عادي

دراما وملاكمة وفرح وغضب في «الصعود الخامس عشر» للعين

20:48 مساء
قراءة 5 دقائق
إيريك يحتفل بهدف العين
مباراة ملاكمة بين شانكلاي والبلوشي
  • «الإمبراطور» يودع بمعاندة الحظ والاستفادة من درس الموسم

متابعة: علي نجم

«صعود إلى نهائي الكأس، هدف من صناعة ظهير وبتوقيع ظهير، كرة في القائم، طرد، وكرتان في العارضة، ثم طرد. صافرة نهاية، بعدها يتحول المشهد من ملعب أو مستطيل أخضر إلى حلبة ملاكمة... بعدها رقصات فرح، ودموع حزن، تأهل الزعيم، وخرج الإمبراطور غاضباً».

هكذا يمكن تلخيص المشهد في استاد هزاع بن زايد بعد مواجهة العين والوصل في إياب نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، التي ابتسمت للزعيم بالتأهل الخامس عشر في تاريخه إلى النهائي (السادس عشر باحتساب الموسم المُلغى بسبب جائحة كورونا).

كل تفاصيل متعة وجمالية المستديرة الصغيرة، وحتى السلبية منها حضرت في الملعب التحفة (استاد هزاع)، جماهير ملأت المدرجات، ومدربان أعدا العدة لحرب كروية، أجاد اللاعبون في تنفيذها وتطبيقها بحذافيرها، فكانت الغلبة لمن زار الشباك، ونال العين الصعود بفضل قتال لاعبيه، وتمريرة حاسمة من الظهير الأيمن بندر الأحبابي ترجمها الظهير الأيسر الهداف إيريك إلى هدف الفوز.

هدف كافٍ

هدف واحد كان كافياً ليعبّد طريق الفريق البنفسجي نحو التأهل إلى ملعب محمد بن زايد حيث سيلعب النهائي الحلم في مواجهة الشارقة في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.

كان التأهل طموح كل فريق، أرادها العين فرصة للتمسك بأمل نيل لقب رسمي، بعدما بات يتأخر عن قطار شباب الأهلي في دوري أدنوك بفارق 5 نقاط قبل 4 جولات. راهن المدرب الأوكراني ريبيروف على فاعلية الأجنحة من أجل ضرب دفاعات الفريق الضيف واستغلال ضعف الظهيرين، فكانت بصمة بندر الأحبابي وإيريك هي صاحبة الكلمة العليا، صنع الأول، وتكفّل الثاني بهز الشباك ليتقمص دور المهاجم الهداف في لعبة برهن بها «الزعيم» أنه يمتلك من الرهان التهديفي ما قد يساعده في الإفطار في شباك الخصوم حتى لو صام العملاق لابا عن التسجيل.

لعبت التفاصيل الصغيرة دوراً كبيراً في تحديد هوية المتأهل، حين تكفّل قائم خالد عيسى بصد رأسية شنكلاي قبل أن ينال الأول بطاقة حمراء صنّفها خبراء التحكيم في القنوات التلفزيونية ب«غير المستحقة»، فكان على البديل محمد بوسندة تولي مسؤولية حراسة العرين، وقد نجح في أن يكون خير سند.

مارس الوصل كل فنون الضغط، وأمطر مرمى المضيف بمحاولات تكسرت على مشارف عرين أصحاب الأرض، وذهبت بعض المحاولات في سماء دار الزين، مع إهدار فابيو ليما كرة في العلالي وهو على بعد خطوات من المرمى، مع فرصة من النوع الذي لا يهدر.

حرب عقول

حرب عقول الشوط الثاني لم تبدل الكثير من المشهد... تراجع عيناوي من أجل الدفاع عن التقدم، ورهان على المرتدات، وضغط أصفر بحثاً عن تعادل لم يتحقق حين تكفلت العارضة بصد تسديدتي فيليبي أولاً وفابيو ليما ثانياً، في حين لعب بوسندة دور «المنقذ» مع ما تبقى من محاولات.

وحين زج كل مدرب بما يمتلك من أوراق لصنع الفارق نجح الأرجنتيني بالاسيوس في تسجيل هدف العين الثاني لينفجر الملعب فرحاً... خلع البديل القميص، نال بطاقة صفراء، واعترض الوصلاوية، نال حسن إبراهيم الصفراء والجزائري جمال بلعمري الحمراء بسبب الاعتراض على قرارات الحكم، قبل أن يتم إلغاء الهدف.

