الأسعار.. والبائعون

غريب جداً أمر الأسواق، وأسعار السلع، وأنواعها ومصادرها، فكثير من المنتجات باتت تباع بأسعار متباينة بوضوح.
بعد عودة الحياة برحيل «كورونا»، لم يبقَ أحد لم يلمس ارتفاع الأسعار في شتى مجالات الحياة، وكأن لسان حال أصحاب هذه البضائع تعويض ما فاتهم من خسائر، أجبرتهم عليها الجائحة، التي لم تترك شيئاً إلا ألحقت به الضرر.
ومع قرب الصيف وانطلاق الناس في إجازاتهم، سواء للاستجمام أو زيارة الأهل، تجد الأغلبية حديثهم ينصبّ على أمر واحد، ارتفاع الأسعار وتفاوتها.
مثلاً، في الحديث عن العطور، تجدها في المحال المنتشرة في مراكز التسوق تباع بأسعار مرتفعة، وهي أزيد مما كانت عليه في السابق، ولكن إذا ذهبت إلى أسواق أقلّ إبهاراً من مراكز التسوق الكبيرة، تجد هذه العطور نفسها بالشكل والرائحة وحتى العبوة، وبعد الدخول في دهاليز النقاش (أصلي ومقلّد) تجدها هي نفسها بفارق سعري يزيد على 50 في المئة.
لو تعمقت أكثر في الأسواق، وذهبت إلى أسواق شعبية، فستجد العطر نفسه بسعر أقل من مركز التسوق بنسبة تصل إلى 70 في المئة، وكل ما عليك تصديقه في هذا المنتج هو حاسّة شمّك، بغض النظر عن كل ما يتفوه به الباعة.
محال الملابس، وحتى بعض الماركات، تجدها في مراكز تسوق كبيرة بأسعار عالية جداً، ولو عرفت أحد الباعة في ذلك المحل، لهمس لك بأنه يمكنك شراؤها بربع القيمة من محال معينة يحضرها منها.
وفي السلع التموينية، فإن الفارق السعري بات لافتاً في كثير من الأصناف المعروضة على الرفوف، فتجد سلعة معينة بسعر محدد في منفذ بيع، وتجدها نفسها بسعر يفرق بنسبة كبيرة في منفذ آخر.
وبما أن الناس اعتادوا خلال جائحة «كورونا» على البقالة، وأقنعوا أنفسهم، بأن التبضّع من البقالة (الواقعة تحت المنزل) أوفر من مراكز التسوق، فإن هذا الأمر فيه الكثير من المغالطة؛ لأن الناس بدأوا استسهال التعامل مع البقالة، ولكنهم لا يدققون في فواتيرها، والسبب توافر الخدمة وميزة التوصيل التي توفرها، ولكن الحقيقة في أسعار البقالة فارق كبير عن منافذ البيع الأخرى، وخاصة في كثير من البضائع اليومية التي لا ينتبه إليها الناس.
مسألة الأسعار باتت توجب على الكثير من العامة التنبّه، خاصة لبعض الكماليات التي لا يختلف بعضها عن بعض إلّا بطريقة العرض وأسلوب البيع. فمثلاً تشتري «غلافاً» للهاتف ب 300 درهم، فتجده نفسه ب 30 درهماً في منفذ أقل إبهاراً، علماً بأن البائع الأول يكون اشتراه من الثاني بالجملة بأقل من 30 درهماً أيضاً.
[email protected]