عادي
الإمارات تستنكر تصريح المسؤول الأوروبي وتطالب بتقديم تفسير مكتوب

ردود غاضبة على عنصرية بوريل.. وروسيا تعتبرها «نهجاً بربرياً»

14:17 مساء
قراءة دقيقتين

أثارت تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل «العنصرية» مزيداً من ردود الفعل الغاضبة، لاسيما بعد أن استنكرتها دولة الإمارات، واستدعت القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الدولة للاحتجاج على تلك التصريحات، فيما أكد مراقبون أن موقف بوريل يعبر عن إفلاس قيمي ويمثل إساءة كبيرة للقيم الإنسانية السامية.
وكانت دولة الإمارات قد استنكرت تصريحات بوريل، التي أدلى بها خلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية الجديدة في بروج بمملكة بلجيكا، مشيرة إلى أن أية تصريحات من هذا النوع غير مناسبة وتتسم بالعنصرية. وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها عن رفضها تصريحات بوريل ووصفتها بالعنصرية، مشيرة إلى أنها تساهم في تفاقم التعصب والتمييز على المستوى العالمي.
وقد استدعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي ممثلة بمحمد سيف الشحي مدير إدارة الشؤون الأوروبية، وريم كتيت نائبة مساعد الوزير للشؤون السياسية، إيميل بولسن، القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الدولة، حيث طُلب من مكتب الممثل الأعلى تقديم تفسير مكتوب بشأن تصريحات بوريل المؤذية والعنصرية.

وتعتبر تعليقات بوريل مخيبة للآمال وتأتي في وقت تدرك فيه جميع الأطراف أهمية احترام الأديان والثقافات والمجموعات العرقية الأخرى، فضلاً عن قيم مثل التعددية والتعايش والتسامح.
وفي سياق ردود الفعل، انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تصريحات بوريل، التي وصف فيها أوروبا بأنها «حديقة»، وباقي العالم «أدغال»، وأنه يتعين على الحديقة الدفاع عن نفسها، حسب قوله. وقالت زاخاروفا «الحديقة التي قامت أوروبا ببنائها جاءت نتيجة النهج البربري القائم على نهب الأدغال».
واعتبر وزير الدولة القطري، حمد بن عبد العزيز الكواري، أمس، أن تصريح بوريل «يعبر عن عنصرية واختلال توازن وإفلاس حضاري وقيمي»، لافتاً إلى أن «الغرب يفتقد القيادات القادرة على اتخاذ القرارات الشجاعة»، فيما قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إن «استخدام بوريل لمصطلحي الحديقة والأدغال نابع من ذهنية استعمارية مرفوضة جملة وتفصيلاً».
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي ردود فعل غاضبة، واعتبر مراقبون أن هذا الموقف لا يتسق مع دعوات التعايش الإنساني ونبذ الكراهية والتعصب. 
وقال فيليب مارلييه، أستاذ الدراسات الأوروبية في جامعة لندن على تويتر، إن «جوزيب بوريل قال إن أوروبا حديقة. وبقية العالم غابة ويمكن للغابة أن تغزو الحديقة». وعلق مارلييه بأن «هذا التشبيه هجومي رهيب وله إيحاءات استعمارية وعنصرية قوية». وقالت الرابطة الدولية، وهي مؤسسة نشطة في مقاطعة كاتالونيا الإسبانية، في بيان مقتضب، «إنها ليست المرة الأولى التي يوجه فيها وزير الخارجية الإسباني الأسبق، جوزيب بوريل، مزاعم مثيرة للجدل». وأضاف «لكن من المقلق للغاية أن نرى الممثل الأعلى للشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي يدلي بمثل هذه التعليقات العنصرية التي تسلط الضوء على (نظريات) التفوق الأوروبي، مع الإفلات التام من العقاب».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y8kucze2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"