عادي

استمرار المعارك في السودان رغم الدعوات إلى هدنة في عيد الفطر

11:40 صباحا
قراءة 3 دقائق
دخان كثيف فوق مبان في محيط مطار الخرطوم وسط اشتباكات بالعاصمة السودانية(أ ف ب )
دخان كثيف فوق مبان في محيط مطار الخرطوم وسط اشتباكات بالعاصمة السودانية(أ ف ب )
الخرطوم - أ ف ب
هزت الانفجارات والاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع العاصمة الخرطوم في ساعات الصباح، الجمعة، على الرغم من الدعوات إلى هدنة من أجل المدنيين في أول أيام عيد الفطر، بينما بلغ عدد القتلى حتى الآن نحو 330 شخصاً.
وتحدث شهود عن إطلاق نار وغارات جوية قبل شروق الشمس، كما يحدث كل صباح منذ 15 إبريل/نيسان.
وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية في منشور على «فيسبوك» أنه «في ليلة عيد الفطر المبارك تعرضت قبل قليل، وما زالت تتعرض مناطق متعددة من الخرطوم للقصف والاشتباكات المتبادلة بين قوات الجيش والدعم السريع». وأضافت أن هذه المواجهات «خلّفت دماراً طال المباني والمنشآت والممتلكات العامة».
وكانت الاتصالات الدبلوماسية قد تكثفت الخميس.
وأعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، أنه تلقى اتصالات من عدد من قادة دول المنطقة - خصوصاً جنوب السودان وإثيوبيا - والخارج - على رأسهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.
ودعا جميع هؤلاء القادة إلى وقف القتال في عيد الفطر ضد «قوات الدعم السريع» التي يقودها الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي.
وأعلنت قوات الدعم السريع «موافقتها على هدنة لمدة 72 ساعة» اعتباراً من الساعة الرابعة بتوقيت غرينتش لمنح فترة راحة للسودانيين الذين ما زالوا عالقين في تبادل إطلاق النار الذي أودى بحياة أكثر من 330 شخصاً حتى الآن.
في الوقت نفسه، ألقى الفريق أول البرهان خطاباً موجهاً إلى السودانيين بمناسبة عيد الفطر عبر التلفزيون الحكومي، في أول ظهور له منذ بدء القتال في 15 إبريل/نيسان، لم يشر فيه إلى أي هدنة.
  • «بلادنا أصابها جرح بالغ الخطورة»
وقال البرهان الذي ظهر ببزة عسكرية جالساً في مكتب بين علمين للسودان: «تمر على بلادنا هذا العام مناسبة عيد الفطر المبارك وبلادنا أصابها جرح بالغ الخطورة».
وأضاف: «يبقي الأمل الدائم في أننا مع شعبنا العظيم سنتجاوز هذه المحنة ونخرج منها أكثر وحدة وقوة وتماسكاً ويزداد هتافنا قوة جيش واحد شعب واحد».
وتابع أن «قواتكم المسلحة تتقدم» في المعركة، مؤكداً أنه «على ثقة في تجاوز هذه المحنة بالحكمة والقوة، وبما يحافظ على أمن ووحدة البلاد ويمكننا من الانتقال الآمن للحكم المدني».
ويعيش سكان الخرطوم البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة يومهم السابع وسط الغارات الجوية والانفجارات والاشتباكات في الشوارع.
وألحقت عمليات إطلاق النار المستمرة أضراراً جسيمة بمستشفيات جديدة الخميس، وفقاً لنقابة الأطباء. وقد أصيب أربعة منها في الأبيض الواقعة على بعد 350 كيلومتراً جنوب الخرطوم.
وقال عبد الله وهو من سكان العاصمة الخميس: «نود أن يتوقف القتال حتى العيد لكننا نعلم أن ذلك لن يحدث».
وبعد اجتماع مع رئيس الاتحاد الإفريقي وقادة دوليين آخرين «اقتنع الجميع بأن الهدنة ملحة في السودان»، بحسب وزير الخارجية الأمريكي الذي دعا الفريقين المتنافسين إلى محاولة التفاوض مرة أخرى من أجل وقف القتال الذي يتركز خصوصاً في الخرطوم ودارفور (غرب).
وفي العاصمة، نفد مؤن عدد كبير من العائلات، ولم يعد لديها كهرباء أو مياه جارية. ويحاول عدد كبير منها الفرار بين نقاط التفتيش التابعة لقوات الدعم السريع والجيش وسط جثث متناثرة على جانب الطريق.
ومنذ بدء النزاع فر عدد كبير من المدنيين إلى الخارج أيضاً.
  • نشر عسكريين أمريكيين
ووصل بين عشرة آلاف وعشرين ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال إلى تشاد المجاورة، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ويطلق كل من الجانبين إعلانات نصر واتهامات للطرف الآخر لا يمكن التحقق منها على الأرض بسبب خطورة الوضع.
وذكرت نقابة الأطباء أن «سبعين في المئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال توقفت عن العمل» إمّا لأنها قُصفت، وإما لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها تنشر قوات في شرق إفريقيا تحسباً لاحتمال إجلاء موظفي السفارة الأمريكية في السودان.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان: «ننشر قدرات إضافية في مكان قريب في المنطقة لأغراض طارئة تتعلق بتأمين وربما تسهيل مغادرة موظفي السفارة الأمريكية من السودان».
واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص الجوع في الأوقات العادية.
وقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في دارفور في بداية القتال. ولم تعد الأمم المتحدة تحصي عمليات «النهب والهجمات» على مخزونها وموظفيها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8w4hx9

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"