عادي
يُوزع اليوم في 38 منفذاً في مختلف إمارات الدولة

الزي المدرسي الموحد.. اتجاهات إيجابية للمساواة وتجانس المتعلمين

00:16 صباحا
قراءة 6 دقائق
  • معلمون: الزي الموحد يسهم في تشجيع الطلبة على الانضباط
  • تربويون: التصاميم المطورة تحفز الطلبة للاندماج في التعليم
  • أولياء الأمور: ضرورة إشراك الميدان عند إجراء تطوير وتعديل

تحقيق- محمد إبراهيم:

يتأهب الميدان التربوي، بمختلف فئاته، لاستقبال العام الدراسي الجديد 2022-2023، وكان الزي المدرسي الموحد الذي تم تطويره مؤخراً، أولى الخطوات نحو انطلاقة جديدة للعلم والمعرفة وبناء الأجيال، في وقت شهد الزي المدرسي الموحد 2023 بعض التعديلات مقارنة بالزي السابق، إذ تم تطويره وفقاً لطبيعة المرحلة التعليمية، وجاء الزي المخصص لطلبة مرحلة رياض الأطفال، يناسب تطورهم البدني، ويلبي طبيعتهم الحركية الدائمة، ومن المقرر أن يتم بيعه وتوزيعه لطلبة المدارس الحكومية، بدءاً من اليوم الاثنين، 15 أغسطس/ آب الجاري، عبر 38 منفذاً، بمختلف إمارات الدولة، من خلال اللولو هايبر ماركت.

تربويون أكدوا أهمية تطبيق مفهوم الزي الموحد في الميدان، إذ يكوّن اتجاهات إيجابية نحو النظام المدرسي، ويعزز قيم الولاء والمسؤولية المجتمعية، ويشكل أحد عناصر البيئة المدرسية الجاذبة، وتحقيق المساواة والتجانس بين المتعلمين.

ويرى عدد من المعلمين أن الزي الموحد يركز على تحقيق مجموعة من الأهداف التربوية، أبرزها تلبية متطلبات التعلم الحديثة، وتمكين الطلبة من إنجاز التعلم التفاعلي الذي ينسجم مع اشتراطات الأمن والسلامة في المختبرات العلمية والورش التطبيقية، بما يتوافق مع المعايير التربوية الحديثة.

واكد أولياء أمور أن التصاميم المطورة للزي المدرسي الموحد للعام الدراسي الجديد، لطلبة مراحل التعليم كافة، تشكل أداة فاعلة لتحفيز الأبناء على التعلم والاندماج في البيئة المدرسية، واكتساب مهارات معرفية وعلمية بالتعاون مع زملائهم.

ولكن هل تعلم أهمية توحيد الزي المدرسي؟ ومدى تأثيره في مقومات الطلبة الشخصية؟ ولماذا ركزت أكثر من 20 دولة على مستوى العام على تطبيق مشروع الزي الموحد في مؤسسات التعليم؟ «الخليج» تناقش مع الميدان التربوي، أهمية الزي الموحد، وانطباعاتهم عن التطوير الأخير للزي المدرسي 2023، ومدى تأثيره في عملية اندماج الطلبة في العملية التعليمية.

قراءة تحليلية

البداية كانت مع قراءة ل«الخليج»، عن تاريخ الزي المدرسي الموحد، إذ أظهرت جميع القراءات والتحليلات أن هناك صعوبة بالغة في تتبع أصول الزي الموحد، نظراً لعدم وجود مراجع موثوقة تسرد تاريخه، ولكن وجوده أفرز تأثيرات متنوعة معروفة في الطلبة، واتفقت آراء كثيرة على أن الزي المدرسي الموحد يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر في المملكة المتحدة، إذ بادرت إحدى مدارسها بتطبيق مشروع الزي الموحد في عام 1552 أي منذ 470 عاماً، لتصبح أول مدرسة في العالم تستخدم نظام توحيد اللباس الموحد في الميدان.

وفي الإمارات، نجد أن الزي المدرسي الموحد في المدارس الحكومية مر بثلاث مراحل تطويرية منذ اعتماده في عام 2015، من خلال مشروع الزي المدرسي الموحد للطلبة في المدارس الحكومية على مستوى الدولة، والذي يحمل شعارها، بهدف تعزيز قيم المساواة والعدالة في نفوس الطلبة، وتنمية الحس بالمسؤولية الوطنية لدى الطلبة تجاه المدرسة والمجتمع.

