عادي

التكنولوجيا تحكي تاريخ الكون

00:09 صباحا
قراءة دقيقة واحدة
1704

في كتابه «الإنسان وفيزياء الكون»، يؤكد الدكتور مجدي مصطفى، أن المفكر الفيلسوف هنري مور، تساءل عما إذا كان الفضاء خالياً، إذن هو غير موجود، ثم استدرك بأن الفضاء مملوء بالأرواح النورانية؛ لذا لا يمكن أن يكون خالياً. وهكذا استمر النقاش حول ماهية الفضاء، وكله نقاش فلسفي لا يخضع لأي قواعد علمية، حتى قام إسحاق نيوتن منذ قرابة ثلاثمئة عام بأول تجربة علمية، وتلاه العديد من العلماء، ليتغير تعريف الفضاء من الفضاء المطلق الثابت لنيوتن إلى الفضاء النسبي.

وبعد إطلاق التليسكوب الفضائي هابل (الذي سمي باسم العالم هابل تكريماً له) عام 1990 إلى خارج غلاف الأرض الجوي على ارتفاع 370 ميلاً فوق سطح الأرض، حيث لا يوجد ما يعيق الرؤية، ظهرت بلايين المجرات، واختلفت الصورة تماماً، وظهرت الأعماق السحيقة المظلمة للكون وهي ممتلئة بملايين المجرات. وبدأ تصور جديد للكون يتشكل مواكباً للتطور التكنولوجي الهائل، وامتلأت الأرض بالمراصد والسماء بالتليسكوبات الفضائية ذات التقنيات الأحدث، والتي تستعمل أشعة جاما، والأشعة السينية وتحت الحمراء، وموجات الراديو وموجات الميكروويف، إضافة إلى المراصد الضوئية، ما أدى إلى الاكتشافات المتعاقبة، وبدا أننا لا ننظر فقط لبنية الكون؛ بل لتاريخ الكون عبر الزمن، في الوقت نفسه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"