أبوظبي: عدنان نجم
أكد خبراء وعاملون في القطاع العقاري في أبوظبي، أن القطاع سجل أداء متميزاً في عام 2022، موضحين أن الطلب على شراء وتملك العقارات في عام 2022 قد ارتفع بشكل كبير بفضل رؤية القيادة الرشيدة والمبادرات والحزم الاقتصادية، ومنح الإقامة الذهبية، إلى جانب ثقة المقيمين والأجانب بالاقتصاد الوطني وقدرته على التعافي مبكراً من تأثيرات الجائحة.
وذكر هؤلاء أن شركات التطوير العقاري نجحت في ترويج وتسويق الوحدات السكنية في مشاريعها التي أطلقتها في أبوظبي بسرعة وخلال وقت قياسي، ما شجع هذه الشركات على إطلاق مزيد من المشاريع العقارية النوعية لتلبية الطلب المتواصل.
لفت الخبراء إلى أهمية طرح الوحدات السكنية بأسعار تناسب شريحة واسعة من الجمهور خاصة ذوي الدخل المرتفع والمتوسط، إلى جانب إطلاق عروض سداد مرنة وعلى سنوات أطول دون اللجوء إلى البنوك والمصارف، ما شجع أعداداً كبيرة على الشراء والتملك.
وأفادوا بأن جزيرة ياس وجزيرة السعديات وجزيرة الريم، قد كانت من بين أهم المناطق التي شهدت إقبالاً على شراء وتملك الوحدات السكنية بها، حيث تعد من المناطق الاستثمارية التي يتاح للأجانب التملك فيها. وأعرب هؤلاء عن اعتقادهم بأن يواصل القطاع العقاري تحقيق أداء قوي في العام المقبل في ظل مواصلة الطلب على شراء وتملك الوحدات السكنية في المشاريع النوعية التي تطرحها شركات التطوير العقاري.
تلبية الطلب المتواصل
يقول الدكتور علي العامري رئيس مجلس إدارة مجموعة «الشموخ»: «لقد استفاد قطاع العقارات بالدولة بشكل عام من الزخم الذي حققه معرض إكسبو دبي 2022، حيث تمكنت الشركات العقارية من بيع وحدات سكنية في مشاريعها القائمة، وسارعت لإطلاق مزيد من المشاريع الجديدة لتلبية الطلب المتواصل والكبير على العقارات خاصة في إمارة دبي وأبوظبي، مما حقق أداء إيجابياً للقطاع في عام 2022».
وأضاف د. العامري: «كما كان للقوانين والتشريعات دور كبير في تنشيط ودعم القطاع العقاري عبر منح الإقامة الذهبية للعديد من الأطباء وأصحاب المواهب وغيرهم، ما شجعهم على شراء وتملك العقارات بغرض الاستخدام النهائي، ما أسهم في رفع حجم مبيعات الشركات العقارية والإقبال على مشاريعها».
وذكر د. العامري أن مختلف مناطق إمارة أبوظبي، شهدت طلباً كبيرا على العقارات في العام 2022 وبخاصة جزيرة ياس وجزيرة السعديات وجزيرة الريم التي تعد من المناطق الاستثمارية التي يتاح فيها التملك الحر للمقيمين والأجانب، موضحاً أن شركات التطوير العقاري أطلقت العديد من المشاريع في عام 2022، حيث لاقت إقبالاً كبيراً، تمكنت من خلاله من بيع وحدات المشاريع في مدة زمنية قصيرة.
رقام استثنائية
يقول أمين القدسي الرئيس التنفيذي لشركة «نيشن وايد» الشرق الأوسط للعقارات: «يواصل سوق العقارات في دولة الإمارات تحقيق الأداء الإيجابي حيث سجل أرقاماً استثنائية عبر ارتفاع المبيعات بنسبة 87 في المئة في عام 2022 مقارنة مع عام 2021، وبالطبع سجل أرقاماً قياسية بعدد المعاملات العقارية ولذلك من المتوقع زيادة هذه النسبة في العام القادم».
