عادي
قصص وحكايات عربية وعالمية عن تاريخ وجماليات القصيدة

«بيغ باد وولف» يفتح ديوان الشعر العالمي للقراء

14:11 مساء
قراءة 4 دقائق
دبي: عثمان حسن
حفلت بعض دور النشر العربية، خاصة الإماراتية المشاركة في معرض «بيغ باد وولف» المقالم حالياً في مدينة دبي للاستوديوهات، بإصدارات ميدانها الشعر، وتتحدث عن أسماء كبيرة من رموز الشعر العربي والعالمي، سواء الكلاسيكي أو المعاصر. وقد قام بإعداد وتحقيق وترجمة هذه الإصدارات والعناوين مؤلفون ودارسون وشعراء معروفون في الساحة العربية والإماراتية.. فما بين غونار إيكيلوف شاعر السويد الأول، إلى الشاعر الروماني هراسيوس، إلى الفرنسي شارل بودلير، إلى عدد آخر من مبدعي شبه القارة الهندية، مروراً بأسماء لافتة في التراث الشعري العربي، يتعرف القارئ إلى شعراء كبار أثروا، بقوة، في المشهد الإبداعي، الإنساني والعالمي.
ترجم الدكتور صالح العويني كتاب «عالم جونار إيكيلوف» وصدر عن مشروع «كلمة» أبوظبي، وإيكيلوف هو الشاعر السويدي الحداثي الأهم في القرن العشرين، هذا الشاعر الذي كان يتقن، إضافة إلى لغته الأم، الإنجليزية والفرنسية والألمانية واللاتينية واليونانية القديمة، والذي يوصف بالشاعر العصامي، متنوع الثقافات، قرأ إيكيلوف التراث الصوفي العربي، خاصة تراث ابن عربي، كما وعى فلسفات عدة بينها البوذية، وأصدر نحو 15 ديواناً مهماً ومؤثراً خلال حياته.
يجيب المترجم د. العويني عن دواعي ترجمة غونار إيكيلوف إلى العربية، بحسب ما ورد على غلاف الكتاب بقوله: «لأن الشعراء السويديين، باختلاف أجيالهم واتجاهاتهم، يتفقون على كونه من أهم الشعراء السويديين قاطبة في القرن العشرين، وقد قال أحدهم في هذا الصدد: لو أن شعر إيكيلوف وحده بقي حياً في القرن الواحد والعشرين لكفى الشعر السويدي ذلك».
*كعب الأشقري
جمع وحقق الشاعر والباحث الإماراتي أحمد محمد عبيد كتاب «شعر كعب بن معدان الأشقري»، والكتاب فاز بجائزة أفضل كتاب لمؤلف إماراتي في دورة معرض الشارقة للكتاب في 2011، وكعب الأشقري هو أحد الشعراء الأمويين المعروفين، ولد في عمان في القرن الهجري الأول، ورافق المهلب بن أبي صفرة وبنيه، في فتوحاتهم في خراسان، وكان لحضور قبيلته الأزد أثر في شعره، بوصفها من أكثر القبائل مشاركة في الفتوحات والمعارك التي خاضها الجيش الأموي في فتوحاته وحروبه، وحضر كعب معظم تلك الوقائع.. ويرد في سيرة هذا الشاعر أنه كان فارساً وخطيباً وشجاعاً، وقد سطر في المهلب أروع الأشعار، وكان أن أوفده الأخير إلى الحجاج بن يوسف الثقفي، وأوفده الحجاج إلى الخليفة عبد الملك بن مروان، وقد عدّه الفرزدق من شعراء الإسلام الأربعة، حين قال: «شعراء الإسلام أربعة: أنا، وجرير، وكعب بن معدان الأشقري، والأخطل»، كما يرد كذلك أن الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، كان أحد المعجبين بشعره، خاصة التي قيلت في مدح المهلب بن أبي صفرة.
*دلالات لغوية
في كتاب لافت يتعرف القراء إلى اللهجة العربية التشادية، ودلالاتها اللغوية والاجتماعية من خلال كتاب «الأمثال الشعبية في اللهجة العربية التشادية و دلالاتها اللغوية والاجتماعية»، وهو من تأليف حسب الله مهدي فضله، وجاء على علاف الكتاب: «هو محاولة أولية للتدليل على أن اللغة العربية هي لغة التخاطب الأولى بين أبناء الشعب التشادي، وهي الوعاء الجامع لتراثها وثقافتها».
