عادي

جناح لوكسمبورج..متعة وفن واستكشاف المستقبل

01:24 صباحا
قراءة 4 دقائق
جناح لوكسمبورج بإكسبو
المرح ومتعة الزوار بجناح لوكسمبورج
الزلاجة بجناح لوكسمبورج
من داخل الجناح

إكسبو 2020 دبي: مها عادل
لوكسمبورج دولة أوروبية، تمثل نقطة الالتقاء بين الثقافات الجرمانية والسكسونية واللاتينية، ورغم صغر مساحتها وقلة عدد سكانها إلا أنها تتمتع بقدر كبير من التقدم وأهمية كبرى كمقر لعدد كبير من المؤسسات الدولية. وهو ما انعكس بشكل كبير على تصميم جناحها المتفرد الذي يتألق في «إكسبو دبي 2020»، حيث يتميز الجناح بقدر كبير من التوازن بين التراث الراقي والتاريخ وبين التطلع لآفاق المستقبل وآمال التقدم القائم على الاستدامة والتكنولوجيا النظيفة والمتطورة، ويسلط الجناح الضوء على الموارد البشرية والطبيعية والإمكانيات التقنية والصناعية والمالية العالمية اللازمة لتشكيل مستقبلها.

يرفع الجناح الحلزوني الشكل، والمكون من 3 طوابق شعار «لوكسمبورج الغنية بالموارد»، وحرص مصممو الجناح على منحه طراز معماري مبتكر، مُستوحى من شكل شريط موبيوس، الذي ينتسب لعالم الرياضيات الألماني أوجست فيرديناند موبيوس الذي عاش في منتصف القرن التاسع عشر، ويجسد شكل لامتناهٍ، لتسليط الضوء على المقدار الذي يتمتع به هذا البلد من انفتاح وما يتميز به من ديناميكية، بينما يعكس في نفس الوقت التزام الدولة بالاقتصاد الدائري، كما يعتبر تصميم مبنى الجناح مختبراً حياً لإعادة النظر في الأسئلة الملحة المرتبطة بالموارد الطبيعية، ويلقي الضوء من خلال تصميمه الداخلي ومكوناته على طبيعة وملامح دولة لوكسمبورج التي لا تزيد على 2500 كيلومتر مربع وعدد سكانها بها حوالي 600 ألف نسمة، وهو الأمر الذي يجعلها تبدو محدودة الموارد الطبيعية والبشرية ولكنها مع ذلك ذات اقتصاد مزدهر يجعل سكانها يتمتعون بواحد من أعلى مستويات الدخل في العالم.

ويقدم التصميم العام للجناح فرصة للزوار أن يتعرفوا على أنماط مختلفة من تكنولوجيا المستقبل في الاستدامة وفي تدوير العناصر الأولية واستخدام الموارد المائية بكفاءة، ويمنح رواده أيضاً زياره شائقة محفزة على الاستكشاف والابتكار، حيث يشمل تصميم الجناح ردهة خضراء تُعيد استخدام المياه المنتجة من أنظمة تكييف الهواء ليتم توظيفها لري النباتات والمساحات الخضراء في أنحاء الجناح.

تصميم مبتكر

من أهم عناصر الجذب والتميز بزيارة الجناح هو ما يوفره تصميم المبني المبتكر من أجواء المتعة والدهشة، حيث يصطحب الجناح زواره في رحلة ترفيهية استكشافية بين أرجائه بطريقة فريدة لا توجد بأي جناح آخر بإكسبو، حيث سيكون بوسع الزوار النزول عبر زلاجة عملاقة تنقلهم بطريقة مرحة تسعد الكبار والصغار من الدور العلوي إلى المنطقة الخضراء السفلية التي تتناثر بها النباتات والأشجار، فهو الجناح الوحيد الذي يضم وسيلة مبتكرة للتنقل داخل الجناح باستخدام الزلاجة المنحدرة التي تشبه الموجودة بمناطق ألعاب الأطفال والتي تجمع بين المرح والمتعة الطفولية وبين الرؤية العميقة لتشكيل العالم عبر العمل الجدي المستمر.