وأضاف القدسي: «تعد جزيرة السعديات من أكثر المناطق طلباً على شراء وتملك العقارات على مستوى إمارة أبوظبي، حيث تتمتع بموقع جغرافي مميز وبقربها من المناطق السياحية والوجهات العالمية، وذلك لا يقلل من أهمية المناطق الأخرى مثل جزيرة الريم التي نالت حصة استثمارية عالية، إلى جانب إطلاق مشاريع عقارية جديدة في المناطق الخارجية مثل الشامخة ومدينة شخبوط». وأكد القدسي، أن القطاع العقاري في أبوظبي بشكل خاص والدولة بشكل عام سيواصل تحقق المزيد من الأداء الإيجابي بسبب توافر العديد من العوامل المهمة مثل الأمن والاستقرار والعائد الاستثماري المجدي وجهود القيادة الرشيدة في إطلاق المبادرات الاقتصادية وتقديم التسهيلات العقارية للمواطنين والمقيمين والمستثمرين الأجانب.
أداء إيجابي
يقول الدكتور عبدالرحمن العفيفي الرئيس التنفيذي لشركة «تمكن العقارية»: «لقد كان أداء القطاع العقاري في إمارة أبوظبي في عام 2022 إيجابياً للغاية، والأرقام والنسب كانت أعلى وأفضل مما كان عليه الأمر قبل الجائحة، ولاحظنا أن أغلب المشاريع التي طرحت في عام 2022 لاقت إقبالاً قوياً، كما جرى بيع بعض المشاريع بالكامل خلال ساعات معدودة، ما يجعل عام 2022 الأفضل عقارياً، مما يدل على التعافي ومعاودة النمو».
وأضاف د. العفيفي: «تصدرت جزيرة ياس أكثر المناطق التي شهدت طلباً على شراء وتملك العقارات في عام 2022، حيث ضمت مشاريع نوعية وتتميز بخدماتها ومرافقها، مما جعلها وجهة لشراء وتملك العقارات، وتلاها جزيرة السعديات، ونتوقع أن تشهد السنوات المقبلة أداء عقارياً متميزاً ونمواً في الطلب على شراء العقارات، وأن نشهد إطلاق المزيد من المشاريع الجديدة في ظل الطلب القوي على الشراء والتملك».
تعافٍ سريع
وبدوره يقول الدكتور أيوب الفرج الرئيس التنفيذي لشركة «كي أم كي للاستثمار»: «كان القطاع العقاري من أوائل القطاعات التي تعافت وحققت أداء قوياً في عام 2022، وقد ساعد على هذا التعافي المبادرات الحكومية والتشريعات والقوانين التي أسهمت في نمو وتطور هذا القطاع وتحقيقه لهذا الأداء المتميز في العام الجاري».
وأضاف د. الفرج: «إقرار التشريعات المتعلقة بالإقامة الذهبية ومنحها لأعداد كبيرة من المقيمين وخط الدفاع الأول من الأطباء والممرضين وللموهوبين وغيرهم، قد شجع على مواصلة البقاء في الدولة بغرض الإقامة والعمل، ودفع المقيمين للتفكير جدياً بشراء وتملك العقارات بدلاً من مواصلة استئجارها، الأمر الذي رفع الطلب بشكل ملحوظ على العقارات».
وتابع: «كما سارعت شركات التطوير العقاري إلى طرح مشاريع عقارية تتناسب وإمكانيات الجمهور سواء من ذوي الدخل المرتفع أو المتوسط، إلى جانب توفير طرق سداد مرنة وميسرة، حيث ساعد هذا الأمر على الشراء والتملك بكل ثقة بعيداً عن الإجراءات الطويلة التي تتبعها المصارف أو الاقتراض بنسب فائدة كبيرة».
وأعرب د. الفرج، عن توقعاته أن يواصل القطاع العقاري في عام 2023 نفس الزخم والنشاط، خاصة أن شركات التطوير العقاري لا تزال تطلق مزيداً من المشاريع النوعية التي تناسب الجميع، إلى جانب توافد أعداد كبيرة من الراغبين في الإقامة بالدولة وممارسة العمل والأنشطة بها.
عوائد مناسبة
يقول سعيد الفهيم الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتوم» لإدارة جمعيات الملاك: «إن أداء القطاع العقاري في أبوظبي ممتاز، وقد تمكنت شركات التطوير العقاري في أبوظبي من تحقيق مبيعات كبيرة في مشاريعها العقارية، في ظل وجود طلب متواصل ومستمر على الشراء والاستخدام النهائي أو الشراء بغرض الاستثمار، حيث توفر العقارات عوائد مناسبة».
