عادي

«شبح المجاملات»يطارد دور العرض المصرية

23:37 مساء
قراءة 4 دقائق

القاهرة: محمد فتحي

نسمع دائماً عن رفع بعض الأفلام من دور العرض السينمائية بعد فترة عرض قصيرة، استناداً إلى انخفاض إيرادات أعماله، وهناك من يتهم دور العرض والموزعين بمجاملة المنتجين والنجوم لإفساح المجال لأفلام أخرى، وظهرت تلك النغمة مؤخراً عقب رفع عدد كبير من دور العرض السينمائية فيلم «أبو صدام» بطولة محمد ممدوح، بالرغم من تلقيه الكثير من الإشادات أثناء عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

هناك العديد من الأعمال السينمائية التي رُفعت مؤخراً من دور العرض، ولكن كانت إيراداتها منخفضة، ومنها«أبو صدام» والذي حقق إيرادات 420 جنيها في يوم قبل رفعه من العديد من دور العرض، وسبقه فيلم «للإيجار» بطولة خالد الصاوي، حيث رُفع بعد أن حقق إيرادات مخيبة للآمال لم تتجاوز حوالي 150 ألف جنيه على مدار عرضه في 15 يوماً، وكان تحقيق فيلم «ماما حامل» لليلى علوي إيرادات 424 جنيها فقط في الليلة سبباً في رفعه من دور العرض، وهو نفس ما حدث مع فيلم «ثانية واحدة» بطولة دينا الشربيني، والذي حقق في آخر ليلة عرض 391 جنيهاً فقط، وبلغت إيرادات فيلم «الشنطة» بطولة بيومي وفؤاد حوالي 150 ألف جنيه خلال أسبوعين، وحقق فيلم «ريما» بطولة محمد ثروت ومايا نصري صفر إيرادات في آخر ليلة عرض له، ورفع فيلم «الورشة» بطولة نضال الشافعي، حيث لم تتعدّ إيراداته 80 ألف جنيه خلال عرضه أسبوعين.

استخدام القاعات

المنتج محمد الدياسطي، منتج فيلم «للإيجار» بطولة خالد الصاوي، اشتكى من مشاكل واجهت الفيلم أثناء عرضه بدور العرض السينمائية، مؤكداً أن إحدى دور العرض ألغت عرض الفيلم لاستخدام القاعات لعرض الأفلام الأخرى، وهناك منتجون آخرون عبروا عن استيائهم من رفع أعمالهم بالرغم من عدم مرور فترة على عرضها.

من جانبه يقول إيهاب بيومي، مدير إحدى دور العرض: لا أرى أن هناك أي مجاملات في رفع الأفلام من دور العرض، وخصوصاً في الفترة الحالية، فمنذ سنوات كان هناك تنافس شديد بين الموزعين على دور العرض، ولكن هذا لا يحدث حالياً، فالجميع يبحث عن المكسب والإيرادات، ولا يمكن أن يتم رفع أي فيلم يحقق إيرادات، فالأفلام التي يتم رفعها هي الأفلام التي لم يعد لها جمهور أو لا تحقق أي إيرادات من الأساس، أو هناك موسم جديد وأفلام جديدة يجب أن تحل محل القديمة، فعندما تم طرح فيلم أبو صدام وعدد من الأفلام مثل «ريتسا» و«بره المنهج» و«مربع برمودة» رُفعت أفلام أخرى ومنها فيلم «العارف» بطولة أحمد عز، رغم تحقيقه 63 مليون جنيه إيرادات، ولكنه وصل إلى مرحلة لم يعد يحقق فيها إيرادات، وتم عرضه حوالي 23 أسبوعاً، فلا يمكن أن تحدث مجاملة لأي فيلم على حساب فيلم «العارف»، فالأمر طبيعي جداً، ويحدث دائماً، ولكن اتهام البعض لنا بمجاملة أفلام على حساب أفلام هي حجة لتبرير فشل الأفلام الضعيفة.

ويؤكد المنتج والموزع شريف رمزي: السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى رفع الأفلام من دور العرض هو انخفاض إيراداتها بشكل ملحوظ خلال عدد من الأسابيع، فيكون القرار هو إعطاء فرصة للأعمال الأخرى لكي تُعرض في عدد كبير من دور العرض، وخصوصاً في المواسم مثل الأعياد أو الموسم الصيفي، والعمل الجيد يفرض نفسه بالإيرادات التي يحققها لفترة طويلة، وهو ما يجعل المنتجين والموزعين وأصحاب دور العرض يحافظون على تواجدها طالما أنها تحقق الإيرادات، وعندما لا نكون في موسم معين أو لا توجد أفلام جديدة يتم الإبقاء على بعض الأفلام المعروضة، فظروف السوق هي التي تفرض استمرار عرض الأفلام من عدمه.

أما المنتج هشام عبد الخالق- عضو غرفة صناعة السينما- فيقول: قرار رفع فيلم من دور العرض السينمائي يأتي بناءً على رغبة أصحاب دور العرض، وخصوصاً عندما تصبح تكاليف تشغيل القاعة أكبر من إيرادات الفيلم، وطالما أنه ليس هناك إقبال من الجمهور، حيث تقاس قوة الفيلم بالأسبوع الأول من طرحه، وغرفة صناعة السينما ليس لها دخل برفع الفيلم، فدور العرض هي التي تتخذ هذا القرار وفقاً لرؤيتها تجاه الإقبال على الفيلم، فإيرادات السينما يتم تقاسمها بين المنتج ودور العرض، وإذا وجدوا أنه لا جدوى من استمرار الفيلم في دور العرض يتم رفعه، فالأمر ليس له علاقة بأي مجاملات.

أيام العرض

الناقدة الفنية ماجدة خير الله فتقول: موزعو الأعمال السينمائية يرفعون الأفلام التي لا تحقق إيرادات كبيرة خلال أيام عرضها الأولى، وطرح أفلام جديدة مكانها، لأن أصحاب دور العرض لا علاقة لهم بجودة الفيلم، بل ما يحققه من إيرادات، وأحياناً يتعجب البعض من رفع بعض الأفلام على الرغم من أنها جيدة جداً، لكن السبب في ذلك هو أن تلك الأفلام لم تجذب الجمهور، الذي يبحث عن أعمال تجارية على حساب أفلام محتواها جيد ولم تحصل على فرصتها الكافية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"