عادي
الذكرى ال 18 لرحيل حكيم العرب

الإمارات تحيي يوم زايد للعمل الإنساني

00:38 صباحا
قراءة 4 دقائق
1
1
  • زايد.. حوّل حلم الإمارات إلى دولة اتحادية عصرية

إعداد: إيمان عبدالله آل علي

تحل اليوم الذكرى ال 18 لرحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ففي مثل هذا اليوم 19 رمضان 1425ه، فقدت الإمارات والعالم أحد أكبر القادة على مستوى العالم، فقدت زايد الحاضر الغائب، الذي أسهم في تأسيس دولة الاتحاد، لنفاخر العالم اليوم بإنجازات صنعها زايد. فرحلة تأسيس دولة الإمارات لم تكن سهلة، مسيرة مملوءة بالتحديات، حتى تحقق الحلم، وتحولت الإمارات، بفضل حكمة مؤسسيها، والقيادة الرشيدة، إلى واحة غنّاء، ووصلت سمعتها الطيبة إلى كل أرجاء العالم، ما عزز مكانتها على الخارطة العالمية.

زايد بنى دولة عصرية، في قلب الصحراء، كانت أشبه بمعجزة، ببنية تحتية قوية، ونظم على أحدث الطرز، فوفد إليها الناس من كل العالم، ينشدون الاستقرار والأمان، والعيش الكريم. واستمرّ هذا مع القيادة الرشيدة التي تعمل ليل نهار من أجل الإمارات، وأن تصل إلى المراكز الأولى في كل المناحي.

الإمارات تقطف اليوم ثمار جهدها وعملها المتواصل، فقد باتت موطناً للسعادة، والمكان الأفضل للإقامة، بحسب تقارير معتمدة، وجاذبة للعقول المبتكرة وللشباب العربي الطموح، وسبيلاً لمن يطلب العيش الرغيد الآمن.

الصورة

اجتماع 18-2-1968

اتّخذ الراحلان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، الخطوةَ الأولى نحو إنشاء الاتحاد. كان يقصد بهذا الاتحاد أن يكون نواةً للوحدة العربية، وحماية الساحل - المتوقّعة فيه ثروة النفط - من مطامع الدول المجاورة الأكثر قوة.

كانت نتيجة المبادرة المتّخذة من حاكمَي الإمارتين الرائدتين، عقد اجتماع في الثامن عشر من فبراير 1968، في السميح، على الحدود بين أبوظبي ودبي، وقد وافق الشيخ زايد والشيخ راشد، في ذلك اللقاء التاريخي، على دمج إمارتَيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة. وقد تُركت باقي المسائل الإدارية إلى سلطة الحكومة المحلية لكلّ إمارة. وعُرفت تلك الاتفاقية المهمة ب«اتفاقية الاتحاد»، ويمكن عدّها الخطوة الأولى نحو توحيد الساحل المتصالح كلّه. وزيادةً في تعزيز الاتحاد؛ ولاهتمام الشيخ زايد والشيخ راشد بتقويته، دعوا حكّام الإمارات الخمس المتصالحة الأخرى، مع البحرين، وقطر، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.

الاتحاد مفهوم حديث

قصة اتحاد الإمارات كانت حاضرة في ذهن المغفور له الشيخ زايد طيب الله ثراه، فقد أكّد - فور تسلّمه سدّة الحكم في السادس من أغسطس عام 1966، بإمارة أبوظبي - مدى أهمية الاتحاد، فقد نمت أهمية الاتحاد ورغم إدراكه التام بأنّ الاتحاد كان مجرّد مفهوم حديث في المنطقة.

1
حكام الإمارات بعد إعلان الاتحاد

25 سنة على الاتحاد

كانت تضحيات الآباء ومنجزاتهم، قد أسهمت في بروز الدولة الحديثة، بدلاً من الإمارات المستقلّة القديمة. إنّ الإمارات، هي الدولة الاتحادية الوحيدة في العالم العربي التي لم تبقَ وتستمرّ فحسب، بل إنّها نجحت في تكوين واستخراج هوية قومية مميّزة.