وأضاف الفهيم: «أعتقد بأن جزيرة ياس استحوذت على حصة مهمة في مبيعات العقارات في عام 2022، حيث شهدنا إقبالاً كبيراً على شراء الوحدات السكنية بها، خاصة أن الجزيرة تتمتع بموقع متميز، وتتوفر فيها المرافق والخدمات النوعية، مما يشجع على الإقامة والاستقرار». وتابع: «كما سجلنا اهتماماً كبيراً من قبل الناس، خاصة ممن حصلوا على الإقامة الذهبية في شراء وتملك العقارات بدلاً من مواصلة استئجار الوحدات السكنية، الأمر الذي أسهم بشكل كبير في رفع حجم المبيعات وتسجيل إقبال كبير خلال عام 2022 على شراء وتملك العقارات».
وأعرب الفهيم عن توقعاته أن يواصل القطاع العقاري في عام 2023 نشاطه وزخمه في ظل مواصلة الطلب على شراء وتملك العقارات، خاصة مع توافد أعداد كبيرة من المستثمرين ورجال الأعمال الذين يفضلون الإقامة والعمل من الدولة.
خليفة المحيربي: عقارات الإمارات الأفضل عالمياً
أكد خليفة سيف المحيربي رئيس مجلس إدارة شركة الخليج العربي للاستثمار، أن عقارات الإمارات تعتبر الأفضل عالمياً من حيث الطلب والأسعار، موضحاً ان القطاع العقاري في الدولة سيحافظ على قوته ومتانته في عام 2023، مع مواصلة الطلب ونجاح شركات التطوير العقاري في بيع ما يقارب 50% من الوحدات السكنية في المشاريع الجديدة خلال ساعات معدودة من طرحها.
وأوضح المحيربي أن القطاع العقاري سيحافظ على قوته والثقة التي يتمتع بها عالمياً، بفضل توجيهات ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجهود القيادة الرشيدة والمسؤولين الذين يحرصون على نمو وتطور القطاع العقاري والمكانة العالمية التي نجح في تحقيقها.
وذكر المحيربي أن شركات تطوير عقاري في الدولة جحت في إطلاق مشاريع عقارية نوعية، وتمكنت من بيع كامل وحداتها خلال يوم واحد، مشدداً على أن قطاع العقارات في الدولة لا يزال يتمتع بالجاذبية والثقة والقوة.
وأفاد بأن القطاع العقاري في عام 2022 حقق أداء إيجابياً فاق التوقعات من حيث المبيعات والإقبال على الشراء والتملك، إلى جانب إطلاق شركات التطوير لمشاريع جديدة نجحت في بيعها خلال ساعات معدودة.
وذكر المحيربي في رد على خبراء ومحللين توقعوا حدوث ركود في القطاع العقاري بشكل خاص، والاقتصاد العالمي بشكل عام، في عام 2023، أن اقتصاد الإمارات لا يزال يحافظ على قوته ومتانته، بفضل مبادرات الدولة الاقتصادية والحزم المتنوعة التي أعلنت عنها القيادة الرشيدة، ما عزز من قوة الاقتصاد الوطني وقدرته على الصمود في وجه أي ظروف اقتصادية صعبة.
وأعرب المحيربي عن توقعاته أن يواصل القطاع العقاري زخمه وقوته في عام 2023، خاصة مع مواصلة الطلب على شراء وتملك العقارات في الإمارات، وتحقيق العقار لعوائد مناسبة تحقق أرباحاً جيدة للمستثمرين ورجال الأعمال.
وذكر ان عام 2023 سيشهد إطلاق مزيد من المشاريع الجديدة من قبل شركات التطوير والاستثمار العقاري في مختلف إمارات الدولة، مشيراً إلى أن العقارات سيكون عليها الإقبال الأكبر من قبل المستثمرين والمستخدمين النهائيين، بفضل توفر عوامل الأمن والاستقرار والثقة، بإطلاق الأعمال ومزاولة النشاط الاقتصادي، وقدوم مزيد من العائلات والمستثمرين إلى الدولة بغرض الإقامة والعمل.
