عادي

بعد عاصفة انتقادات.. ميلوني تجمع حكومتها قرب موقع غرق مهاجرين

18:56 مساء
قراءة 3 دقائق
إيطاليا- أ.ف.ب
تترأس رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، الخميس، اجتماعاً لحكومتها في كوترو؛ حيث أدى غرق قارب لمهاجرين إلى مصرع 72 منهم على الأقل في نهاية شباط/ فبراير، في مبادرة رمزية لحكومتها اليمينية المتهمة بعرقلة عمليات إنقاذ المهاجرين.
واجتماع مجلس الوزراء المقرر عند الساعة 14:45 ت غ في كالابريا، المنطقة الفقيرة جداً في جنوب غرب إيطاليا، سيتيح لميلوني أن توجّه تحية للضحايا، لكن أيضاً أن تعلن عن تشديد العقوبات على المهربين، وزيادة القنوات الشرعية لإدخال اليد العاملة الأجنبية إلى إيطاليا، بحسب ما أوضح مكتبها.
وحكومة جورجيا ميلوني التي جعلت من محاربة الهجرة غير الشرعية محور معركتها الانتخابية، تواجه منذ وقوع هذه المأساة ليل 25 إلى 26 شباط/ فبراير انتقادات متزايدة من المعارضة والمجتمع المدني.
ويخشى رئيس بلدية كروتوني وهي أقرب بلدة إلى مسرح المأساة واستقبلت نعوش الضحايا، أن يكون اجتماع الحكومة هذا مجرد «عملية دعائية» تهدف إلى التعويض عن غيابها في الأيام التي تلت المأساة.
وقال فينسنزو فوتشي، الخميس: «كنت أفضل الاستفادة في الأيام الأخيرة من وجود الحكومة، عبر إجراءات لإظهار التضامن الإنساني».
أمام الكنيسة التي لا تزال تحوي عشرات النعوش، أحضر السكان العديد من الألعاب وباقات الزهور والشموع ورسومات تلاميذ مدارس ولافتات كتب على إحداها: «لم ينقذهم أحد، فيما كان بإمكاننا القيام بذلك».
وقالت إحدى المارة ماريا بانيبيانكو، وهي متقاعدة تبلغ من العمر 80 عاماً: «إنهن في قلبي، كل هؤلاء الفتيات الصغيرات والنساء اللواتي جئن بحثاً عن السلام ووجدن الموت، هذا يؤلمني جداً».
رفضت ميلوني تحميل حكومتها أي مسؤولية في حادث الغرق، وقالت: «الوضع بسيط وهو مأساوي في الوقت نفسه: لم نتلقَّ أي إنذار طارئ (من الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود) فرونتكس». لكن القضاء فتح تحقيقاً حول تأخر وصول الإغاثة. وبحسب فرونتكس، رصدت إحدى طائراتها زورقاً مكتظاً مساء 25 شباط/ فبراير انطلق في الأسبوع السابق من تركيا نحو إيطاليا، وأبلغت السلطات الإيطالية.
وطالبت المعارضة باستقالة وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوسي، وتحدثت بلهجة قاسية جداً حيال المنظمات غير الحكومية التي تساعد المهاجرين في البحر المتوسط، والتي تصدر تصريحات تفتقر إلى أي تعاطف، بعد المأساة.

«فرصة ضائعة»

ودافع وزير الداخلية عن نفسه، الثلاثاء، أمام النواب، وأعاد عرض ظروف المأساة بالتفصيل. وأكد هو أيضاً أن فرونتكس لم تبلغ عن أي مشكلة في القارب.
واتهم بيانتيدوسي المهربين الأربعة المفترضين، وقد تمّ اعتقال آخرهم، الأربعاء، في النمسا، بأنهم وراء هذه المأساة؛ لأنهم أمضوا ساعات بالقرب من الشواطئ ليلاً وفي البحر الهائج هرباً من قوات الأمن الإيطالية، وخلال تحرك خطر اصطدموا بصخرة ما تسبب بالغرق.
وقالت رئيسة الحزب الديمقراطي إيلي شلاين (يسار): «إنها فرصة ضائعة للإجابة عن أسئلة محددة» حول تسلسل القيادة الإيطالية.
وملف المهاجرين موضوع سياسي حساس جداً في إيطاليا، بوابة الدخول التي وصلها مئات آلاف المهاجرين في السنوات الماضية. تأخذ إيطاليا على شركائها في الاتحاد الأوروبي عدم التضامن.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في رسالة وجهتها، الاثنين، إلى ميلوني أنه «من الواضح أن الهجرة تمثل تحدياً أوروبياً يتطلب استجابة أوروبية» مع التأكيد في الوقت نفسه على «الواجب الأخلاقي بالتحرك لتجنب مآسٍ مماثلة».
وتطرقت أيضاً إلى المبادئ التوجيهية لعمل المفوضية في هذا المجال، مثل «مساعدة من يحتاجون إلى حماية دولية ومنع انطلاق المهاجرين بشكل غير شرعي، ومكافحة شبكات المهربين المجرمين، وتقديم مسارات لهجرة آمنة وشرعية، وإعادة هؤلاء الذين ليس لديهم الحق في البقاء» في الاتحاد الأوروبي.
دعا البابا فرنسيس، الذي يحظى بنفوذ معنوي كبير في إيطاليا، الأحد، إلى «ألّا تتلطخ المياه الصافية للمتوسط بعد الآن بالدماء عبر حوادث بمثل هذه المأساوية».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ycke9ukc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"