عادي

أيام الشارقة التراثية تنثر عطر الماضي في خورفكان

18:10 مساء
قراءة 4 دقائق
افتتاح أيام الشارقة التراثية في خورفكان
افتتاح أيام الشارقة التراثية في خورفكان
افتتاح أيام الشارقة التراثية في خورفكان
افتتاح أيام الشارقة التراثية في خورفكان
جلسة نقاش في بيت النابودة
الإعلامية مديحة معارج مقدمة البرامج في قناة MBC العراق

تواصل مدن إمارة الشارقة تقديم فعالياتها الممزوجة بأريج التراث للجمهور والضيوف من مختلف أنحاء العالم، فبعد مدن الشارقة والذيد وكلباء، احتضنت خورفكان فعاليات الدورة 20 من أيام الشارقة التراثية التي تعقد بين 5 و 12 مارس/آذار الجاري.

وافتتح سمو الشيخ سعيد بن صقر القاسمي، نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة في خورفكان، الفعاليات في كل من المنطقة التراثية وحارة السدرة التراثية، بحضور د.عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية، ومسؤولين وجمهور غفير من مختلف إمارات الدولة وضيوفها.

ورحب أهالي خورفكان بالحضور معربين عن فرحتهم وهم يؤدون واجباً وطنياً كبيراً من خلال كونهم واجهة مهمة أخرى للتراث في الشارقة والإمارات، وبما تضمه مدينتهم من مقومات تراثية أصيلة تستقطب سنوياً زائرين وضيوفاً، وتلهم الأجيال بالحفاظ على هذا التراث الذين يستلهمون منه القيم الأصيلة، والاعتزاز بالجذور والانتماء.

رقصة العيالة الإماراتية والعروض الفنية المقدمة من ضيف الشرف النمسا كانت مثار إعجاب الحاضرين، وذلك لما حملته من رسائل تراثية، وكانت الفرصة الأكثر أهمية فيها بيان التمازج التراثي العالمي، وقرب الثقافات المعبرة عن الشعوب.

واصطف الفنانون من الإمارات في صفين وهم يؤدون رقصة «الهبان»، واستمتع الزائرون بما قدمته فرق الألعاب الشعبية.

أرض الفعاليات في خورفكان استقبلت ضيوفها كذلك بمرافق متعددة، منها ما خصص للأكلات الشعبية، والحرف الشعبية، والأسواق المحلية، وأقيمت مجموعة من المسابقات، والفقرات التي تدعم ثقافة الطفل التراثية.

وتحتضن حارة السدر التراثية في منطقة اللؤلؤية بخورفكان مجموعة من الفعاليات وتشمل أركان الجهات المشاركة، وتقدم عروض مختلف المأكولات الشعبية والتقليدية.

الإعلام شريك في تنمية السياحة التراثية والثقافية

استضافت الإدارة الأكاديمية التابعة لمعهد الشارقة للتراث، الأحد، وضمن ضمن فعاليات «الأيام» في دورتها العشرين محاضرة قدمها د.عواد الخلف، مدير الجامعة القاسمية بالشارقة، تحت عنوان «الإبداع والابتكار في الحضارة الإسلامية»، أعقبتها محاضرة للإعلامية مديحة معارج، مقدمة البرامج في قناة MBC العراق، حول «دور الإعلام في تنمية السياحة التراثية والثقافية».

أدارت المحاضرتين د.بسمة كشمولة، نائب المدير الأكاديمي والمدقق الداخلي المعتمد في إدارة التراث الثقافي بالمعهد.

وأكد الخلف في مستهل المحاضرة الأولى، التفوق العلمي والحضاري للعلماء العرب والمسلمين عبر التاريخ، ونجاحهم في تحقيق السبق وتقديم منجزات إبداعية ومبتكرة على صعيد الفنون والعلوم والمجالات الأخرى. وأشار إلى أن الحضارة العربية والإسلامية تقدمت على غيرها من الحضارات في تبني وتطبيق المنهج التجريبي ما أثمر عن اختراعات واكتشافات علمية مهمة لصالح المجتمع والإنسانية ككل.

وأوضح أن الحضارة الإسلامية تتميز عن غيرها بوسطيتها الصحيحة ما بين الجانبين المادي والروحي استلهاماً من وسطية الدين الحنيف، لافتاً إلى أن التاريخ الإسلامي يزخر بنماذج نيرة نجحت في الجمع بين العبادة والعلم، والدعوة والابتكار، وذلك استجابة لاحتياجات التطور المجتمعي ومتطلبات الشريعة، ومن ذلك معرفة الطوالع وبدايات الشهور القمرية، وتحديد مواقيت الصلاة والحج والعبادات الأخرى وتحديد اتجاهات القبلة.

