أبوظبي: عدنان نجم
أكدت الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، أن قمة مجالس الإدارة تعد فرصة مثالية للقاء بشركاء وخبراء القطاعين العام والخاص، والمشاركين الطموحين في برنامج «مسار 20»، أول برنامج مسرّع في دول الخليج لتحفيز التوازن بين الجنسين في غرف مجالس الإدارة.
وقالت في الكلمة الافتتاحية للقمة التي عقدت أمس الاثنين في أبوظبي: «ننتهز هذه الفرصة للتأمل في التقدم الذي أحرزناه جميعاً خلال العام الماضي، وإعادة تحديد مجالات تركيزنا لدعم مستقبل التوازن بين الجنسين في مجالس الإدارة، واكتشاف سبل التعاون الجديدة لتحقيق هذه الرؤية. وأنا فخورة بالشوط الكبير الذي قطعناه منذ إنشائنا آرورا 50 في عام 2019».
أضافت الشيخة شما: «كان الهدف الأساسي من إطلاق أوروا 50 هو دعم أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة، وقد انصب تركيز مشاريعنا على تحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة، فمن المقرر تخريج الدفعة الأولى من برنامج «مسار20» في نوفمبر/ تشرين الثاني القادم، ونحن مستمرون بالتوسع مع انضمام 7 شركاء من المؤسسات و11 شريكاً من شركاء المعرفة».
وتابعت بالقول: «وقد التزمت كل مشاركة في البرنامج بتأسيس مسيرتها المهنية بناء على الخبرة العملية في المجالس،
وهناك حالياً 18 مشاركة ضمن مجموعتين، مع توقع بدء دفعة جديدة من المديرات التنفيذيات لرحلتهن في مسار 20 هذا الخريف. أنا متفائلة بالمستقبل ومؤمنة بأن النساء المتفوقات سيحدثن تأثيراً مستداماً في القريب العاجل، لم يكن أي من هذا ممكناً لولا الدعم المذهل الذي قدمه المتواجدون كافة هنا اليوم، فضلاً عن الكيانات الحكومية والشركات الموقرة التي تشاركنا رؤيتنا».
66 % مشاركة المرأة في القطاع العام
وقالت الشيخة شما بنت خليفة: «تشكل المرأة 66% من القوى العاملة في القطاع العام، 30% منهن يشغلن مناصب قيادية، و15% في الأدوار الفنية والأكاديمية. وفي الوقت نفسه، تسارعت ريادة الأعمال النسائية بشكل ملحوظ؛ حيث تدير أكثر من 23 ألف سيدة أعمال إماراتية مشاريع تزيد قيمتها على 50 مليار درهم، وبعد القرار الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع في مارس/ آذار من هذا العام، يتعين على أكثر من 113 شركة مدرجة في أسواق الإمارات توظيف امرأة واحدة على الأقل في مجالس إدارتها، وهو تحول نفخر نحن في آرورا 50 بدعمه ومساندته».
وأضافت: «وعلى الصعيد العالمي، حصلت دولة الإمارات على إشادات رفيعة المستوى نظير هذه التطورات الهائلة؛ حيث تحتل الدولة الآن المرتبة الأولى في العالم العربي، والمرتبة 18 عالمياً في مؤشر المساواة بين الجنسين في تقرير التنمية البشرية لبرامج الأمم المتحدة الإنمائي للعام 2020. كما منحها تقرير الفجوة بين الجنسين للعام 2020 من المنتدى الاقتصادي العالمي المرتبة الأولى في المنطقة».
المرأة ركيزة رئيسية لنجاح المجتمع
ومن جانبه، قال عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد: «لقد مثلت مشاركة المرأة في مسيرة التنمية ركيزة رئيسية في بناء ونهضة الدولة على مدار العقود الخمسة الماضية، ومما لا شك فيه أن اهتمام الدولة بتعزيز دور المرأة الإماراتية في المناصب القيادية ومراكز صنع القرار، بما في ذلك رفع نسبة تمثيلها في مجالس الإدارة بمؤسسات القطاعين الحكومي والخاص وحرصها على تحقيق التوازن بين الجنسين في تركيبة هذه المجالس، ينطلق من رؤية قيادتنا الرشيدة التي تعد المرأة ركيزة رئيسية من ركائز نجاح المجتمع؛ بل ومسيرة التنمية بكافة أشكالها».
وأضاف: «أطلقت دولة الإمارات العديد من المبادرات الرامية إلى تعزيز مشاركة المرأة على مدار العقود الماضية، فقد كانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة والدولة الثانية في العالم التي تُصدر تشريعاً ملزماً في عام 2012 بتمثيل المرأة في مجالس إدارة المؤسسات والجهات الحكومية بقرار من مجلس الوزراء. وكان لإنشاء مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين في عام 2015 دور حيوي في سد الفجوة بين الجنسين في جميع قطاعات الاقتصاد، وتعزيز مكانة الدولة على الصعيد العالمي، ورفع ترتيبها في تقارير التنافسية الدولية المتعلقة بالمساواة بين الجنسين والمرأة بشكل عام».
وقال: «دخلت مبادرة رئيسية أخرى حيز التنفيذ في عام 2016، مع اعتماد رئيس مجلس إدارة هيئة الأوراق المالية والسلع لدليل معايير الانضباط المؤسسي وحوكمة الشركات المساهمة العامة. والذي تضمن شرط استيفاء نسبة تمثيل للمرأة لا تقل عن 20% في مجالس الإدارة وإلزام الشركات بالإفصاح عن الأسباب حال عدم الإيفاء، كما ألزم القرار لجنة الترشيحات والمكافآت في الشركات المدرجة بتشجيع ترشيح المرأة لعضوية مجالس إدارة الشركات، من خلال تقديم مزايا وبرامج تدريبية تحفيزية».
