دبي: حمدي سعد
هيأت التكنولوجيا فرصاً غير محدودة للشركات الناشئة لمنافسة الشركات الكبيرة وفرض تواجدها على خريطة الأعمال، كون هذه الشركات الأكثر قدرة على الابتكار والتحول السريع لمواكبة تغيرات العصر، التي فرضت أنظمة جديدة للعمل من أي مكان وزمان معززة في الوقت نفسه علاقتها مع العملاء وموفرة عليهم الكثير من النفقات.
سعياً من الشركات الناشئة للحصول على جزء من كعكة الأعمال من فم الشركات الكبرى، أطلقت العديد من التطبيقات والبرامج وأنظمة العمل المبتكرة، انطلاقاً من دولة الإمارات لنمو أعمالها في المنطقة وإفريقيا والعالم، حيث أكدت هذه الشركات أن الدولة وفرت البنية التشريعية والإدارية والتمويلية كذلك.
وأكد ممثلو شركات «ناشئة» ل«الخليج»، أنها تسعى لتقديم حلول وأنظمة تلبي متطلبات العملاء من الشركات والمواطنين، الذين باتوا يتمتعون بالنضج للتعامل مع المنصات والتقنيات الرقمية الحديثة لإنجاز الأعمال التجارية أو التسوق والاستهلاك والحصول على الخدمات بشكل عام بطريقة رقمية آمنة تماماً.
36 مليار دولار
يقول مايكل تروشلر، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «فلكس باي»: طورنا منصة تعد الأولى من نوعها في المنطقة تقدم الحلول القائمة على السحابة لأصحاب الأعمال وتوفير خدمات رقمية ملائمة للموظفين للوصول إلى رواتبهم وعمولاتهم عند الطلب ومساعدتهم في التغلب على أوجه القصور المالي بين أيام دفع الرواتب مما يساهم في تحفيز الموظفين وتحسين مستوى إنتاجيتهم وزيادة معدلات استبقائهم عن طريق إزالة الضغوطات المالية عن كاهلهم.
وأضاف، عززت الجائحة الطلب على المنصات والحلول والتطبيقات التقنية المتعلقة بتسريع تعافي الأعمال وتحسين بيئة العمل، وحسب مؤشر بيانات (Sensor Tower Q4 2021 Store Intelligence Data Digest)، بلغ إجمالي تحميل التطبيقات العالمية 36.1 مليار دولار في الربع الأخير من عام 2021، وحقق نمواً بنسبة 2.7 %.
وتابع تروشلر: وفقاً لنفس المؤشر، شهدت التطبيقات المالية على متجر «جوجل» ارتفاعاً في النمو بنسبة 39 % مقارنة بالربع الأخير من العام السابق، ووفقًا ل«AppsFlyer» شهد تحميل التطبيقات المالية في دولة الإمارات زيادة بنسبة 55 % خلال عام 2021 وارتفاعاً في إجمالي نمو عمليات تثبيت التطبيقات بنسبة 15 %. وأشار تروشلر إلى أنه من الواضح أن جائحة كوفيد-19 لا تزال تؤثر في النظام البيئي لتطبيقات الهواتف المتحركة، مع تلقي فئات معينة من التطبيقات انتشاراً واسعاً. بينما لا يزال تحميل تطبيقات نشاطات الأعمال مرتفعة بسبب تبنى العديد من الشركات نهج دوام عمل كامل عن بعد أو بسبب اختيارها تأجيل خطط العودة إلى المكتب وسط ارتفاع كبير في المتغيرات التي خلفتها الجائحة.
كما تُواصل تطبيقات القطاع الطبي النمو والازدهار، وسجلت ارتفاعاً في عمليات تحميلها بنسبة 187 % في شهر ديسمبر من عام2021، مقارنة بالمعدل الشهري من عام 2019.
تحسين الإنتاجية
وأوضح تروشلر، يعاني أكثر من نصف القوة العاملة الإجهاد، بينما يعتبر 35 % من هؤلاء أن الضغوطات المالية قد أثرت في إنتاجيتهم وتَغَيُّبهم عن العمل وانخفاض الإنتاجية ومعدلات استبقاء الموظفين، بينما تهدف «فلكس باي» لإزالة الضغوطات المالية من على كاهل الموظفين من خلال منحهم وسيلة مريحة وفورية للوصول إلى دخلهم المكتسب وقتما شاءوا كما تساعد في تحفيز مستوى إنتاجيتهم بنسبة 50 % وتقليل أيام تَغَيُّب الموظفين بنسبة 20 % وتخفيف عبء العمل من على عاتق فريق الموارد البشرية والشؤون المالية بما يعادل 10 أيام عمل في السنة. وقال تروشلر: تتيح ميزة العمولة بشركة «فلكس باي» للشركات مكافأة مندوبي مبيعاتهم بشكل فوري مما ينعكس إيجاباً في زيادة نسبة مبيعاتهم.