وأشار إلى أن جامعة الشارقة أنجزت مؤخراً وبالتعاون مع وحدة البحوث والدراسات بجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم مشروعاً نوعياً ضمن سلسلة إصدارات الثقافة الإسلامية يتمثل في إصدار كتاب «الجامعون بين العلوم الشرعية والعلوم التجريبية»، وهو مؤلف توثيقي شامل يرصد تراجم أكثر من 1000 عالم، ما بين القرنين الأول والرابع العشر الهجريين.

واستعرض الخلف ابتكارات عدد من العلماء المسلمين العرب وغير العرب، على امتداد العالم الإسلامي في مجالات الفلك والعلوم الأخرى.

وفي الجزء الثاني من الأمسية تحدثت مديحة معارج عن تجربتها في برنامج «تجوال» للتعريف بالوجهات والمحطات السياحية والثقافية والتراثية في الإمارات، ومن ضمنها الشارقة، وعن تجربتها على صعيد الإعلام الديني من خلال رصد معالم 150 مسجداً في الدولة، للتعريف بمظهرها الحضاري وطريقة بنائها المعماري.

وأكدت معارج ضرورة المضي في تكوين كفاءات إعلامية قادرة على خدمة العنصر السياحي والتراثي والثقافي في الدولة، سواء فيما يتعلق بالتحرير أو المونتاج أو التصوير، مع أهمية الجمع في العمل على الصعيدين الأكاديمي والميداني، لافتة إلى ضرورة توظيف الإعلام وأدواته المختلفة، ومن ذلك وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة السياحة والثقافة والتراث.

وأشادت المحاضرة بجهود الإمارات في هذا الجانب، ومن ذلك المشروع الحضاري والتراثي لإمارة الشارقة من خلال الاهتمام بعناصر التراث والعلوم والفنون والأدب التي تميز المنجز العربي والإسلامي، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة (أجمل شتاء في العالم) في دولة الإمارات.

اللغة العربية مكمن الإبداع

في مدينة الشارقة عقدت جلسة ثقافية ضمن سلسلة برامج المقهى الثقافي، مساء الأحد بعنوان«مكامن الإبداع في الشعر النبطي».

أدار الجلسة التي أقيمت في متحف بيت النابودة، محمد حمدان، من إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة للتراث، وشارك فيها الباحث د.راشد المزروعي، والشاعر والباحث خالد البدور.

تحدث المزروعي في ورقته عن أهمية الربط بين مكونات المنجز الجمالي للقصيدة الشعبية الإماراتية، من خلال لغوية الوعي الشعري جمالياً، مشيراً إلى وجود أداء جمالي خاص للنص في الشعر النبطي الإماراتي، وبما يشكل امتداداً لجماليات وإبداعات الشعر العربي القديم وقدراته البيانية مروراً بتطوراته عبر التاريخ، كون الشعر انبثق من رؤية العرب لعالمهم وطريقتهم في وصفه وفهمه وتقويمه.

إضافة إلى اللغة، أكد المزروعي أن الصورة الشعرية تعد أيضاً أحد المكونات الفنية التي ميزت هذا النوع من النصوص عن غيرها على اختلاف مدارسها واتجاهاتها وطرق كتابتها، وتندرج في ذلك الصور البلاغية والمشهدية والفنية والتمثيلية وكذلك الصور ذات التجلي البصري المشهدي.

الشعر النبطي مرجع تاريخي وجغرافي للمنطقة

وأوضح المزروعي أن الشعر الإماراتي، إضافة إلى حضوره الثقافي والجمالي والإعلامي، يعتبر أحد أنماط المعرفة الشعبية التي ارتبطت بتفاصيل الحياة والمعيشة اليومية.

من جهته، تحدث البدور عن الجانب الإبداعي في القصيدة الشعبية الإماراتية، وكيف أن الشعراء الإماراتيين منذ القدم نجحوا في تقديم لغة شعرية وبلاغية قوية تستلهم مفردات اللغة العربية الفصيحة، على الرغم من قلة إلمامهم بمهارتي القراءة والكتابة حينها.

واستعرض البدور قصيدتين من كتاب «صور من الأمس مختارات لشعراء من الإمارات منذ القرن التاسع عشر»، الأولى «فضا عيمان» للشاعر محمد بن ثاني بن قطامي المتوفَّى عام 1923، وعبر من خلالها عن اشتياقه إلى مدينته الأولى دبي، والثانية قصيدة غزلية للشاعر محمد أحمد بن سوقات، والمتوفَّى في 2006.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s793exa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"