ويمثل ممشى الجناح المنحدر مراحل تُظهر الجوانب التي تحرّك البلد، والتي تستعرض الحياة اليومية للسكان، ويقدم معلومات عامة عن «دوقية لوكسمبورج»، والقطاعات الرئيسية المختلفة في اقتصادها المزدهر الذي يجمع بين التعدين والصناعات الثقيلة والصناعات التكنولوجية عالية التقنية، كما أن قطاع الخدمات، خاصة البنوك، يمثل جزءاً مهماً من اقتصاد دوقية لوكسمبورج، ذلك إلى جانب إبراز ارتكاز الاقتصاد في بعض جوانبه على السياحة باعتبار أن الدوقية التي تتوسط القارة الأوروبية تمتلك العديد من الأماكن التاريخية والمناظر الطبيعية التي يتم التعبير عنها بجدارة و براعة تستهوي زوار إكسبو من جميع أنحاء العالم، بينما في الجزء العلوي من الجناح، يُمكن للزوار الاختيار بين النزول على السلم بطريقة تقليدية، أو الاستسلام لرغبة المتعة المبهجة باستخدام المنحدر العملاق الشفاف الذي ينقلهم إلى منطقة واسعة تضم أشجاراً وتفوح منها رائحة عطور خشبية، تذكرنا بالغابات الأوروبية النضرة التي كانت ذات يوم تغطي معظم أراضي لوكمسبورج.

ومن المقرر أن يبقى المبنى بصفة دائمة كجزء من مدينة المستقبل «دستركت 2020» بحيث يظل هذا العمل المعماري الرائع متاحاً على الدوام لسكان الإمارات وزوارها في كل وقت.

8 فنانين في 7 مجالات

يواصل جناح لوكسمبورج حصد الإعجاب من زوار إكسبو من مختلف الثقافات بما يتميز به المبنى من خصائص، وحرص القائمون بالجناح على زيادة إبهار وجذب الزوار عبر تقديم فعاليات وأنشطة فنية متميزة تثري زيارتهم وتثير فضولهم، حيث تبنّى الجناح مؤخراً مشروعاً لدعم الفنون والثقافة على مدار أسبوعين، وقدم مجموعة متنوعة من الفعاليات الفنية والثقافية التي تجتذب الزوار باختلاف ثقافاتهم وأذواقهم، حيث استضاف الجناح مؤخراً فعالية تكرس مبدأ وقيمة تواصل العقول أحد أهم أهداف إكسبو، من خلال دعوة 8 فنانين يمثلون 7 مجالات فنية مختلفة لعرض فنونهم بالجناح والمشاركة سوياً في تنفيذ سلسلة أعمال جماعية تثري الفن والثقافة، حيث تتواصل عقولهم وتتلاقي أفكارهم لإنتاج أعمال فنية مشتركة. واختير هؤلاء الفنانون المشاركون من قبل لجنة متخصصة معنية بترسيخ دور الفن والثقافة في صياغة المستقبل وتحسين حياة البشر وهي نفس اللجنة المسؤولة عن تنظيم الفعاليات الفنية والثقافية بالجناح، ومن المقرر أن تقوم الأعمال الفنية المشتركة لهذه المجموعة من الفنانين الذين يمثلون تخصصات من بينها السينما والموسيقي والتصميم وغيرها، على تجسيد روح الابتكار والرؤية المستقبلية للعالم مع طرح واسترجاع روح التاريخ والأصالة. وتضمن هذا المشروع الفني عرضاً لفيلم «ذاكرة ممتلئة» للمخرج المصري اللوكسمبورجي أدولف العسال عن قصة شاب سوري في الغربة وانعكاسات الأزمة السورية على الشباب في الخارج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"