عادي

رئيس هايتي المقتول..رجل أعمال ناجح ورئيس مصيره مشؤوم

21:39 مساء
قراءة 3 دقائق

بور او برنس - أ ف ب

سطر رئيس هايتي جوفنيل مويز الذي اغتيل الأربعاء، في بلده الكاريبيّ المأزوم، مسيرة ناجحة في عالم الأعمال قبل رئاسته البلاد، في ولاية تراجعت خلالها شعبيته، وطالته انتقادات واسعة النطاق.

وفاز مويز بمنصب الرئيس عام 2016 في انتخابات شهدت اضطرابات، رغم أنّه كان مجهولاً لدى الرأي العام في ربيع العام السابق، إبّان دخوله الساحة السياسية.لكنّ حياته انتهت عن عمر 53 عاماً، إثر هجوم على مقر إقامته، وكان في ختامها عانى عزلة شديدة، في ظلّ تعليق عمل البرلمان في البلاد. وأخفق الأب لطفلين في وقف دوامة العنف التي سادت بلاده. ويتحدّر الرئيس المولود في منطقة «ترو-دو-نور» في شمال شرقي البلاد، من أسرة متواضعة جمعها والد ميكانيكي ومزارع وأمّ تمتهن الخياطة وأعمال التجارة، وتابع تعليمه العالي في جامعة كيسكيا بهايتي.

واستقرت عائلته في العاصمة بور-او-برنس عام 1974. ولاحقاً في عام 1996 اقترن بمارتين صديقته في المدرسة، ليعود بعد ذلك إلى مسقط رأسه، حالماً بجعل هايتي بلداً «زراعياً» عبر تنمية المناطق الداخلية.

وتفيد سيرته المنشورة على موقعه الإلكتروني، بأنّه أرسى تجارة في قطع غيار السيارات، وزرع أول حقل موز يمتد على مساحة 10 هكتارات، مستفيداً من صناديق الاستثمار. وآخر حقول موز أقامها تعدّ الأكبر على مستوى هايتي. ولهذا أعطي لقب «رجل الموز»، إثر دخوله سباق الانتخابات الرئاسية.

وقاده وعيه بأهمية توفير مياه الشرب، إلى التعاون مع مجموعة «كاليغن»، وفتح منشأة لتوزيع المياه في البلاد. ثم اهتم بمجال الكهرباء.

وفي عام 2012، أرسى أول منطقة زراعية حرة في هايتي، حيث أنشأ مجموعته «اغريتان»، مستفيداً من قرض حصل عليه في عهد سلفه ميشال مارتيلي.

وبحسب السيرة الذاتية، أتاح تطوير عشرات المشاريع الزراعية خلق نحو 3 آلاف فرصة عمل مباشرة و10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة.

ويعود الفضل بدخوله القوي إلى الحلبة السياسية إلى الرئيس السابق مارتيلي الذي اختاره عام 2015، ليمثّل حزبهما «تت كالي». وشرع في حينه في حملة انتخابية نشطة للغاية، خاصة في مواقع التواصل، إذ كانت الطبقة السياسية التقليدية لا تزال مهيمنة، مرتكزاً على تمويل أفراد النخبة الاقتصادية.

وسعى مويز إلى تصحيح أوضاع دولته التي يستشري فيها الفساد. وسرعان ما لاحقت بعض معاونيه شبهات باختلاس أموال عامة.

ومع مرور الأعوام، وتوالي التحقيقات في البلاد، ظلّ الفساد ينخر مؤسسات الدولة رغم سلسلة إقالات طالت موظفين كباراً.

وواجه مويز صعوبة في كشف الآلية التي جرى من خلالها استخدام قرض ممنوح في إطار مشروع «بتروكاريب» الذي أرساه الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز، متيحاً لدول أمريكا اللاتينية والكاريبي الحصول على منتجات نفطية بكلفة مخفضة. وكان مويز عيّن طوال أربعة أعوام سبعة رؤساء وزراء، كما أنّه أخفق في قيادة تعديل دستوري، ما أثار انتقادات بحقه.

وقبل مقتله، كانت مسألة خلافية تتجاذب القوى في هايتي، فهو كان يعتبر أنّ ولايته تنتهي في السابع من فبراير / شباط المقبل، 2022، فيما تدّعي المعارضة أنّها انتهت في العام الجاري. ويعود الخلاف إلى أن مويز فاز بداية في اقتراع جرى إلغاؤه بسبب عمليات تزوير، وأعيد انتخابه رئيساً بعد عام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"