تتخوف منظمة الصحة العالمية، في ظل تفشي المتحور «دلتا» من الإسراع في التخلي عن القيود المفروضة؛ لمواجهة الجائحة، خاصة المتعلقة بارتداء الكمامات، متمسكة بموقفها الثابت بضرورة التزام الأشخاص الذين جرى تطعيمهم، بارتدائها، في وقت تتواصل فيه إغلاق المزيد من المدن في آسيا، وفق ما نشره موقع «ماركت ووتش» الإخباري الثلاثاء.
وفي وقت تتزايد فيه مخاطر المتحور الذي انتشر الآن في 92 دولة حول العالم، تشدد المنظمة العالمية على ضرورة التزام الأشخاص الملقحين بارتداء أقنعة الوجه في الأماكن العامة؛ نظراً للمخاطر التي يمثلها المتحور «دلتا» حول أنحاء العالم. وقالت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية، الدكتورة ماريانجيلا سيماو، للصحفيين الأسبوع الماضي: «إن الناس ما زالوا بحاجة إلى حماية أنفسهم».
وحذر مسؤولو المنظمة العالمية، من أن المتحور «دلتا»، لديه القدرة على أن يصبح أكثر فتكاً من غيره؛ بسبب سهولة انتقاله.
ويتعارض موقف المنظمة العالمية من أقنعة الوجه مع الولايات المتحدة التي ألغت هذا الشرط مع تزايد حملات التلقيح في البلاد.
وعلى الرغم من ذلك، يحذر خبراء من أنه حتى مع التقدم الذي أحرزته الولايات المتحدة في حملات التلقيح، فإن الطريق لا يزال طويلاً، قبل أن يتخلى الناس عن حذرهم.
وبحسب السلطات الأمريكية، فقد تم تلقيح 153.8 مليون شخص بالكامل، أي ما يعادل 46.3% من إجمالي السكان. وتضم اللقحات المعتمدة في الولايات المتحدة «فايزر بيونتيك»، «موديرنا» «جونسون أند جونسون» ومن بين البالغين الذين تبلغ أعمارهم 18عاماً فأكثر، تم تطعيم 57% منهم بشكل كامل، بينما تلقى 66.1% جرعة واحدة على الأقل.
وتوصي المجتمعات المحلية، بشكل غير ملزم، باستخدام أقنعة الوجه في الأماكن العامة، بما في ذلك مدينة لوس أنجلوس؛ حيث يقترح المسؤولون ارتداء أقنعة داخل البقالات، أو متاجر البيع بالتجزئة، وكذلك في المسارح ومراكز الترفيه، وفي أماكن العمل.
وحثت السلطات في ولاية إلينوي السكان الاثنين الماضي، على الإقبال على التطعيم والالتزام بأقنعة الوجه.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن المتحور «دلتا» يواصل عمليات الإغلاق في أنحاء العالم؛ إذ أصبحت بنجلاديش وماليزيا الآن من بين الدول الآسيوية التي تفرض قيوداً على الحركة. وفي أستراليا، أغلقت أربع مدن رئيسية؛ وهي: سيدني وبريسبان وبيرث وداروين.
في أوروبا، يمثل المتحور 36% من الحالات المسجلة في ألمانيا في الأسبوع المنتهي في 20 يونيو/ حزيران، ارتفاعاً من 15% في الأسبوع السابق، حسبما أفادت وكالة الصحة العامة بمعهد روبرت كوخ، وحذر مسؤولون من أن المتحور «دلتا» قد يشكل 90% من الحالات في أوروبا بحلول أغسطس/ آب المقبل.
ويسيطر المتحور بالفعل في المملكة المتحدة؛ حيث يمثل 99% من الحالات الجديدة. ومع ذلك، ظلت حالات الاستشفاء والوفيات منخفضة في البلاد، التي لقحت أكثر من 80% من السكان البالغين بجرعة واحدة على الأقل.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، خلصت دراستان أجرتهما هيئة «الصحة العامة» في إنجلترا إلى أن جرعة مزدوجة من لقاحي «فايزر» و«استرازنيكا» توفر حماية كبيرة ضد «دلتا»، ما يقلل من خطر الدخول إلى المستشفيات بنسبة 96% و92% على التوالي.
وتسببت حالة التفشي في المملكة المتحدة، التي رصدت أكثر من 22 ألف إصابة جديدة، الاثنين، إلى حظر هونج كونج الرحلات الجوية منها، واصفة إياها بأنها وجهة «شديدة الخطورة».
وبلغت حصيلة إصابات فيروس كورونا في العالم 181.5 مليون، بينما قفزت الوفيات إلى أكثر من 3.93 مليون، وفق بيانات جامعة «جونز هوبكنز» الأمريكية.
