المحفزات تقود اقتصاد رأس الخيمة إلى التعافي

حوار: عدنان عكاشة

أكد بينوي كوريان، المدير التنفيذي ل «الحمرا للتطوير العقاري» ل«الخليج»، أن الحزم التحفيزية، التي أقرتها حكومة الإمارة، مؤخراً، تقود اقتصاد رأس الخيمة إلى مرحلة التعافي الكامل وشاطئ الأمان الاقتصادي بخطى ثابتة، مشيراً إلى ثقته بمكتسبات وعوائد مرحلة ما بعد «الجائحة» اقتصادياً وتنموياً، في ظل رصد عدد من المؤشرات الإيجابية، وتجاوب المستثمرين وإقبالهم على منتجات الشركة وخدماتها والفرص المتاحة في رأس الخيمة إجمالاً.

في الحوار التالي، يلقي كوريان الضوء على رؤية الشركة وتصوراتها للواقع الراهن لاقتصاد رأس الخيمة، ولمرحلة ما بعد «الجائحة»، وللمشاريع القادمة للشركة.

* كيف تعملون على بناء استراتيجيتكم لمرحلة ما بعد «كوفيد-19»؟

- تعمل «الحمرا» على تقييم عمليات تطوير مشاريع سكنية جديدة، وتجديد عدد من أصول الضيافة، وتعتزم إطلاق العديد من المشاريع خلال العام الجاري. وبصفة عامة، تعمل رأس الخيمة حالياً على تطوير معايير لتأسيس اقتصاد سياحي أكثر مرونة، ليكون مستعداً لمرحلة ما بعد «كوفيد-19»، ما يشمل تحضير الخطط الموجهة لدعم انتعاش القطاع السياحي بأسلوب مستدام، وتعزيز التحول الرقمي، والمضي قدماً نحو منظومة سياحية خضراء، ورسم ملامح جديدة لمستقبل القطاع السياحي.

وطالما كانت مبادرات ومنتجات «الحمرا» تركز على العملاء في المقام الأول، لذلك منحتنا جائحة «كوفيد-19» فرصة جديدة لتقييم خدماتنا وإعادة تصميم منتجاتنا، لتكون مساهماً رئيسياً في الانتعاش الاقتصادي القادم، والترويج لرأس الخيمة كواحدة من أبرز وجهات الاستثمار في المنطقة. ومثلت الاستجابة الواسعة، التي شهدناها من المستثمرين، دفعة إيجابية وقوية لأعمالنا، ونواصل العمل ضمن مسارات موازية، لإنشاء المشاريع المستقبلية. ونؤمن بأن مثل هذه المنتجات الرائدة ستواصل استقطاب الطموحين، لاسيما في مرحلة ما بعد الجائحة، ليتمكنوا من اغتنام مزايا العيش في مجتمعات سكنية أقل ازدحاماً، وبتكلفة في المتناول، دون المساس بجودة الحياة، التي يتطلعون إليها.

* ماذا عن مشاريع «الحمرا» خلال العام الماضي؟

- رأس الخيمة هي أول إمارة تتلقى ختم «السفر الآمن» من المجلس العالمي للسفر والسياحة، وسجلت الإمارة عدداً قياسياً من السكان، الذين اختاروا العيش في مجتمعاتها السكنية الأقل ازدحاماً، وبتكلفة في المتناول، ليتمكنوا من البقاء قريبين من الطبيعة الخلابة، والاستفادة من المرافق والخدمات عالمية المستوى. ورأينا في «الحمرا» أن هذا الإقبال يقدم فرصة ثمينة لدعم الانتعاش الاقتصادي، وترسيخ مكانة رأس الخيمة كواحدة من أبرز وجهات الاستثمار في المنطقة.

في سبتمبر من العام الماضي 2020، بعد البدء بتخفيف قيود الجائحة، افتتحنا كورنيش الواجهة البحرية في «منار مول»، يمتد على مساحة 100 ألف متر مربع، ويعتبر وجهة ترفيهية وعائلية، ومن بين أبرز الإضافات على المحفظة المتنامية من المرافق الترفيهية للمركز التجاري. وتشكل توسعة وتحديث «منار مول» إضافة قيمة على خيارات الترفيه المقدمة لسكان رأس الخيمة وزوارها، وتعكس رؤيتنا الريادية الرامية لترسيخ مكانة رأس الخيمة مركزاً إقليمياً للسياحة.

عملنا أيضاً على تجديد «نادي الإبحار» وفقاً لمفهوم جديد، وإعادة افتتاحه بهوية جديدة كلياً، تحت مسمى «ذا كلوب هاوس». وتطل هذه الوجهة على مياه الخليج العربي في «قرية الحمرا»، لتتحول مع هذا التجديد إلى ناد اجتماعي، يقدم طيفاً واسعاً من الأنشطة والفعاليات والرياضات المائية والمعالم الجذابة لأعضائه، الحاليين والجدد، بجانب المقيمين والزوار، فيما أدركنا وجود حاجة ماسة لإضافة مساحة في «ذا كلوب هاوس» لتوفر للمقيمين ورواد الأعمال بيئة حيوية للتعاون ومزاولة أعمالهم في رأس الخيمة.