مراكز معتمدة

وخصص المشروع زياً مدرسياً موحداً لكل من الطلبة، الذكور والإناث، في كل مرحلة دراسية، ويمكن الحصول عليه من المراكز المعتمدة بالأسعار المحددة، وتم اعتماد الزي التقليدي الإماراتي للطلبة في المرحلة الثانوية والذي يتكون من كندورة وغترة.

وفي عام 2020-2021 اعتمدت وزارة التربية والتعليم، تعديلاً على الزي المدرسي المعتمد لطلاب الحلقة الثالثة بنين (الصفوف من 9-12)، حيث تكوّن الزي الجديد من «تي شيرت» أبيض يحمل شعار المدرسة الإماراتية على الصدر، وبنطلون كحلي اللون مُخطط بالأزرق، وفق مرتكزات مستمدة من البيئة المدرسية، وما يتصل بها من أصول وضوابط تربوية، ويعتبر الزي إلزامياً، ويحل محل الزي المدرسي التقليدي السابق.

إزالة الفوارق

وفي وقفة مع الزي المدرسي الموحد في ألمانيا، نجد أن فكرة اللباس الموحد في المدارس ارتبطت بمفاهيم إزالة الفوارق الاجتماعية والاقتصادية التي قد تظهر بين الطلاب بسبب ملابسهم، فضلاً عن إبعاد المتعلمين عن ارتداء ملابس تعبر عن توجهات دينية أو سياسية، فيما بدأ استخدام الزي المدرسي في المدارس الحكومية في الولايات المتحدة، عام 1996، لتحقيق المساواة بين فئات المتعلمين، فضلاً عن إذابة الفوارق الاجتماعية بينهم.

ورصدت «الخليج» أكثر من 20 دولة على مستوى العالم، تفرض الزي المدرسي الموحد، تضم: «الإمارات، مصر، الكويت، ألمانيا، اليابان، ليبيا، السودان، إيران، إيطاليا، المملكة العربية السعودية، فلسطين، العراق، سوريا، الجزائر، سلطنة عمان، المغرب، بريطانيا، الأردن، قطر، وأمريكا».

تصاميم مطورة

التربويون: سلمى عيد، رانيا صفوان، عصمت علي، كريم صيام، ووليد فؤاد لافي، أكدوا أن التصاميم المطورة التي تم إدخالها على الزي الموحد للطلبة العام الدراسي الجديد، تراعي الجانب الحركي للمتعلمين في مختلف مراحل التعليم، وتركز على تحقيق المظهر اللائق الذي يتناسب مع الحياة المدرسية، فضلاً عن الارتياح وحرية الحركة والتنقل.

وفي تعقيبهم على أهمية الزي الموحد في مؤسسات التعليم، أفادوا بأنه يسهم في مكونات بيئات التعلم المحسنة، ويحفز الأبناء على الفخر بالمدرسة، وزيادة تحصيل الطلاب، ويرفع درجة التأهب لدى المتعلمين، فضلاً عن توافقه مع الأهداف التنظيمية للبيئة المدرسية، وزيادة فرصة البقاء في المدرسة والالتزام بالتعلم، وزيادة استخدام البيئة المدرسية لمصلحة الطالب.

مشاكل السلوك

وفي وقفة مع المعلمين: بهاء علي، وسوزان مراد، وهيثم عامر، وإبراهيم القباني، وريبال غسان العطا، أكدوا أن الزي المدرسي الموحد يسهم في تقليص مشاكل السلوك من خلال زيادة معدلات الحضور، وخفض معدلات التعليق، وزيادة احترام الذات، وزيادة الروح المعنوية العالية، وتعزيز مشاعر الوحدة بين الطلاب لارتداء زي رسمي موحد، فضلاً عن تشجيع الطلبة على الانضباط.

وقالوا إنه يساعد المتعلمين على مقاومة ضغط الأقران لشراء الملابس العصرية والرائجة، وتقليل الحواجز الاقتصادية والاجتماعية بين الطلاب، وتتمحور إيجابيات الزي المدرسي هذا العام حول تأثير الزي المدرسي في بيئات المدارس، إذ يحمل تأثيراً إيجابياً كبيراً في مناخ المدرسة، وسلامتها وتصور الطلاب لأنفسهم من خلال ارتداء الزي المدرسي.