العمل عن بعد
من جانبه قال أليكس بوعزيز، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «دييل» «Deel»: قمنا بتطوير منصة رقمية تمكن الشركات من إنجاز عمليات توظيف المواهب والمتعاقدين المستقلين والموظفين بدوام كامل في أكثر من 150 دولة بشكل متوافق، لنساعد الشركات في عمليات توظيف أي شخص في أي مكان بكل سهولة وكفاءة والأهم من ذلك بكل توافق ويمكن للمتعاقدين سحب الأموال من المنصة بأكثر من 150 عملة.
وأضاف بوعزيز، توفر المنصة للشركات في الإمارات التوظيف والدفع والامتثال للقوانين المحلية في الخارج وجذب المزيد من المواهب إلى الدولة، فيما تخدم المنصة حالياً أكثر من 6000 عميل في أكثر من 60 دولة حول العالم.
الخدمة الذاتية
وأوضح أن منصة «دييل» مبتكرة في مجال تكنولوجيا الموارد البشرية وتوفر التقنية لكشوف الرواتب والموارد البشرية والامتثال والامتيازات والدخل الإضافي، كما لديها الإمكانيات اللازمة لتوظيف وإدارة أي فريق عالمي باستخدام عمليات الخدمة الذاتية المستندة كلياً على التكنولوجيا.
وقال: ترجع أسباب دخول التكنولوجيا للموارد البشرية إلى الإمارات إلى تنامي زخم العمل عن بعد والاهتمام المتزايد بجذب المواهب من الخارج وإمكانات النمو الكبيرة لسوق الإمارات. ويؤكد بوعزيز أن دولة الإمارات تتمتع بالحوافز الكبيرة التي قدمتها لريادة ألأعمال واستعادة اقتصاد الدولة لدوره في تحقيق نمو كبير لهذا العام وسيؤدي منح الشركات المحلية فرص الاستفادة من المواهب العالمية إلى الإسراع بوتيرة هذا التطور وتستطيع «دييل» تمكين أي شركة من إنشاء وتوقيع وإرسال العقود المحلية المتوافقة، من خلال توفيرها لمجموعة من القوالب، كما تُمكن الشركات من عمليات الدفع بأكثر من 120 عملة بنقرة واحدة.
الوصول لأكبر شريحة
بدوره قال وليد مرعي، المدير التنفيذي لشركة «الرابية للتجارة العامة» الناشئة: أسهم التطور السريع بالتكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي بشكل كبير في منح الشركات الصغيرة والمتوسطة فرصة الوصول إلى شريحة أكبر من العملاء والزبائن أكثر من ذي قبل، خصوصاً أن المجتمع أصبح أكثر انفتاحاً للشراء عبر الإنترنت والمنصات الإلكترونية منذ بداية الجائحة.
وأضاف، تعد الشركات الناشئة من أهم ركائز قطاع الأعمال في دولة الإمارات وتتمتع هذه الشركات بالقدرة على التعافي بسرعة من آثار الجائحة، بفعل إطلاق العديد من المبادرات لدعم أدائها ومنها: حزم تمويلية بأسعار فائدة منخفضة ومشجعة تقدمها البنوك التجارية، ومنصات إلكترونية.
سيلينا بيبر: توظيف التقنيات يمكّن الشركات من توسيع أعمالها
وقالت سيلينا بيبر، المدير العام لدى شركة «GoDaddy» في المنطقة وشمال إفريقيا: تحظى الشركات الناشئة في الإمارات بفرص نمو كبير بفعل الدعم والاستراتيجيات الحكومية التي توفر البيئة الاستثمارية الداعمة لنمو هذه الشركات وعبر تطبيق سلسلة من الإجراءات لتسهيل تأسيس هذه الشركات بتبسيط إجراءات التراخيص.
وتتمتع الشركات الصغيرة والمتوسطة والناشئة بفرص أكبر للنمو في فترة ما بعد «كوفيد-19»، حيث يمنحها حجمها المحدود أحياناً مزيداً من القوة والمرونة في تحويل أنشطتها سريعاً قياساً بالشركات الأكبر حجماً. وأضافت منذ بداية الجائحة يتزايد الاعتماد على التكنولوجيا وأظهرت الشركات، التي اعتمدت على التقنيات المتطورة أو التي سارعت إلى استثمار الإنترنت في وقت مبكر استجابة أفضل لاحتياجات السوق.
وتشهد الشركات التقليدية التي تفتقد الاعتماد على التقنيات الرقمية، انخفاضاً في معدل إقبال الزوار قياساً بالشركات المنافسة التي تمتلك بنية رقمية تواكب متطلبات العصر ومتطلبات عملائها وتعزيز تواصلها معهم.
ويمكن للشركات الناشئة ابتكار طرق جديدة لمزاولة الأعمال والتواصل مع العملاء، مع الأخذ بالاعتبار أهمية التقنيات الرقمية في نمو أعمالهم المستقبلية، فيما يساعد الحضور الرقمي على تخفيض التكاليف من خلال اعتماده على البيانات.
وشكّل «إكسبو 2020 دبي» منصةً استثنائية توفر الكثير من الفرص على جميع الصعد، مثل توسيع الأعمال والشراكات المحتملة وتوثيق العلاقات والانفتاح على المجالات الجديدة والتعرف على أساليب الشركات في توظيف هذه الوسائل لتوسيع قدراتها وتأسيس أصولها الرقمية وترسيخ حضورها.
