عادي

كتاب يكشف رفض الجيش الأمريكي دعوة ترامب لـ «تكسير جماجم المحتجين»

22:09 مساء
قراءة 3 دقائق

كشف كتاب حديث تناول كواليس الاحتجاجات الأمريكية خلال العام الماضي، عن رفض رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، مراراً تحريض الرئيس السابق دونالد ترامب الجيش للتدخل بعنف لإخماد الاضطرابات المدنية التي اندلعت في أنحاء البلاد، وقوله: «أطلقوا النار عليهم. كسروا جماجمهم»، وفق ما نشر موقع «سي إن إن» الخميس.

وبحسب مقتطفات الكتاب الذي يحمل عنوان: «بصراحة، فزنا في الانتخابات: القصة الداخلية لكيفية خسر ترامب» كان ميلي يجد نفسه دائماً الصوت الوحيد المعارض لمطالب ترامب العنيفة خلال المناقشات الساخنة في المكتب البيضاوي.

ويكشف الكتاب الذي أعده مراسل «وول ستريت جورنال» مايكل بندر، تفاصيل جديدة حول كيف أصبحت لغة ترامب عنيفة بشكل متزايد خلال اجتماعات المكتب البيضاوي، حيث بدأت الاحتجاجات في سياتل وبورتلاند في لفت الانتباه. وأظهرت المقتطفات أن الرئيس كان يسلط الضوء على مقاطع الفيديو التي تظهر أن سلطات إنفاذ القانون تتعامل مع المحتجين، ويخبر إدارته، أنه يريد رؤية المزيد من هذا السلوك.

ووفقًا لبندر، قال ترامب للمسؤولين العسكريين: «هذه هي الطريقة التي يفترض أن تتعامل بها مع هؤلاء الأشخاص. كسر جماجمهم!». وقال ترامب لفريقه، إنه يريد أن يدخل الجيش و«يضرب» المتظاهرين من أجل الحقوق المدنية.

كما أن ترامب قال في مناسبات عدة داخل المكتب البيضاوي: «فقط أطلقوا النار عليهم». لكن الطلبات قابلها، رفض ميلي والمدعي العام آنذاك ويليام بار، ما اضطر سيد البيت الأبيض إلى التخفيف من حدة الموقف، ولكن بشكل طفيف قائلاً: «حسناً، أطلقوا النار على ساقهم - أو ربما في القدم لكن اقسوا عليهم!»

ويسلط الكتاب الضوء على مستوى التوتر بين ترامب والبنتاجون قبل الانتخابات الرئاسية كما يقدم صورة مفصلة للخلل الوظيفي داخل البيت الأبيض بسبب سلوك ترامب المتقلب بشكل متزايد خلال الأشهر الأخيرة من رئاسته.

وفي بعض الأحيان، اشتبك ميلي أيضاً مع مسؤولي البيت الأبيض الذين سعوا لتشجيع ترامب. وخلال مناظرة في المكتب البيضاوي، شارك كبير مستشاري ترامب، ستيفن ميلر، وساوى بين ما يحدث وما تشهده دول العالم الثالث، وادعى أن المدن الأمريكية الكبرى تحولت إلى مناطق حرب. وحذر ميللر من أن «هذه المدن تحترق».

وبحسب المقتطفات، أثار التعليق غضب ميلي، الذي اعتبر ميللر ليس مخطئاً فحسب، بل إنه خرج من مساره، مشيراً إلى أن الجنرال الأمريكي رد بحزم قائلاً: «أوقف اللعبة يا ستيفن. ما لدينا سيدي الرئيس هو احتجاج».

وبحسب «سي إن إن» فإن المخاوف داخل البنتاجون بشأن اتخاذ ترامب قرارات غير متوقعة خلال فترة حملته الانتخابية وصلت إلى نقطة الغليان في سبتمبر/ أيلول الماضي.

ورغم علاقته الجيدة بترامب، لكن ميلي أبدى انزعاجاً بشكل كبير من هجمات الرئيس على كبار قادة البنتاجون. وبذل ميلي جهوداً متضافرة للبقاء في واشنطن قدر الإمكان خلال تلك الأشهر الأخيرة. وكان مصدر قلق ميلي الأكبر آنذاك، هو كيفية تقديم المشورة لترامب إذا قرر استخدام قانون التمرد لمواجهة الاضطرابات المدنية.

وفي النهاية، لم يلجأ ترامب إلى قانون التمرد مطلقاً، لكنه اقترح مراراً وتكراراً القيام بذلك خلال نهاية فترة ولايته، ما وضع ميلي ووزير الدفاع السابق مارك إسبر في موقف معقد في كل مرة.

وبحسب الكتاب، عارض الاثنين، الفكرة بشدة عندما اقترحها ترامب للمرة الأولى في يونيو/ حزيران الماضي، بعد احتجاجات ضد وحشية الشرطة والظلم العنصري في أعقاب وفاة الأمريكي الأسود جورج فلويد. واعتبر ميلي الاحتجاجات مشكلة سياسية وليست عسكرية.

وقال للرئيس إن هناك أكثر من احتياطيات كافية في الحرس الوطني لدعم تطبيق القانون في الاستجابة للاحتجاجات. ولفت ميلي إلى أن استخدام قانون التمرد ينقل مسؤولية الاحتجاجات من السلطات المحلية مباشرة إلى الرئيس.

واختتم ميلر حديثه لترامب بعدما أشار إلى صورة الرئيس الأسبق أبراهام لنكولن المعلقة في المكتب قائلاً: «سيدي الرئيس هذا الرجل كان أيضاً متمرداً. ما لدينا هو احتجاج».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"