وصرّح الشيخ زايد، رحمه الله، بمناسبة الاحتفال بمرور خمس وعشرين سنة من النجاح الذي حقّقه الاتحاد، بكل فخر واقتناع: «إنّ كلّ ما أنجز، قد فاق توقّعاتنا بعون من الله تعالى، ثم بعزم وإرادة قوية وصادقة، ما يؤكّد أنّه ليس هناك شيء لا يمكن تحقيقه لخدمة الشعب ما دام العزم ثابتاً وقوياً، وما دامت النيّات صادقة. إنّ اتحاد الإمارات لايزال - وسوف يستمرّ بإذن الله - مصدراً لفخر أجيال الإماراتيين الحاضرة والمستقبلة».

الأب المؤسس

يُعرف الشيخ زايد، بالأب المؤسس للاتحاد، وأول من نادى بإقامة اتحاد بين إمارات الساحل المتصالح، وهو الرئيس الأول لدولة الإمارات العربية المتحدة. وتولى هذا المنصب منذ قيام الدولة في الثاني من ديسمبر عام 1971 وحتى وفاته في 2004. وشغل منصب حاكم أبوظبي، أيضاً، من عام 1966 وحتى 2004.

1
الشيخ زايد والمؤسسون

قصة التأسيس

في دار الاتحاد خفقت القلوب فرحة برفع علم الإمارات لأول مرة، لتشهد قصة تأسيس دول الإمارات، ويتحول الحلم إلى حقيقة، لتقف الدولة اليوم شامخة عالية منافسة أقوى دول العالم بإنجازاتها المستمرة، ليكبر الطموح يوماً بعد يوم، وتتوالى النجاحات والمبادرات التي لا تنتهي، فكل يوم هناك قصة نجاح جديدة في دولة لا يتجاوز عمرها 50 عاماً.

قصة التأسيس بدأت بإعلان الحكام دولة الاتحاد، عقب خروجهم من القاعة المغلقة، ليدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، بعد توقيع المغفور له الشيخ زايد آل نهيان، رحمه الله، وباقي حكام الإمارات اتفاقية الاتحاد؛ فقصة الإمارات مختلفة، فريدة، قصة نجاح وكفاح، وإصرار زعيمين هما: الشيخ زايد وأخوه الشيخ راشد، طيب الله ثراهما، لتحجز الإمارات لها مقعداً على الخريطة العالمية، وتنافس أعرق الدول التي سبقتنا بقرون.

أول رئيس

انتخب الحكام، حاكم أبوظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو منصب أعيد انتخابه بعد انتهاء خمس سنوات. وكان حاكم دبي، آنذاك، الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، قد انتخب ليكون نائباً للرئيس، وهو منصب استمرّ فيه حتى وفاته عام 1990.

1
الشيخ زايد في حديث مع الشيخ راشد

حصاد الاتحاد

شهدت دولة الإمارات، منذ تأسيسها تطوراً كبيراً في كل المجالات الاقتصادية، وبكل المقاييس التنموية؛ حيث أعيدت هيكلة الاقتصاد الوطني، من الاعتماد على صيد اللؤلؤ والإنتاج الزراعي المحدود، خلال المراحل الأولى من بناء الدولة.

وفي مرحلة لاحقة تنوّع الاقتصاد بعيداً من الاعتماد على إنتاج النفط. وقد انتقل مواطنوها، من مرحلة العوز إلى مصافّ أعلى مستويات الدخل على الصعيد العالمي.

كما شهدت تطوراً عقارياً رائداً استحوذ على اهتمام جميع دول العالم.

علم واحد

قرر المغفور له الشيخ زايد، توحيد القوات المسلحة تحت علم واحد وقيادة واحدة، وذلك في السادس من مايو عام 1976 بموجب المادة 138 من الدستور، التي نصت على أن يكون للاتحاد قوات مسلحة برية وبحرية وجوية موحدة، ويكون تعيين القائد العام لهذه القوات، ورئيس الأركان العامة، وإعفاؤهما من منصبيهما بمرسوم اتحادي.

وجاء في المادة أنه يجوز أن يكون للاتحاد قوات أمن اتحادية، ومجلس وزراء الاتحاد هو المسؤول مباشرة أمام رئيس الاتحاد والمجلس الأعلى للاتحاد عن شؤون هذه القوات جميعاً.

1
زايد وخليفة
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"