لا توجد تحفظات

ويرى أولياء الأمور: مها الجسمي، وإيهاب زيادة، ومنى سامي، وعلياء حسن، أن التعديلات الأخيرة على الزي المدرسي الموحد، مناسبة للأبناء في مختلف مراحل التعليم، ولا يعيب الزي أي ملاحظات أو تحفظات بدءاً من الحلقة الأولى وصولاً للمرحلة الثانوية، إذ يحقق ارتياحاً لجميع الطلبة، ويجسد المظهر اللائق لطالب العلم، ويراعي عادات وتقاليد المجتمع ومفاهيم الاحتشام واللياقة.

وقالوا إن الزي الموحد له أبعاد نفسية تأخذنا إلى الولاء والمودة، ويمثل رمزاً يفتخر به الطلبة، مشيرين إلى أهمية تطويره بشكل مستمر مع المحافظة على الهوية لتفادي الملل وتسرب الدافعية مع ضرورة مشاركة أطراف الميدان التربوي عند التعديل، أو التطوير.

طبيعة الفئات

من جانبها، أفادت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، بأن طلبة المدارس الحكومية في العام الدراسي 20222-2023، سيشهدون زياً مدرسياً موحداً، بدءاً من الروضة الأولى، ولغاية الصف الثاني عشر، على أن يبدأ توزيعه على الطلبة وأولياء الأمور، اليوم الاثنين، 15 أغسطس/ آب 2022، وفي إطار استعدادات للعودة للمدارس.

وقالت المؤسسة إن الزي الجديد يناسب طبيعة الفئات العمرية للطلبة كافة، على اختلاف مراحلهم الدراسية، وبما يضمن توفير مزيد من شروط الراحة للطلبة بما يتوافق مع طبيعة سير اليوم الدراسي، ويمدهم كذلك بالمتطلبات العملية اللازمة التي تحتمها عليهم طبيعة النشاطات الصفية وغير الصفية التي يمارسونها في مدارسهم، علاوة على تماشيه التام مع اشتراطات الأمن والسلامة التي يجب توافرها لدى الطلبة عند استخدامهم للمختبرات العلمية المتاحة لهم في المدارس.

مواصفات الزي

وفي نظرة لدليل الزي المدرسي الموحد الجديد، نجد أنه حدد مواصفات الزي للطلبة كافة، كل حسب مرحلته الدراسية، إذ أتاح خيارات متنوعة للطلبة تناسب فئاتهم العمرية، بما ينعكس على بيئتهم التعليمية بشكل إيجابي عبر تكريسه لقيم سامية، توفر بيئات تعلّم قوامها المشاركة والتنافسية والمساواة، موضحة أن الزي يتسم بجودة عالية، وفق مجموعة من المواصفات والمعايير الممنهجة والمدروسة لتتناسب مع فئات الطلبة في مختلف مراحل التعليم.

وقالت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي: «روعي في التصاميم الجديدة أن تكون الألوان منحصرة في اللونين الأبيض والكحلي، بحيث تكون مريحة وموحدة وجاذبة ومناسبة لكلا الجنسين، ولمختلف الأعمار، ويتم بيع الزي المدرسي للطلبة وأولياء الأمور من خلال 38 منفذاً للبيع موزعة على مختلف مناطق الدولة، وتابعة لمجموعة اللولو هايبر ماركت، المورد المعتمد من قبل مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي».

قيم تربوية

وأوضحت المؤسسة أن الزي المدرسي الموحد الجديد يحاكي قيماً تربوية مهمة أبرزها تقوية الروابط والعلاقات الإيجابية بين الطلبة وشعورهم بالانتماء لمجتمع المدرسة، فضلاً عن تعزيز قيم الفضيلة والسلوكات الإيجابية، لما يمتاز به الزي من حشمة، فضلاً عن حصر تكاليفه بالحد الأدنى بما يسهم في عدم زيادة العبء على أولياء الأمور في هذا المجال، كما يوفر الزي أريحية للطلبة، عبر مراعاته لمتطلبات العملية التعليمية وساعات الدراسة وبيئتها، ومتطلبات اليوم الدراسي المختلفة بنشاطاته المتنوعة، سواء الصفية، أو غير الصفية.

آلية جديدة

كشفت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، عن تفاصيل اعتمادها لآلية جديدة عند تغيير الزي مستقبلاً، يتم من خلالها إشراك ممثلين عن المدارس والميدان التربوي، فضلاً عن مصممين إماراتيين لتصميم واختيار الأزياء المدرسية مستقبلاً، بما يحقق المتطلبات التعليمية، ويوفر الراحة للطلاب، وينسجم مع أفضل الممارسات التعليمية الوطنية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"