خرج الفريقان من أجواء اللقاء فنياً. أسهمت بعض القرارات التحكيمية في زيادة حدة اللقاء وسخونته، سواء الصحيحة منها حيناً، أو الخاطئة أحياناً، نجا بندر الأحبابي أولاً وحسن إبراهيم ثانياً من البطاقة الحمراء التي عادت لتظهر مرة جديدة بعد صافرة النهاية في وجه خالد البلوشي لاعب وسط العين الذي شارك في مناوشات مع الأرجنتيني شانكلاي لاعب الوصل.

ساد الهرج والمرج، وتحوّل الملعب إلى «حلبة» تدافع، قبل أن يتدخل العقلاء، لتهدأ الأمور، وينال البرازيلي إيريك جائزة رجل المباراة التي قدمها بدوره إلى بوسندة الذي حمل على الأكتاف تقديراً لدوره في صنع ملحمة الصعود إلى النهائي الكبير في الثامن والعشرين من الشهر الحالي.

تميز جديد

وبعيداً عن كل ما حصل خلال المباراة وبعدها يبقى التأهل إنجازاً يُحسب لفريق العين الذي يستحق الوجود في ملعب محمد بن زايد قياساً بذكاء الفريق وخبرته في التعامل مع سيناريو المباراتين، حين عرف كيفية الدفاع عن مرماه، سواء في زعبيل أو في دار الزين، واستغل أنصاف الفرص ليسجل هدفاً كان كفيلاً بالحصول على بطاقة التأهل ليرد التحية للمنافس الذي أبعده عن المسابقة الغالية في الموسم الماضي.

وسيعود العين للمرة الأولى إلى النهائي منذ موسم 2017-2018 حين نال اللقب على حساب الوصل نفسه، وليضرب بهذا التأهل موعداً جديداً مع «الملك» في إعادة لنهائي 2005-2006 حين توج باللقب الغالي على حساب الفريق «الأبيض» بهدفين مقابل هدف في النهائي الذي تجرّع فيه الشارقة مرارة الخسارة الأولى في نهائي أغلى البطولات.

بناء جديد

ومع إطلاق صافرة نهاية المباراة وإسدال الستار حزم الوصل حقائب العودة إلى معقله في زعبيل ليطوي صفحة موسم جديد خرج به خالي الوفاض، لتبقى شمس البطولات غائبة عن القلعة الصفراء منذ الثنائية الشهيرة في موسم 2006-2007، وليبقى الوصل دون لقب رسمي منذ بداية عهد الاحتراف.

لكن ما تحقق وما حصل -سواء في جولات الدوري قبل التراجع في الجولات الأخيرة، أو في مسابقة الكأس الغالية- يمثل بذرة أولى للفريق الأصفر في رحلة الطريق نحو العودة إلى منصات التتويج، وهي رحلة كان القائمون على الفريق يدركون أنها ستكون حافلة بالأشواك والتحديات، وإن كان ما تحقق في بعض الفترات قد فاق التوقعات وزاد من حجم الآمال.

أما بعد الوداع «المر» فلا شك أن «جردة حساب» تنتظر المدير الفني الأرجنتيني بيتزي وجهازه المساعد مع إدارة النادي من أجل تقييم كل ما حدث، وتحديد صوابية الخيارات والقرارات التي تم اتخاذها سواء في ميركاتو الصيف أو حتى الشتاء، لا سيما مع قرار المدرب الغريب بالرهان على اللعب دون مهاجم صريح، ووضع كل الرهان على عاتق مثلث شنكلاي- ليما- صالح من أجل التهديف، وهو القرار الذي نجح بشكل مؤقت قبل أن يدفع الفريق ثمناً باهظاً له في الأسابيع الأخيرة حين افتقد إلى الفاعلية التي تساعده في حسم المباريات وكسب النقاط في ماراثون الدوري أو بطاقة العبور في فورمولا الكأس الغالية.

ولا يمكن تجاوز ما حصل هذا الموسم أو اعتباره أمراً عابراً، فلا شك أنه يستحق أن يكون الرصيد والأساس الذي يمكن البناء عليه من أجل النجاح في الموسم المقبل، خاصة لو وُفّق القائمون على الفريق في تأمين بعض البدائل التي تساعد الفريق في الصمود في تحديات الموسم الطويل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yepcu2uf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"