عادي
مشاهدون بمعايير مختلفة وتوقعات مرتفعة

الجيل الجديد غائب عن الخريطة الدرامية الرمضانية

23:49 مساء
قراءة 3 دقائق

الشارقة: زكية كردي

لعبة الحبار، بيكي بلايندر، لاكاسا دي بابل، بلاك ليست، ماني هيست، وغيرها من الإنتاجات الضخمة التي تضاف إلى قائمة ممتدة وطويلة من المسلسلات الشبابية المتخصصة، صفق لها الشباب خلال السنوات الماضية وتعلقت أنظارهم وذائقتهم الدرامية بها، فارتفعت معاييرهم للمشاهدة، وقرروا عدم الالتزام بالخارطة الدرامية العاطفية للأهل، خصوصاً مع توفر رفاهية المشاهدة الحرة والخصوصية التي تعد إحدى سمات العصر الحديث من جهة، وواحدة من أوجه حياة الرفاهية التي تعيشها العائلة في الإمارات من جهة أخرى.

كان حسن جعفر، موظف مبيعات، يشارك أحياناً في مشاهدة المسلسلات مع العائلة، لكن دون متابعة حقيقية، وعن ذلك يقول: «عندما كنت طفلاً، قبل عشر سنوات أو أكثر كان التلفزيون محافظاً على مكانته، وأهلي يحبون طقس المشاهدة المشتركة، خصوصاً في رمضان، لكني كنت أفضل الألعاب الإلكترونية، وعندما بدأت أكبر، ابتعدت عن الاهتمام بالدراما عموماً، فلا وقت لدي للمشاهدة، لكني كنت أحرص على متابعة المسلسلات التي كانت تثير ضجيجاً في وسط الشباب».

1

يوافقه الرأي أحمد الجميلي، موظف حكومي، لافتاً إلى أن «الانسحاب من أمام شاشة المسلسلات العربية بالنسبة للجيل الشاب كان تدريجياً»، ويعتبر أنه من الجيل الذي قاد هذه النقلة، ويقول: «كانت المشاهدة محصورة بخيارات محدودة جداً، برمجت المشاهدين على أنماط محلية ذات إبداع محدود ومكرر، خصوصاً في الإنتاجات الرمضانية، لكن التكنولوجيا والانفتاح على الخيارات اللامحدودة وفضول جيلنا الأصغر، كلها عوامل جعلتنا نبحث عما هو مختلف، وأعتقد بأن التعلق بالإنتاجات الأجنبية كان مدفوعاً بعاملين أساسين أولهما الفضول، وثانيهما الانبهار بالأفلام، وبالتقدم الذي أحرزه العالم في هذه الصناعة».

1

تميل رفل عبدالله، طالبة جامعية، إلى المسلسلات الكورية، وتقول: «هناك إقبال كبير من قبل جيل الشباب على هذه المسلسلات، حتى أوجدت دافعاً قوياً لدى البعض لتعلم اللغة الكورية، وتذكر أن النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «لعبة الحبار» جعل الجيل الأكبر أيضاً يلتفت إلى أهمية هذه الدراما، ويفهم سبب انجذاب الجيل الجديد إليها».

ويرى بشار حسن، موظف مبيعات، أن «من الطبيعي تعلق جيل الشباب بالمسلسلات الأجنبية، بسبب الإنتاجات الضخمة التي تدعمها، مع الحرفية العالية، والمواضيع التي تقدمها»، ويقول: «الدراما العربية للأسف تعجز عن الخروج من الأنماط القديمة التي يفضلها المشاهد الأكبر سناً، أما الشباب فلا تجذبهم المواضيع والشخصيات المكررة والأحداث المتوقعة التي تقدمها، هناك مسلسلات شبابية متخصصة متاحة للشباب، وهناك مواضيع تحاكي شخصياتهم واهتماماتهم وتثير فضولهم أيضاً».

وتعتبر ريم علي، طالبة جامعية، أن الوقت عامل مهم جداً بالنسبة لجيل اليوم، وتقول: «لا أملك الكثير من الوقت لمشاهدة المسلسلات، وأعتبر أن اختياري لأي عمل سوف أشاهده يجب أن يكون دقيقاً، لهذا أبتعد عن التفكير بالمسلسلات العربية، لأنها لا تجذبني، وأعتقد بأنها قديمة، وكأنها مصورة للجيل السابق».

وتقول نور إسماعيل، خريجة إعلام: «في الماضي كان تحقيق النجاح بالنسبة لأي عمل درامي سهلاً، فالخيارات البديلة غير موجودة على الأغلب، وكان الجميع يتابع المسلسل ذاته في الموعد ذاته، ومع هذا كان الجيل السابق يستمتع بما يحاول أن يقدم أفضل ما عنده، لهذا كانت الدراما تصل إلى المشاهد»، وتستدرك: «لكن اليوم، ومع ارتفاع وتيرة المشاهدة والمنافسة، طغت لغة الأرقام، ووتيرة عجلة الصناعة على روح الفن في العمل الدرامي فأفقدته خصوصيته برأيي، ومع توفر الخيارات الكثيرة أصبح من السهل جداً العزوف عن متابعة الدراما المحلية، والتنقل بين آلاف الخيارات»، وتضيف أن للفضول دوراً كبيراً في هذا الأمر، فالدراما الأجنبية تتيح فرصة التعرف إلى الثقافات والحضارات الأخرى، والتوغل في تفاصيل الحياة المختلفة.

أحمد الجميلي: الفضول وراء التعلق بالإنتاج الأجنبي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4a7ths7a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"