* كيف أثرت جائحة «كوفيد-19» في قطاع السياحة برأس الخيمة؟

- إذا نظرنا إلى الوجه الإيجابي، سجلت الإمارة زيادة كبيرة في معدلات السياحة الداخلية، في أعقاب التداعيات، التي شهدها قطاع السياحة العالمي بعد الجائحة. وحققت معدلات العطلات الداخلية ورحلات الاستجمام المحلية نمواً لافتاً، لتصبح المحرك الرئيسي لمعدلات إشغال الفنادق في رأس الخيمة خلال الأشهر الأخيرة.

تحديات وفرص

وتؤكد تلك النتائج أن أي وضع جديد، سلبياً كان أم إيجابياً، يفرض مجموعة من التحديات ويقدم عدداً من الفرص في آن واحد، فنتيجة للقيود، التي شهدها قطاع السفر، اضطر المسافرون، الذين اعتادوا قضاء عطلاتهم في دول أخرى، إلى البحث عن وجهات محلية خلال موسم الصيف، ومن هنا أصبحت رأس الخيمة خياراً طبيعياً للأهالي، الباحثين عن قضاء عطلاتهم داخل الدولة.

طلب عقاري

وشهد القطاع العقاري أيضاً زيادة في الطلب، نتيجة اغتنام الأهالي لفرصة العمل من المنزل، وتفضيلهم مزاولة أعمالهم ضمن بيئات معيشية أكثر راحة ورحابة، ليرتفع عدد الزوار المقبلين على الإقامة في الإمارة لشهور عديدة، مع التحول إلى نموذج العمل «عن بعد».

وبما ينسجم مع استراتيجيتها، حرصت حكومة رأس الخيمة على تسريع وتيرة توسيع المطار، حيث وقعت اتفاقيات مع عدد من شركات الطيران، خلال الأشهر الماضية، لإطلاق رحلات إلى وجهات جديدة، سعياً لتنويع محفظة الإمارة على صعيد الرحلات العارضة والتجارية.

تنويع اقتصادي

وأعلنت «هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة» عن أكثر من 20 مبادرة للتنمية السياحية المستدامة، تمثل استثماراً قدره 500 مليون درهم، بالشراكة مع مجموعة «راك للضيافة القابضة» و«غرفة تجارة وصناعة رأس الخيمة». وتهدف الإمارة إلى استقطاب 2.9 مليون زائر سنوياً بحلول 2025، حيث يشكل القطاع السياحي مرتكزاً رئيسياً في استراتيجية تنويع اقتصادها.

سجل حافل

* تعد رأس الخيمة من أسرع الوجهات السياحية والاستثمارية نمواً في المنطقة.. هل وضعتم خطة طويلة الأجل لاستقطاب المستثمرين الأجانب ورواد الأعمال؟

تحظى رأس الخيمة بسجل حافل بالنجاح في استقطاب الاستثمارات من الشركات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الكبيرة. وتزاول العديد من الشركات أعمالها في الإمارة، يبلغ عددها حالياً نحو 38 ألف شركة، من 100 دولة، تعمل في أكثر من 50 قطاعاً. وتستفيد هذه الشركات من انخفاض التكاليف، والتسهيلات الضريبية، والبنية التحتية المتطورة، والمرافق المتقدمة.

تملك كامل

ويمكن للشركات تملك أعمالها في رأس الخيمة بنسبة 100%، وإعادة 100% من رأس المال والأرباح إلى دولها الأصلية، بجانب الإعفاءات الضريبية على المؤسسات، وغياب أي ضرائب على الأفراد. وتهدف حزم الدعم الجديدة إلى استقطاب رواد الأعمال والراغبين بالعمل لحسابهم الخاص والاستشاريين والمخضرمين في قطاعات الأعمال.

في سياق التحفيز الاقتصادي، هناك الجهود، التي بذلتها هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة للترويج للإمارة كوجهة سياحية، وقد نجحت في جذب السياح والمستثمرين. ومن المبادرات، التي أطلقت العام الماضي، تأشيرات الإقامة طويلة الأمد للمستثمرين في القطاع العقاري، الذين يشترون العقارات في رأس الخيمة. وتواصل الهيئة الاستثمار في الترويج للإمارة، وتطوير البنية السياحية التحتية، وهو ما يشمل الجبال والصحارى والشواطئ ومراكز التسوق، الأمر، الذي يعزز جاذبية رأس الخيمة لجميع الشرائح العمرية، من الباحثين عن تجارب المغامرات واستكشاف الطبيعة والاستجمام والاطلاع على الوجهات والتجارب الثقافية والتراثية.