عادي

سيريالية ماجريت المتفردة

00:33 صباحا
قراءة دقيقتين
1703

سحابة تقتحم الغرفة الفارغة، رجال متناثرون في السماء، وخلفهم صف من البيوت، رجل يتوسط سمكة عن يساره، ونسراً عن يمينه، والثلاثة يقفون على سطح البحر، هذه بعض ملامح عالم الفنان التشكيلي البلجيكي رينيه ماجريت الذي اشتهر بصنع علاقات غير مألوفة بين عناصر العالم الظاهري.

لكنه أبدع أيضاً لوحات أخرى تبدو بسيطة للغاية، فلوحة «عطلات هيجل» التي رسمها عام 1958 والتي تكاد تخلو من أية إحالة أدبية أو شعرية (عدا عنوانها الفلسفي ظاهرياً) قد دفعت الشاعر الفرنسي والروائي برنار نويل، في كتابه «ماجريت» إلى البحث عما يؤسس الأسلوب الخاص لهذا الفنان.

نحن أمام شاعر فرنسي كبير برنار نويل يكتب عن فنان تشكيلي بلجيكي كبير رينيه ماجريت فلا تكون النتيجة بأقل من نص نافذ البصر والبصيرة، لا عن الفنان التشكيلي فحسب، وأعماله التي تمثل وحدة كلية تشكيلية، بل أيضاً عن العمل الفني وعلاقته بالفنان والمشاهد والعالم.

وعلى الرغم من أن النص المكتوب، الذي ترجمته إلى العربية راوية صادق ينطلق من لوحة «عطلات هيجل» لماجريت فإنه يتجاوزها ليطرح أهم قضايا الرؤية التشكيلية، وكيفية النظر إلى العمل الفني.

يبدأ الشاعر كتابه بتساؤل حول معنى لوحة «عطلات هيجل» ليقودنا عبر الوصف البريء إلى عناصر اللوحة (كوب ومظلة) إلى لوحات أخرى، بحثاً عن الرابط الخفي الكامن خلف سطح الأشياء، وعبر رحلة بحث تتوازى مع نمط عمل الفنان التشكيلي، وعبر مراوحات بين فكر ماجريت وأسلوبه الفني.

يتبع المؤلف بتفصيل شديد طرق معالجة الفنان لبعض عناصر لوحاته ودلالاتها الفكرية فهو يقوم بحصر العناوين الفلسفية للوحات ماجريت ويتتبع تواجد عنصري المظلة والأكواب في أعمال أخرى، كما يستشهد المؤلف ببعض نصوص ماجريت النقدية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"