عادي

الجيش السوداني يعلّق مشاركته بمحادثات جدة ويهاجم «الدعم السريع»

00:03 صباحا
قراءة 3 دقائق
1
1

علّق الجيش السوداني مشاركته في مفاوضات جدة، التي توسطت فيها الولايات المتحدة والسعودية، أمس الأربعاء، احتجاجاً على هجمات قوات الدعم السريع على مواقع الجيش في العاصمة والولايات، واتهمها بالفشل في الوفاء بالتزاماتها، في وقت شهدت فيه مناطق متفرقة من العاصمة الخرطوم اشتباكات واسعة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، وخاصة في جنوب الخرطوم وأم درمان.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، أمس الأربعاء، إن الجيش اتخذ قرار تعليق المحادثات في مباحثات جدة «بسبب عدم تنفيذ قوات الدعم السريع البند الخاص بانسحابهم من المستشفيات ومنازل المواطنين، وخرقهم المستمر للهدنة». 

وفي أول رده على القرار، قال مصدر في قوات الدعم السريع، إن تعليق الجيش مشاركته في المفاوضات محاولة لإفشال منبر جدة. واتهم المصدر الجيش السوداني بعرقلة التفاوض عبر الاستمرار في خرق الهدنة الإنسانية من خلال الهجوم بالطيران، والمدافع الثقيلة وتحريك القوات من الولايات إلى الخرطوم.

 وقال الفريق أول محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع إن القوات «ستمارس حقها في الدفاع عن نفسها»، في وقت أكدت فيه مصادر متطابقة أن قوات الجيش بدأت في مهاجمة قوات الدعم السريع في مناطق متفرقة. 

وقال محمد الحسن ولد لبات المتحدث باسم الاتحاد الإفريقي فيما يخص الأزمة السودانية تعليقاً على انسحاب الجيش من محادثات جدة «ليس أمراً مستغرباً. يحدث ذلك في كثير من الأحيان. نأمل أن ينجح الوسيط في إعادة الطرفين للعمل على وقف إطلاق النار المنتظر». 

وبدأت المحادثات بين طرفي الصراع في أوائل مايو/ أيار، وأسفرت عن التوصل إلى إعلان مبادئ ينص على الالتزام بحماية المدنيين. كما أفضت إلى اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار لفترتين قصيرتين لكن تقارير ذكرت أنهما انتهكاها مراراً.

في غضون ذلك تحدث سكان في العاصمة السودانية الخرطوم عن اندلاع اشتباكات عنيفة في جنوب العاصمة وفي مدينة أم درمان، التي تقع على الضفة المقابلة لنهر النيل. كذلك، دارت اشتباكات واسعة في مناطق متفرقة من العاصمة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ووقعت الاشتباكات وسط وشمال الخرطوم، وسمع دوي إطلاق نار كثيف جنوب شرقي مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان. كما دارت اشتباكات في شارع الغابة، ومدخل جسر الفتيحات بالعاصمة، واستخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة.

وقالت غرفة الطوارئ بحي الحلفايا شمالي الخرطوم بحري إن 3 من سكان الحي قتلوا جراء اعتداءات نفذتها عناصر تابعة لقوات الدعم السريع على الحي. 

من جهة ثانية، أفادت وزارة الصحة السودانية في بيان امس الأربعاء بأن ولاية الجزيرة التي تعد محطة استقبال رئيسية للنازحين من الخرطوم، شهدت خروج «تسع مؤسسات صحية من الخدمة، رغم الهدنة المعلنة وذلك بسبب ميليشيا الدعم السريع التي تتحرك في تلك المناطق وتهدد حركة الكوادر الطبية والإمداد».

وواصلت الكثير من العائلات الاختباء في منازلها، وتقنين المياه والكهرباء بينما تحاول جاهدة تجنّب الرصاص الطائش في المدينة التي يبلغ تعدادها أكثر من خمسة ملايين نسمة، فر نحو 700 ألف منهم، بحسب الأمم المتحدة. 

في دارفور الواقعة عند حدود السودان الغربية مع تشاد، «يتم بشكل صارخ تجاهل التزامات وقف إطلاق النار»، بحسب توبي هارورد من المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين. وعرقل القتال المتواصل إيصال المساعدات والحماية التي يحتاج اليها عدد قياسي من الأشخاص (25 مليون نسمة)، أي أكثر من نصف السكان، بحسب الأمم المتحدة 

ومنذ 15 إبريل/ نيسان الماضي تستمر المواجهات في السودان مخلّفة أكثر من 1800 قتيل، وأكثر من مليون ونصف المليون نازح ولاجئ، بحسب الأمم المتحدة.

وبحسب تقرير أمس الأول للمجلس النرويجي للاجئين، فقد انتشرت أعمال «النهب والسرقة في الخرطوم، وجردت بعض المناطق بالكامل من الممتلكات».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bd2hfs5e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"