقدت في هانوي بين كيم جونج أون والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في عام 2019 حول تخلي كوريا الشمالية عن السلاح النووي في مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وأفاد تشيونغ سيونغ تشانغ مدير مركز الدراسات الكورية الشمالية في معهد سيجونغ في سيول برس أنّ إدارة بايدن قد تسعى لفرض «عقوبات إضافية على بيونج يانج إذا استمرت في استفزازاتها العسكرية».

وأضاف أنه «من الآن فصاعداً، يمكن توقع المزيد من تجارب الأسلحة من كوريا الشمالية وردود فعل صارمة للغاية من الولايات المتحدة».

 تصميم دولي

ويأتي إطلاق هذين الصاروخين الخميس بعد أيام من تجربة بيونج يانج صاروخين غير بالستيين قصيري المدى، وبعد زيارة الى المنطقة قام بها وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان أنتوني بلينكين ولويد أوستن.

وخلال زيارتهما إلى سيول وطوكيو، ناقش المسؤولان الأمريكيان قضايا التحالف والأمن في المنطقة، ولا سيما قدرات كوريا الشمالية في مجال السلاح النووي والصواريخ طويلة المدى.

وأكدا أهمية نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية وحضا بكين، الحليف الرئيسي لبيونج يانج، على إقناعها بالتخلي عن ترسانتها النووية.

ويمثل نهج بايدن حتى الآن تغييراً في اللهجة عن سلفه دونالد ترامب الذي دخل في علاقة غير مسبوقة مع كيم جونج اون وقلل العام الماضي مراراً من تجارب إطلاق مماثلة.

وقال مسؤولون في إدارة بايدن إنّهم حاولوا التواصل مع بيونج يانج عبر عدة قنوات لكنهم لم يتلقوا ي رد.

وصرّح الخبير إيزلي أنّ «كيم جونج اون يسعى لاستخدام الاستفزازات لطلب تنازلات لكن قد ينتهي به المطاف وقد زاد من التصميم الدولي على نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"