ويظهر الكتاب، بحسب المؤلف، خصوصية اللهجة التشادية كلهجة عربية عانت مظاهر التعتيم والتغييب عن الساحة العربية بحكم سياسة الاستلاب الحضاري، ما أدى إلى جهل أغلبية الباحثين والدارسين بخصائص هذه اللهجة العربية وموقعها في خريطة اللهجات العربية المعاصرة، ومدى قربها أو ابتعادها عن اللغة العربية الفصحى.
اتبع المؤلف في كتابه المنهج العلمي المتمثل في اتخاذ الأمثال أنموذجاً شاملاً، يسمح باستخلاص الخصائص الصوتية والصرفية والنحوية للهجة العربية التشادية.
*تراث
في كتاب آخر من مؤلفات التراث الشعري العربي، يتعرف القارئ إلى نماذج شعرية كتبها مبدعون من قبيلة بني قشير، الذين يعود نسبهم إلى بني أمية، من خلال كتاب «شعراء بني قشير في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي» وجمع الكتاب وحققه الدكتور عبدالعزيز الفيصل.
وميزة هذا الكتاب تكمن في تحرّيه لكثير من الأشعار التي اندثر معظمها، حيث بذل المؤلف جهداً في جمع هذه الأشعار بتتبع الكثير من الكتب النادرة والمخطوطات. وجاء على غلاف الكتاب: «كان موضوع شعراء بني قشير في الجاهلية والإسلام حتى آخر العصر الأموي موضوعاً بالغ الأهمية، ويستحق الدراسة والنشر، فإلقاء الضوء على قبيلة بني قشير وجمع شعر هذه القبيلة، إنما هو خدمة للغة القرآن، فهذا الشعر قيل في العصر الجاهلي والإسلامي والأموي ولا يزال أكثره متوارياً عن الأنظار، فبعضه في مخطوطات نادرة، أو كتب وطبعات قديمة لم تطبع مرة ثانية، وبعضه منثور في كتب الأدب المشهورة.
*هراسيوس
كوينتس هراسيوس، هو شاعر روماني ولد عام 65 قبل الميلاد، وتوفي عام 8 قبل الميلاد، يعتبر وصديقه فرجيل أعظم شاعرين في روما القديمة، حيث يتعرف القارئ إلى سيرة الشاعر ووقائع عصره، من خلال كتاب وضعه الشاعر الفرنسي ألكسندر دوما بعنوان «مذكرات هراسيوس» من ترجمة بطرس الحلاق، والمذكرات تخلد الشاعر من خلال قصائده وحياته في عصر أقل ما يوصف بالمتقلب، أو المضطرب، ودوماً من خلال هذه المذكرات يغوص في روما القديمة، ويطل على على مجمل الحياة السياسية التي تشابه عصره هو، في فرنسا القرن التاسع عشر، فرنسا وروما بالنسبة لألكسندر دوما «صنوان» وعاشتا رحلة أليمة في عوالم الطغيان.
نشر دوما هذه المذكرات في عام 1860 في إحدى الصحف المحلية، وصدر الكتاب عن دار نشر فرنسية في 2006، كان هراسيوس بالنسبة لدوما شاعراً فرحاً ومحباً للعيش وعاشقاً للحياة، كما هو حال دوما، وكان كذلك شاهداً على حروب أهلية قادت إلى انهيار الجمهورية الرومانية.
*مناخات الهند
«قصائد من الهند»، هو عنوان الكتاب الذي ترجمه عن الإنجليزية الشاعر الإماراتي الدكتور شهاب غانم، وفي هذا الكتاب يعيش القارئ مناخات من الشعر المكتوب في جزء كبير من شبه القارة الهندية، حيث يترجم غانم 80 قصيدة لـ30 شاعراً من اللغات: الهندية، البنغالية، الأوردو، الماراثية، الماليام، التاميلية، البنجابية، السندية، الكشميرية، الأوريسية، الأسامية، التلجو، إلى جانب الفارسية والإنجليزية. ومعظم الشعراء الواردة أسماؤهم في الكتاب، كما يؤكد د. غانم، ولدوا خلال النصف الثاني من القرن الماضي، وهم من الأسماء المعروفة في عالم الشعر في الهند. ومواضيع القصائد متنوعة تغطي طيفاً واسعاً، وتغلب عليها القضايا الإنسانية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/34hbxvvz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"