قصص ملهمة في «بيغ باد وولف»

دبي: عثمان حسن

موضوعات عديدة وجديدة تشتمل عليها أجنحة معرض «بيغ باد وولف» الذي تختتم دورته الرابعة، اليوم الأحد، في مدينة دبي للاستوديوهات، تتوزع تلك الموضوعات بين: الصحة النفسية والتربوية، والبرمجة اللغوية العصبية، وهذه الموضوعات تتصل في مجملها بالتنشئة الصحيحة والتهذيب الإيجابي للطفل من جهة، وأيضاً للفرد بوجه عام نحو مزيد من تعزيز ثقته بنفسه في المحيط الذي يعيش فيه، لتهيئة أجواء من التفاؤل والشجاعة وتخطي الصعاب.

«الأطفال لا يفهمون كلمة لا» للدكتورة سارة النجار، هو أحد الكتب التي تندرج في سياق الصحة النفسية والتربوية للطفل، وتقدم مؤلفته 21 مبدأ لتنشئة طفل متزن، سويّ نفسياً، ويتمتع بشخصية قوية وناجحة.

تسترشد المؤلفة في كتابها بطرق عملية ومنطقية تم تجريبها لمن يعجزون عن فهم أطفالهم وأثبتت فاعليتها لفهم فطرة الطفل لتجعله يلجأ إلى ذويه قبل أي إنسان آخر، ومن ذلك التعرف إلى الطبيعة العنيدة للطفل وكيفية التعامل مع هذه الطبيعة وطرق تحويل العناد وتطويره إلى مهارات قيادية في المستقبل.

اختبارات علمية

ويندرج في ذات السياق مجموعة من مؤلفات الكاتبة الأمريكية الشهيرة جين نيلسن، بينها «أدوات التهذيب الإيجابي في التربية» من ترجمة غادة نبيل، وتقدم من خلاله المؤلفة أكثر من خمسين طريقة بديلة لتطوير شخصية الطفل وإطلاق قدراته في البيت والمدرسة، والكتاب واحد ضمن سلسلة الأكثر مبيعاً في مجال التربية الإيجابية للأطفال في كل فئاتهم العمرية، وهو كتاب يعتبر الأفضل في ميدان تحويل العقاب إلى عمل له نتيجة إيجابية على الطفل من خلال اختبارات علمية مجربة وحكايات من أرض الواقع تبين مدى كفاءة «تقنية الوقت المستقطع الإيجابي» وأثره على الأبناء.

تقويم

ينتقد الكتاب اعتماد طريقة «كرسي العقاب» وهو يبين كيف أن هذه الفلسفة في التربية تضر بنفسية الطفل ومستقبله، وتؤثر سلباً في شخصيته، والكتاب يضع جملة مفاهيم جديدة وفي غاية الأهمية حول فلسفة التقويم السليم.

ولجين نيسلون كتاب آخر بعنوان «دليل الآباء الوحيدين للتربية الإيجابية» من ترجمة سمر حجازي، وهو يقدم أمثلة حية من واقع حياة الأب العازب والأم العزباء مع أطفالهم، ويعتبر من أهم الكتب التي تقدم خطة واقعية لطريقة التكيف مع مشاعر الآباء ومشاعر أطفالهم في الظروف الاستثنائية، وهو كتاب موجّه لشكل الأسرة في حالة الانفصال عن الشريك.

برمجة

واشتمل المعرض على مجموعة واسعة من الكتب التي يعتمد مؤلفوها على مبادئ حسية ولغوية وإدراكية تهدف إلى تطوير السلوك الإنساني نحو التميز والإبداع، ومساعدة الأفراد على تحقيق نجاحات وإنجازات أفضل في حياتهم، وهذه الكتب تندرج تحت عنوان عريض وهو (البرمجة اللغوية والعصبية) وفي هذا السياق يشتمل المعرض على مجموعة كبيرة من مؤلفات الكاتب الأمريكي باتريك كينغ، بينها واحد بعنوان «فن التأثير في الآخرين» وهو من ترجمة منار محمد ويقدم المؤلف من خلاله 27 دراسة تعلم طرق اكتساب الكاريزما، ولفت الانتباه والتأثير في الآخرين.

وهذا المؤلف المهم، كما جاء على غلافه: «يكشف سر الروابط القوية التي تجمع الناس ببعضهم بعضاً وهو يقدم أفضل الطرق التي تجعل الفرد شخصاً محبوباً في كل مكان».

والكتاب هو محاولة عملية تساعد على إعادة النظر في علاقات الأفراد، واكتشاف سر المحبة والإعجاب والقبول، في كل الدوائر الاجتماعية التي تحيط بهم سواء في البيت أو العمل أو أي مكان.

يطمح الكتاب إلى جعل القارئ متفائلاً وأن يتوقف عن الشعور بالعزلة عن العالم وتعلم كيفية اكتساب ثقة من يتعامل معهم، ولفت أنظار الجميع وكسب احترامهم.

مذكرات

في السياق ذاته، يأتي كتاب «سهاد» لعالمة النفس والكاتبة الأمريكية ليز موراي، من ترجمة لينة الثقفي والكتاب مذكرات لافتة لامرأة شابة في سن الخامسة عشرة كانت تعيش في الشوارع، وفي النهاية وصلت إلى جامعة هارفارد.

وهذا الكتاب هو واحد من الكتب الملهمة للصغار واليافعين، في صلته بالتجربة الحقيقية للكاتبة، التي ولدت لأبوين محبّين لكنهما مدمنان على المخدرات في برونكس. في المدرسة تعرضت ليز للسخرية بسبب ملابسها المتسخة وشعرها الذي ينتشر فيه القمل، وتخطت في النهاية العديد من الفصول الدراسية لدرجة أنها وضعت في منزل الفتيات. وفي سن الخامسة عشرة، وجدت نفسها في الشوارع. لقد تعلمت التشرد ومشقة البحث عن الطعام وركوب قطارات الأنفاق طوال الليل للحصول على مكان دافئ للنوم. عندما توفيت والدة ليز بسبب الإيدز، قررت السيطرة على مصيرها والعودة إلى المدرسة الثانوية، لكنها ظلت تعيش وتنام في الممرات ومحطات مترو الأنفاق، وقد قلصت ليز أربع سنوات من المدرسة الثانوية إلى عامين، وبينما كانت بلا مأوى، فازت بمنحة نيويورك تايمز، وانضمت إلى رابطة اللبلاب. أما قصتها «سهاد» فهي قصة مكتوبة بشكل جميل لا يُنسى، عن روح امرأة شابة لا تقهر من أجل البقاء والانتصار رغم كل الصعاب.

الهشاشة النفسية

الهشاشة النفسية» للدكتور إسماعيل عرفة، هو واحد من الكتب التي ترصد حالات عديدة من الهوس بالطب النفسي وزيارات عيادات الأطباء النفسيين، ويحاول الكاتب انتقاد تلك الظاهرة التي أصبحت موضة هذا العصر، فبمجرد أن يتعرض المرء لمشكلة بسيطة يسارع في الذهاب إلى المعالجين النفسيين، وبحسب المؤلف فهذه المشكلات ليست أكثر من صدمات عارضة وبسيطة وعادية يصادفها المرء في حياته الواقعية، من هنا، يأتي اسم الكتاب، الذي يعتبر مثل هذه الأمراض ذات صلة بالهشاشة النفسية التي يجب التغلب عليها، فيطلق المؤلف في كتابه جملة من النصائح المهمة التي يمكن من خلالها التغلب على هذه الأمراض