إكسبو 2020 دبي : سومية سعد
تسعدك رؤية اللون الأخضر في أي مكان تراه في «إكسبو 2020» ولذا أحالت بلدية دبي أرض «إكسبو» إلى قصائد خضراء، ما يشكل لوحة بديعة تسرّ الناظرين، وتزيل عن النفس كدرها، وتضفي روح الجمال والإشراق والسرور في النفس.
وبالأشكال الهندسية المختلفة التي تبعث في المكان جواً من السكون والطمأنينة، وتعكس للنفس إيحاء بالأجواء الطبيعية، استطاعت بلدية دبي أن تُبهج العيون باللون الأخضر، بعناصرها الجمالية ومسطحاتها الخضراء، وكذلك للاستراحة والتأمل في المكان ومحل انتظار الفعاليات المتعددة.
بلدية دبي تُكحِّل عيون زائري «إكسبو» باللون الأخضر من مشاريع التشجير والزراعة التجميلية في التقاطعات الرئيسية وجميع المناطق والطرق المؤدية لموقع الحدث العالمي الكبير، وشملت امتداد شارع الشيخ محمد بن زايد، وشارع إكسبو، وشارع الشيخ زايد بن حمدان، بالاتجاه إلى موقع الحدث لتمتد لتغطية أكثر من مليوني متر مربع، فضلاً عن أكثر من 20 ألف شجرة تشكل الحزام الأخضر على جوانب الطرق، وما يزيد على أربعة ملايين شتلة، وزراعة نحو مليوني شتلة داخل الموقع، استعداداً لاستقبال المشاركين وملايين الزوار من داخل الدولة وخارجها.
وفي كل ركن تجد الزوار يستمتعون بهذا الجمال، حيث يفترشون الأرض في ظلال الأشجار الكثيفة، أو يمشون مرافقين الأشجار والمسطحات الخضراء بالأشكال المبهرة والرسوم المختلفة، منها على أشكال هندسية.
فضلاً عن ذلك، هناك الزهور الملونة والمختلفة الأشكال والأصناف التي تعمل على تجسيد جمال المنظر الطبيعي الذي يتماشى مع الألوان المبهرة.
وقال المهندس داوود الهاجري، المدير العام لبلدية دبي: تمتلك البلدية أحدث التقنيات العالمية في الزراعة التجميلية، بما فيها أسلوب الزراعة العمودية، ونعمل وفق خطط مدروسة على توسيع نطاق التخضير التجميلي، ليشمل كل مناطق دبي، مع التركيز على زيادة المساحات الخضراء والتوسع في زراعة الأشجار والزهور في الشوارع والطرقات العامة، والساحات والمتنزهات، وفقاً لمعايير الاستدامة التي تتبعها بلدية دبي، بما في ذلك مشاريع الري المستدام.
وأضاف «نفذت البلدية، ضمن مشروع «الحزام الأخضر»، ما يزيد على 20 ألف شجرة أحزمة خضراء على جميع الطرق المؤدية إلى موقع «إكسبو»، لتضيف بعداً جمالياً لها بما يتناسب مع أهمية هذا الحدث العالمي.
شجرة الغاف
وأوضح أن أكثر من 460 شجرة غاف تنتشر في أرجاء المعرض وتصطف على جانبي شارع الغاف الذي يمر على عدد من الأجنحة المشاركة في الحدث، لتحكي هذه الأشجار قصة أخرى عن الاستدامة، وتنثر روح التسامح على الأجنحة المشاركة.
إن شجرة الغاف غنية عن التعريف واختيرت في الجناح لإعطاء الزوار فرصة لرؤيتها عبر «برسكوب» يكشف جذورها التي تدخل في أعماق التربة، بحثا عن المياه والمواد الغذائية ما يبين كيف أن نباتاتنا التي تعيش في هذه المنطقة قادرة على تحمّل البيئة الصحراوية.
وقال الهاجري: إنه للتكيف مع ندرة الماء في الصحراء، طورت كل فصيلة من النباتات أسلوبها الخاص للتعامل مع شحّ المياه، ولنأخذ أشجار الغاف مثالاً، فهي تستمد حاجتها من المياه العذبة عن طريق إطالة جذورها وإقحامها في باطن الأرض، إلى أعماق تقاس بعشرات الأمتار، لها قصة تروى أيضاً، بحسبان خصوصيتها وديمومتها وصمودها أمام اختبارات الزمن القاسي (يمكن أن تعيش حتى 120 عاماً في المتوسط)، لتكون رمزاً للسلام والاستقرار، وأعلنت في عام 2008، الشجرة الوطنية لدولة الإمارات، في الوقت الذي يفخر المعرض، بتخصيص شارع لها في الموقع، أطلق عليه اسم «شارع الغاف» الذي تصطف فيه هذه الهياكل الطبيعية الرائعة، لتوفر الظلال لزوار الحدث.
تزيين المرافق
وحرصت البلدية على تزيين المرافق المهمة والمواقع القريبة من الحدث ومنها مدخل «دبي باركس» حيث استطاعت الدائرة تحويل الموقع إلى منطقة خضراء مميزة بمساحة إجمالية بلغت 177,123 متراً مربعاً، في حين وصلت أطوال أعمال التجميل الصلب إلى نحو 109 آلاف متر مربع، والمساحة الإجمالية بما فيها المناطق الرملية 1,032,260 متراً مربعاً، مع مد 10.3 كيلومتر من الخطوط الرئيسية و60.1 كيلومتر من الخطوط الفرعية، وإنشاء محطة ضخ مع خزان خرساني لمياه الري، بقيمة نحو 40 مليون درهم. ومدّت البلدية 58 كلم من الخطوط الرئيسية للري و234 كلم خطوطاً فرعية. كما أنشأت ثلاث محطات ضخ رئيسية، وثلاثة خزانات خرسانية لتخزين مياه الري، وزرعت حول الموقع بطول 21 كلم، حيث تجاوزت قيمة المشاريع التي نفذتها 205 ملايين درهم.
24 ألف شجرة
وشملت المساحات الخضراء زراعة 24,474 شجرة، و65 ألف شجيرة، و1,541,710 أمتار مربعة من مغطيات التربة، و50,107 أمتار مربعة من الصبارات، و2,707,912 متراً مربعاً من المغطيات بتربتين، وأكثر من 5 آلاف متر من الأسوار، ونحو 77 ألف متر مربع من المسطحات الخضراء، ونحو 847 ألف متر مربع من الحصا، و3,118 متراً مربعاً من المتسلقات.
حيث أنتجت ملايين النباتات في مشاتل زراعية، ما يزيد على 14 ألف شجرة و2500 نخلة و3.5 مليون شجيرة.
