عادي

تعرف إلى كنوز الكتابة الأربعة في الصين

20:07 مساء
قراءة 3 دقائق

القاهرة: «الخليج»

لا نخالف الحقيقة إذا قلنا إن الخط الصيني لا يعد كنزاً للثقافة التقليدية للأمة الصينية فحسب، بل ثروة ثمينة للحضارة الإنسانية كلها، وذلك لما نلمسه من شكله الفني المميز وأدوات كتابته وسحره الأخاذ، وبنظرة متأنية نجد أن شكل الخط الصيني وتطوره له خلفية تاريخية وثقافية معقدة، وبالنظر كذلك إلى مراحل تطوره سنرى بوضوح أنه متزامن مع تطور الحضارة في المجتمع الصيني، حيث تعد المقاطع الصينية ناقلاً مهما للثقافة التقليدية الصينية.

يوضح كتاب «كنوز الكتابة الصينية الأربعة وفنون اللوحات» الصادر ترجمته العربية عن بيت الحكمة، أن شكل الرموز الصينية يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور فن الخط الصيني فتطور خط التشوان شو (الأختام الصينية القديمة) وخط اللي شو (الدواوين الصينية القديمة) وخط الكاي شو وخط الشينغ شو وخط التساو شو، كل هذا يرتبط بثقافة المجتمع، وقد ترك كل نوع منها بصمات تاريخية عميقة.

ارتبطت الكتابة على تروس السلاحف وعظام أكتاف البقر بثقافة عبادة الأشباح في عصر أسرتي يين وشانغ، وارتبطت النقوش البرونزية بتطوير الأواني البرونزية في عصر أسرة تشو الغربية، وحين وحد الإمبراطور تشين شي هوانغ الممالك الست، وحد شكل الكتابة، وارتبط تطور الخط الديواني بازدهار المجتمع في عصر أسرة هان.

يشير الكتاب إلى أن تطور مختلف المجتمعات على مر التاريخ، وتطور مستوى الوعي الجمالي يحدد أسلوب الكتابة، والخط الصيني ليس مفهوماً ثقافياً فريداً، بل أيضاً يظهر عمق الثقافة الصينية والعالم الروحي الثري لدى الشعب الصيني بصورة حدسية مؤثرة، ويظهر الخط الصيني بجمال رموزه المرنة المتغيرة، مدى الذوق الجمالي للشعب الصيني وسعيه وراء الأشياء القيمة حيث لوحة الخط الصيني الجيدة تستطيع إظهار ما في قلب الخطاط، وبالاطلاع على أعمال الخط الصيني القديمة ستخبرك كل نقطة في العمل بمشاعر الخطاط الإبداعية، كما ستخبرك تقاسيم اللوحة بطموحه وعالمه الثقافي.

من أهم ما يتعلق بالخط الصيني كنوز الكتابة الصينية الأربعة، أو كنوز المكتب الأربعة، وهي الأدوات المستخدمة في الكتابة والرسم المتوارثة منذ القدم، وكلمة «المكتب» تشير إلى قاعة المكتبة التي كان يجلس فيها المثقفون قديماً للقراءة والكتابة، والكنوز الأربعة (فرشاة الكتابة والحبر والورق والمحبرة) هي الأدوات التي لا يمكن الاستغناء عنها أثناء الجلوس داخل القاعة للكتابة أو الرسم.

كنوز الكتابة الأربعة ليست مجرد أدوات عادية سواء في إبداع فنون الخط أو الرسم الصيني، فإنها تحمل نمط وحكمة الثقافة الصينية التقليدية، ومع مرور الوقت اعتبرها الناس كنوزا بالفعل، وظل شكل واستخدامات كنوز الكتابة الصينية الأربعة تتطور مع تطور التكنولوجيا وسعي الحرفيين للتطور منذ إطلاق مصطلح «كنوز الكتابة الأربعة» عليها ما أدى إلى تحسين جودتها.

يرى الكتاب أن تطور فرشاة الكتابة والحبر والورق والمحبرة دفع تطور فن الخط والرسم الصيني، بعبارة أخرى إن ظهور أساليب متنوعة وأنماط مميزة وسحرية لفن الخط والرسم الصيني يرتبط ارتباطا وثيقا بتطور كنوز الكتابة الصينية الأربعة، فاستخدام أدوات متنوعة يخرج لنا أعمالا مختلفة من فن الخط والرسم الصيني، لذا على المتعلم لفن الخط والرسم الصيني الإلمام بالمعرفة المتعلقة بكنوز الكتابة الأربعة.

يوضح الكتاب أن كنوز الكتابة الأربعة جزء من فن الخط والرسم الصيني، فإن لم يعرف الرسام والخطاط كل ما يخص الأدوات التي يستخدمها يكون كصياد السمك الذي يجهل مدى سحر أدوات الصيد، وكقطاع الخشب الذي يجهل مدى سحر الفأس، وكالقناص الذي يجهل قوة البندقية في الصيد، وفي النهاية يكون عمله مجرد ثرثرة فارغة، وليس هذا تجنياً عليه إذ كيف سيفهم سحر جمال الخطوط التي ترسمها الفرشاة؟ ومعنى تنوع ألوان الحبر؟ وكيف سينتج أعمالا مميزة؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3e7za8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"