أجرت كوريا الشمالية اختباراً لمحرك وقود صلب عالي الدفع قال خبراء إنه سيسمح بنقل أسهل وإطلاق أسرع للصواريخ الباليستية، في إطار سعيها إلى تطوير سلاح استراتيجي جديد، وتسريع وتيرة برامجها النووية والصاروخية.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، أن الاختبار الذي تم بإشراف الزعيم كيم جونغ أون، أجري الخميس، في موقع سوهاي لإطلاق الأقمار الاصطناعية الذي يستخدم لاختبار تكنولوجيا الصواريخ، بما يشمل محركاتها ومركبات الإطلاق الفضائية.
ويقول خبراء إن الاختبار بدا أنه يهدف إلى تطوير صاروخ باليستي جديد عابر للقارات بالوقود الصلب بالنظر إلى قوة دفع المحرك، والذي قالت كوريا الشمالية عنه، إنه «الأول من نوعه» في البلاد.
وتعمل بيونغ يانغ على صنع صواريخ أكثر بالوقود الصلب الذي يتميز باستقرار أكبر، ويمكن إطلاقه دون تحذير أو وقت يذكر للإعداد.
وتطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات بالوقود الصلب من بين خمس مهام عسكرية للشمال، تحدّدت في اجتماع أساسي للحزب الحاكم العام الماضي. وبعد أن أشرف على الاختبار، قال كيم، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إنه يتوقع «صنع سلاح استراتيجي آخر من نوع جديد في أقصر فترة زمنية».
وقال إيريك إيسلي الأستاذ في جامعة ايهوا في سيؤول، إن الصواريخ العاملة بالوقود الصلب تكون «أكثر قدرة على المناورة، ويمكن إطلاقها بسرعة أكبر وإخفائها».
وأوضح أن اعتماد هذه التكنولوجيا الجديدة سيجعل الترسانة الكورية الشمالية «أكثر خطورة». ويشكل اختبار المحرك مرحلة أولى فقط، ومن الصعب معرفة إلى أين وصلت بيونغ يانغ على طريق تطوير صاروخ كهذا، وفق ما يشير خبراء.
وقال الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية جوزف ديمبسي: «من الصعب تقييم قدرة الدفع التي تم تحقيقها».
وأجرت كوريا الشمالية عدداً غير مسبوق من تجارب الصواريخ هذا العام، بما في ذلك صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على الوصول إلى البر الرئيسي للولايات المتحدة، على الرغم من فرض حظر وعقوبات دولية عليها.
وقال مسؤول في وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية، وهي الوزارة المعنية بشؤون العلاقات بين الكوريتين: «نشعر بالقلق من التقرير الذي ورد في وسائل إعلام كوريا الشمالية ونراقب أنشطتها».
وتأتي التجربة في الوقت الذي يزور فيه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، سيؤول لإجراء محادثات مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين تعهّد خلالها ببذل جهود شاملة لوقف برنامج كوريا الشمالية النووي.
وخلال الاجتماع مع جروسي، عبر رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، عن القلق من «سباق» تخوضه كوريا الشمالية لتطوير برامجها النووية والصاروخية، ودعا الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى التعاون من أجل ردع بيونغ يانغ عن القيام بمزيد من الاستفزازات. (رويترز)
